أثار اعتلاء الداعية محمد سعيد رسلان المنبر بأحد مساجد مصر أمس، في خطبة الجمعة، حالة من الجدل، عقب عودته من جديد للخطابة، بعد أسبوع من قرار رسمي من وزارة الأوقاف بمنعه من صعود المنبر.
ورفض أعضاء بالدعوة السلفية بمصر عودة الشيخ رسلان للمنبر من جديد؛ لأنه يستغل المنبر في بث روح البغضاء والكراهية، ويخرج عن موضوع الخطبة لإثارة الضغائن، بحسب قيادي في الدعوة. مهدداً برفع دعاوى قضائية ضد الشيخ رسلان. فيما تحفظ نواب باللجنة الدينية بمجلس النواب (البرلمان)، على قرار عودة رسلان للخطابة من جديد، وقالت مصادر برلمانية، إن «الأوقاف تسرعت في قرار عودته، وإنه كان يجب الانتظار لفترة أطول».
7 أيام ما بين قرار الأوقاف (وهي المسؤولة عن المساجد بمصر) بمنع الشيخ رسلان من الخطابة، ثم التراجع عن القرار، وإعلان عودته للخطابة، بعدما تعهد أمام الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، أول من أمس، بالالتزام التام بتعليمات الوزارة فيما يتصل بخطبة الجمعة الموحدة، وجميع تعليماتها المنظمة لشؤون الدعوة والمساجد.
وأدى رسلان، وهو إمام المسجد الشرقي بقرية «سبك الأحد» التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية بدلتا مصر، خطبة الجمعة الموحدة، أمس، التي دارت حول موضوع «بر الوالدين» والحفاظ على حقوقهما؛ لكنه عرج بالخطبة لموضوع آخر، وهو الحديث عن حب مصر، وقدم قصيدة شعرية في حب الوطن؛ نافياً تسببه في أي فتنة بمصر.
وسبق أن قررت الأوقاف إلغاء تصريح رسلان، ومنعه من صعود المنبر، أو إلقاء أي دروس دينية بالمساجد لمخالفته التعليمات، وأشار مصدر بالوزارة إلى أن «آراءه الأخيرة حول بعض القضايا كانت سبب الاستبعاد».
وأكدت الوزارة في بيان شديد اللهجة حينها، أنه «لا أحد فوق القانون أو فوق المحاسبة، وأنها لن تسمح لأحد كائناً من كان بالتجاوز في حق المنبر أو مخالفة تعليمات الوزارة، أو الخروج على المنهج الوسطي، أو اتخاذ المسجد لنشر أفكار لا تتسق وصحيح الإسلام ومنهجه السمح الرشيد... كما أنها لن تسمح لأحد كائناً من كان، شخصاً أو حزباً أو جماعة، باختطاف المنبر أو الخطاب الديني، وتوظيفه لصالح جماعة أو آيديولوجيات منحرفة عن صحيح الإسلام».
لكن وزارة الأوقاف قالت في بيان لها، أول من أمس، إنها «لا تقصى أحداً ممن تنطبق عليه شروط الخطابة، طالما أنه يعمل من خلال تصريح رسمي صادر عن الوزارة، ويلتزم بجميع تعليماتها بشأن ما كلف به من عمل أو سمح له به».
والشيخ رسلان، يلقي الخطب والدروس منذ أكثر من عشر سنوات بمسجد في قرية «سبك الأحد»، وعُرف بمعاداة «الإخوان»، التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، ويصف الجماعة في خطبه بـ«خوارج العصر».
وخاضت السلطات المصرية معارك سابقة لإحكام سيطرتها على منابر المساجد، ووضعت قانوناً للخطابة الذي قصر الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، فضلاً عن وضع عقوبات بالحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك، كما تم توحيد خطبة الجمعة لضبط المنابر، وتفعيل قرار منع أي جهة غير الأوقاف من جمع أموال التبرعات، أو وضع صناديق لهذا الغرض داخل المساجد أو في محيطها.
وسبق أن قال رسلان في بيان له عقب منعه من الخطابة، إنه سيطبق قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الخاص بمنعه من صعود المنبر، وإنه لا يجوز أن يتناول أحد وزير الأوقاف بكلمة «خشنة»، على حد قوله.
جدل عقب عودة داعية للمنابر رفض «الخطبة الموحدة»
الأوقاف «المصرية» ألغت قرار منعه وسط تحفظ برلماني
جدل عقب عودة داعية للمنابر رفض «الخطبة الموحدة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة