أثار مقتل عارضة الأزياء العراقية تارة فارس، في وضح النهار، على يد مسلحين مجهولين، أول من أمس، موجة مخاوف وغضب في بغداد. وحازت فارس على لقبة وصيفة ملكة جمال العراق عام 2015. وتوصف بأنها فتاة جريئة لا تراعي في جلسات التصوير، التي تقوم بها وتنشرها عبر صفحاتها الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي المتابعة من قبل آلاف الأشخاص، الطبيعة شديدة المحافظة لأغلب العراقيين.
لكن الطريقة التي قتلت بها تارة فارس، إلى جانب حوادث القتل والموت السابقة التي طالت ناشطات ومديرات مراكز للتجميل، وطبيعة الإجراءات الحكومية «الغامضة» حيال تلك الحالات، أثارت مخاوف وسخط كثيرين. وسبقت حادث مقتل تارة فارس الأخيرة مقتل الناشطة المدنية في البصرة سعاد العلي، الأسبوع الماضي، وقبل نحو شهر أعلن عن وفاة مديرة مركز «باربي للتجميل» رفيف الياسري.
وكانت السلطات العراقية أعلنت عن أن عملية اغتيال سعاد العلي في البصرة تمت على يد طليقها السابق، إلا أن كثيرين لم يصدقوا الرواية الرسمية، واتهموا جماعات ميليشاوية ومسلحة بتنفيذ الحادث، وهو الأمر الذي تكرر مع حادث مقتل تارة فارس.
وأصدرت وزارة الداخلية، أمس، بياناً قالت فيه إنها «فتحت تحقيقاً عاجلاً لمعرفة ملابسات حادثة مقتل عارضة الأزياء (تارة فارس شمعون) التي تعرضت عصر الخميس لـ3 إطلاقات نارية ما أدى لوفاتها في الحال بمنطقة كمب سارة في العاصمة بغداد». وذكرت أن «هناك لجنة من قبل شرطة بغداد تجري الآن بحثاً مكثفاً في محل الحادث للتوصل إلى أي خيوط عن هذه الجريمة ومعرفة الجناة بهدف تقديمهم للعدالة».
ودخلت «شبكة الإعلام العراقية»، المملوكة للدولة، على خط الضجة التي أحدثها مقتل تارة فارس، بعد أن أقدم المذيع في تلفزيون «العراقية» التابع للشبكة حيدر زوير بالتعليق على حادث القتل عبر تغريدة في «تويتر»، أساء فيها للضحية واستغرب الضجة حول مقتلها، لكن رئيس الشبكة مجاهد أبو الهيل أوقف زوير عن العمل.
وفي موضوع ذي صلة بعمليات القتل التي تتعرض لها ناشطات ومديرات مراكز تجميل، نفت وزارة الداخلية، أمس، الأنباء التي تحدث عن مقتل سحر الإبراهيمي مديرة أحد مراكز التدليك في بغداد، ودعت وسائل الإعلام وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي إلى «توخي الدقة في نقل الأخبار».
من جهته، يقول رئيس تحرير جريدة «الصباح» السابق فلاح المشعل لـ«الشرق الأوسط»، إن الجرائم التي طالت أهدافاً محددة وسُجلت ضد مجهول هدفها «إثارة الرعب والمناخ الداعشي». ويرى أن «استهداف الناشطين المدنيين ومن يؤازرهم، وقتل نخب مميزة من الأطباء والقضاة والمهندسين والأكاديميين، يؤكد خضوع العراق لسلطة القتلة وأساليبهم الوحشية».
إلى ذلك، قال رئيس لجنة الأمن النيابية السابق حاكم الزاملي، في بيان أصدره أمس، إن «كثرة حالات الاغتيال واستهداف الخبراء والأطباء والناشطين والفنانين يؤكد وجود فشل في المنظومة الأمنية والاستخبارية نتيجة انشغال بعضها بالأعمال الجانبية، إضافة إلى عدم وجود الرادع القانوني، والتهاون في المتابعة والمحاسبة».
وأضاف الزاملي أن «تكرار تلك الاغتيالات في هذه الآونة، وآخرها الناشطة سعاد العلي وفنانة الموديل تارة فارس، جاء نتيجة طبيعية لانتشار السلاح غير المرخص، فضلاً عن عدم وجود الرادع لانتشار المخدرات والملاهي وصالات لعب القمار ومحلات بيع الخمور وتجارة الرقيق».
ودعا الزاملي، وزارة الداخلية، إلى «حماية أرواح الناس وإعادة النظر بالعمل الاستخباري واتخاذ إجراءات عاجلة تتمثل بالملاحقة الجادة لمن يقف وراء عمليات الاغتيال، وكشف مرتكبي هذه الجرائم ومحاسبة الضباط والمسؤولين الأمنيين المقصرين في تنفيذ واجباتهم، الذين تتكرر مثل هذه الحوادث في قواطعهم».
مقتل عارضة أزياء يثير غضباً وخوفاً في بغداد
«شبكة الإعلام العراقية» أوقفت مذيعاً أساء في تغريدة للضحية
مقتل عارضة أزياء يثير غضباً وخوفاً في بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة