مراكش تحتضن اجتماعاً نهاية العام لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة

TT

مراكش تحتضن اجتماعاً نهاية العام لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة

تجتمع دول العالم في مراكش في المغرب في 10 ديسمبر (كانون الأول) و11 منه لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة الذي أنجزت الجمعية العامة عملية وضع نصه في يوليو (تموز) الماضي.
وعلى هامش المداولات الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية الثالثة والسبعين، عقد اجتماع بعنوان «الطريق إلى مراكش» حضّ خلاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومات، وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، وغيرهم على الالتزام بتعزيز منافع الهجرة التي تدار بشكل جيد.
ودعا جميع الأطراف إلى تقليص الأثر السلبي للسياسات غير الحكيمة في هذا المجال، وما ينجم عن عدم التعاون بين الدول.
وقال في الفعالية عن الاتفاق الأول من نوعه «الاتفاق الدولي للهجرة يشدد على أن التعاون أساسي للتعامل مع التنقلات البشرية، ويقر بأنه في حين تتمتع كل دولة ذات سيادة بالحق في إدارة حدودها، فإن عالمنا المترابط يتطلب حلولاً متجذرة في التعاون وسعينا لتحقيق الصالح العام. ويحدد الاتفاق نهجاً سيفيد المهاجرين ومن يتركون وراءهم والمجتمعات التي ينضمون إليها. ويهدف إلى التصدي لدوافع الهجرة غير النظامية والإجبارية وتقليص المخاطر التي يواجهها المهاجرون عبر حماية حقوقهم. ويسعى إلى معالجة المخاوف المشروعة للمجتمعات المضيفة والاستفادة من الفوائد التي يجلبها المهاجرون للدول المضيفة وأوطانهم».
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن المجتمع الدولي سيعبر في مراكش إلى حقبة جديدة في إدارة الهجرة، باعتماد أول اتفاق دولي في هذا المجال في 10 ديسمبر الذي يوافق أيضاً الذكرى السبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأعرب عن الأمل في أن تمثل الدول بأعلى المستويات لضمان حشد الالتزامات الضرورية في مجال الهجرة.
وأشار إلى التوافق على صيغة الاتفاق، وقال إن ذلك أثبت أن الآليات متعددة الأطراف يمكن دائماً أن تقدم حلولاً شاملة.
وأكد أن الاتفاق يؤكد عدم قدرة أي دولة بمفردها على التعامل مع قضية الهجرة، وذكر أن اعتماد الاتفاق العالمي سيكون فرصة لإحداث تغيير في إدارة الهجرة وضمان تشاطر المسؤولية، مع احترام سيادة الدول وتعزيز التعاون الدولي. وشدد على ضرورة تحقيق التعهدات التي ينص عليها الاتفاق.
ويشكل الاتفاق الآن أساساً لتحسين الإدارة والفهم الدولي للهجرة، والتصدي للتحديات المرتبطة بالهجرة اليوم، وتعزيز مساهمة المهاجرين والهجرة في التنمية المستدامة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.