ليبيا: انقطاع المياه عن طرابلس إثر هجوم على محطة الكهرباء الرئيسية

طيران مجهول الهوية يستهدف أحد قياديي «داعش» في مدينة أوباري الجنوبية

عناصر ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق تحتفل بسيطرتها على جنوب طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق تحتفل بسيطرتها على جنوب طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: انقطاع المياه عن طرابلس إثر هجوم على محطة الكهرباء الرئيسية

عناصر ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق تحتفل بسيطرتها على جنوب طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق تحتفل بسيطرتها على جنوب طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلن جهاز النهر الصناعي في ليبيا عن انقطاع المياه عن العاصمة طرابلس، وبعض مدن المنطقة الغربية والوسطى، إثر اقتحام مسلحين لمحطة الكهرباء الرئيسية الخاصة به، ما أدى إلى توقف ضخ المياه من حقول آبار مياه الحساونة.
وقال الجهاز في بيان، أول من أمس، إن «مجموعة مسلحة دخلت محطة الكهرباء الرئيسية، وأجبرت فنيي الشركة العامة للكهرباء على فصل التيار الكهربائي عن حقول آبار مياه الحساونة»، وذلك على خلفية ما سماه بالمطالبة بـ«العدالة في برنامج طرح الأحمال الكهربائية عن مدن الجنوب». موضحا أنه بعد التفاوض مع هذه المجموعة المسلحة، «تم إعادة التيار الكهربائي، وجاري العمل حالياً على شحن محطات الكهرباء الفرعية بالحقول وثم تشغيل الآبار»، مشيرا إلى أنه من المتوقع وصول المياه التدريجي لمدينة طرابلس صباح اليوم، قبل أن يطالب الجهات الأمنية والعسكرية في الدولة بتحمل مسؤوليتها لحماية حقول آبار مياه الحساونة، ومسارات أنابيب المياه بالمنظومة.
في غضون ذلك، أعلنت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، عن إطلاق سراح عشرات المحتجزين في سجن معيتيقة (مؤسسة الإصلاح والتأهيل)، إذ قال محمد السلاك، الناطق باسم الحكومة في بيان مقتضب عبر موقع «تويتر»، أول من أمس، إنه «تم إخلاء سبيل 83 سجينا من سجن معيتيقة للإصلاح والتأهيل، بالتنسيق مع النائب العام ووزارة العدل».
ميدانيا، أعلن «اللواء السابع مشاة»، أحد الأطراف الرئيسية في اشتباكات طرابلس الأخيرة، أن ضباط غرفة عملياته فتحوا قنوات للتواصل مع المعنيين بالأمر في طرابلس «بهدف وقف وتجميد كافة الأعمال العسكرية، وفسح المجال للبعثة الأممية للدعم في ليبيا لتثبيت وتنفيذ كامل شروط اتفاق الزاوية». موضحا أنه تم الاتفاق على سحب الأسلحة الثقيلة من محاور القتال، وفتح الطرقات كبادرة حسن نوايا بين الأطراف ليتكفل الشعب الليبي والبعثة الأممية بمراقبة الوضع في طرابلس، ومدى تحسنه، خصوصا فيما يتعلق برفع يدي الميليشيات عن مؤسسات الدولة، وتنفيذ الترتيبات الأمنية والاقتصادية.
واعتبر «اللواء» أن هذه الخطوة تستهدف تحقيق مطلب الشعب، واللواء السابع بشأن إنهاء كل التشكيلات المسلحة، التي تعمل خارج شرعية الدولة وتعرقل عمل الحكومة ومؤسساتها.
وأعلنت حكومة السراج عن توقيع اتفاق جديد لتثبيت وقف إطلاق النار في طرابلس، بين ممثلي مدينتي طرابلس وترهونة، نص على ضرورة الالتزام بعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة، والالتزام بنشر خطاب التهدئة والإصلاح، ونبذ صفحات التواصل المحرضة على الفتنة. وخلال اليومين الماضيين، تمكنت عدة عائلات هربت من المعارك من العودة إلى منازلها، لكن عائلات أخرى اضطرت إلى إرجاء عودتها بسبب أمطار غزيرة هطلت على طرابلس ومحيطها أول من أمس، وتسببت بارتفاع منسوب المياه وإغلاق طرق عدة.
من جهة أخرى، تحدث موقع إلكتروني ليبي عن قيام طيران مجهول الهوية باستهداف أحد قياديي تنظيم داعش المتطرف في مدينة أوباري بجنوب البلاد. وقالت «بوابة أفريقيا» الإخبارية إن طيرانا لم تحدد هويته، قصف مساء أول من أمس، سيارة في صحراء مدينة أوباري، يعتقد أن بها عنصرا أو عناصر من تنظيم داعش. ونقل عن عضو مجلس النواب عن الجنوب علي السعيدي أن سكانا محليين سمعوا دوي انفجار قوي. لكنهم لم يستطيعوا تحديد مكان الضربة وهدفها.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».