قدم الاتحاد الأوروبي وألمانيا والنرويج وآيرلندا والكويت تبرعاً بمبلغ 118 مليون دولار تمويلاً إضافياً لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى (الأونروا)، بعدما أوقفت الولايات المتحدة في وقت سابق 304 ملايين دولار من مساهمتها السنوية لهذا العام.
وتعهدت الكويت بمبلغ 42 مليون دولار، والاتحاد الأوروبي بـ40 مليون يورو (46.5 مليون دولار)، بينما تعهدت ألمانيا وفرنسا وآيرلندا والنرويج بالمتبقي من المبلغ. وكانت السويد والأردن بذلت جهوداً لجمع الأموال. وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت السويد على التزام بأكثر من 200 مليون دولار للوكالة بين عامي 2018 - 2021.
ورغم المساهمات الجديدة، لا تزال هناك فجوة قدرها 68 مليون دولار.
ورأى دبلوماسيون أن «التعهدات الجديدة من بعض أغنى دول العالم تعكس التعبير عن رسالة سياسية مباشرة إلى واشنطن مفادها أن أوروبا وغيرها من المناطق الغنية مستعدة للتعامل مع القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد الفلسطينيين».
وخلال الاجتماع، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول المانحة إلى فعل كل ما في وسعها لحل أزمة التمويل التي تعانيها «الأونروا»، معبراً عن تقديره للالتزامات والتقدم الاستثنائي الذي تحقق بمساعدة المانحين.
وشكر غوتيريش بصورة خاصة الطالبين أسيل وأحمد اللذين شاركا في اللقاء. وقال: «شكراً لكما على مشاركة قصصكما وتذكيرنا بأهمية ما نقوم به». وأشار الأمين العام إلى الاجتماعات الكثيرة التي عقدت بشأن «الأونروا» هذا العام، موضحاً أنه «عندما اجتمعنا في روما في مارس (آذار) من أجل مؤتمر التبرعات غير العادي، كان من الصعب تخيل كيف ستكون الأونروا قادرة على العمل. ومع ذلك نحن هنا في نهاية سبتمبر (أيلول). مدارس الأونروا مفتوحة وتستمر عملياتها الرئيسية الأخرى. هذه إشادة لكم جميعاً لما قمتم به من توفير لموارد إضافية عندما دخلت الأونروا في أزمة تمويل غير متوقعة ومؤسفة للغاية». وأضاف: «للأسف، هذه الجهود الاستثنائية والبالغة 260 مليون دولار في شكل تمويل جديد، لا تزال غير كافية للأونروا حتى نهاية العام. فمع وجود فجوة متبقية قدرها 186 مليون دولار، لا تزال عمليات الأونروا في خطر. أكثر من نصف مليون طالب في 700 مدرسة في خطر. الرعاية الصحية الأولية في 146 عيادة معرضة للخطر. المساعدات الغذائية إلى مليون لاجئ في غزة معرضة للخطر. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة كثيراً من عدم اليقين والمخاطر». وأشار إلى تحديين رئيسيين يواجهان عملية تمويل «الأونروا»: «أولاً، حشد الموارد المتبقية في الأسابيع المقبلة من أجل التقليل من عجز الأونروا الحالي. لقد كنتم كُرماء للغاية، لكن يجب أن أطلب منكم مزيداً في ظل هذه الأزمة. ثانياً، يجب أن نتحلى ببعد النظر لمواجهة التحدي المتمثل في وضع الأونروا على أساس مالي أكثر استدامة. التحديات الإنسانية والسياسية والأمنية الماثلة تحتم علينا الارتقاء إلى مستوى التحدي. أشجع كل من زاد التمويل هذا العام أن يحافظ على الأقل على هذا المستوى في عام 2019. دعونا نلتزم اليوم بإبقاء أسيل وأحمد وزملائهما من طلاب الأونروا في المدرسة حتى يونيو (حزيران) المقبل وما بعدها. فهم المستقبل وهم بحاجة ويستحقون دعمنا الكامل».
وقبيل التبرعات الأخيرة، قال المفوض العام لـ«الأونروا» بيير كراينبول في، إن الاجتماع كان بمثابة «صيحة كبيرة لجميع شركائنا وأصدقائنا»، مضيفاً: «أطلقنا حملة (الكرامة لا تقدر بثمن) العالمية الطموحة، لأننا مكلفون بالعمل من أجل لاجئي فلسطين، ولن نتخلى عن تلك المهمة. كما تواصلنا مع كثير من البلدان الأخرى، وهذا مكننا من بدء العام الدراسي في موعده المحدد لطلاب الأونروا البالغ عددهم نصف مليون فتى وفتاة، وهو إنجاز كبير للغاية. ولا نزال بحاجة إلى نحو 200 مليون دولار لنتمكن من ضمان أن هذا النجاح في افتتاح مدارسنا سوف يستمر حتى نهاية هذا العام». وقال أيضاً: «نحن لسنا عبئاً مالياً، بل منظمة تستثمر في الناس وتعمل من أجل حقوقهم وكرامتهم. وإذا استوعب الناس هذا الأمر، فأنا متأكد من أننا سنستمر في تلقي الدعم». وأوضح أن العالم دون «الأونروا» لا يمكن أن يكون عالماً إيجابياً إلا إذا كانت الوكالة جزءاً من الحل السياسي للصراع بين إسرائيل وفلسطين، الأمر الذي من شأنه يوفر حلاً عادلاً وكريماً ودائماً يشمل اللاجئين الفلسطينيين. وأكد كراينبول أن «الأونروا» ألغت 118 وظيفة في غزة هذا العام.
«الأونروا» تحصل على تعهدات إضافية بـ118 مليون دولار
الاجتماع رفيع المستوى في نيويورك قلّص العجز إلى 68 مليوناً لعام 2018
«الأونروا» تحصل على تعهدات إضافية بـ118 مليون دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة