في أول مقابلة صحافية معه بعد تعيينه في منصبه الجديد مبعوثاً رئاسياً خاصاً لأفغانستان، قال زلماي خليلزاد إنه هذه المرة متفاءل، لكن؛ علمته تجارب الماضي أن يكون حذرا.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» التي أجرت معه المقابلة: «صار السعي لإنهاء أطول حرب في تاريخ أميركا، 17 عاماً في أفغانستان من دون نهاية لها، في الأفق.... يقع الآن جزئياً على عاتق زلماي خليلزاد؛ الدبلوماسي الأميركي المحنك الذي وصف الوظيفة الجديدة بأنها عودة إلى الماضي».
ساعد خليلزاد الرئيس الأسبق بوش الابن في التخطيط للإطاحة بحكومة طالبان عام 2001 حين غزت القوات الأميركية أفغانستان. ثم صار مبعوثاً خاصاً لأفغانستان، ثم سفيرا هناك، ثم سفيرا لدى العراق. وأمس، أدى اليمين الدستورية مرة أخرى مبعوثا خاصا مكلفا المساعدة في بدء المحادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
في المقابلة الصحافية، قال خليلزاد إنه متفائل، لأن الوضع «مختلف هذه المرة»، لكن تجارب الماضي في أفغانستان «علمتني أن أكون حذرا».
وأضاف: «يبدو أن بعض قادة طالبان، أو ربما كلهم، يبحثون عن مصالحة محتملة وتسوية سياسية لإنهاء النزاع. لهذا، وظيفتي محددة جداً هذه المرة، ولهذا، سأركز على هذا الاحتمال، وعلى العمل لتحقيقه... إذا كان حقيقة، فسأعمل على مساعدة الأطراف في التوصل إلى اتفاق، وعلى المشاركة في عملية السلام. وإذا لزم الأمر، فسأشترك في الاجتماعات والمناقشات التي يمكن أن تؤدي إلى اتفاق محتمل».
في الأسبوع الماضي، ذهب خليلزاد إلى نيويورك، لحضور جلسات الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، وليلتقي بمسؤولين حكوميين أفغان، ودبلوماسيين من دول أخرى مهتمة بالمنطقة.
وقال للصحيفة إن الوقت مبكر لمعرفة الشكل الذي ستتخذه أي محادثات، أو المكان. لكنه لم يستبعد إمكانية مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات التي اقترحتها روسيا في موسكو ويمكن أن تشمل إيران بالإضافة إلى طالبان.
وأضاف: «بالنسبة لنا في الولايات المتحدة، سيكون المفتاح عند الحكومة الأفغانية. كيف تشعر تجاه الفكرة؟ كيف ستنظم الجهود؟ ما الهدف؟ هكذا؛ توجد أسئلة كثيرة في هذه المرحلة التي لم أركز عليها بعد».
وقال خليلزاد إن المفاوضات الأميركية المباشرة «أمر لا مفر منه؛ إذا كان السلام سيتحقق».
وكانت طالبان قالت إن مفاوضات مباشرة جرت، من وقت لآخر خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن ليس علنا، وليس على مستوى كبار المسؤولين.
وأضاف خليلزاد: «علينا أن نتفاوض لإنهاء الحرب، ولمعرفة ما إذا كان يوجد حل يفي بمصالحنا الأمنية الوطنية الأساسية. نريد ألا تصير أفغانستان ملاذاً للإرهابيين مرة أخرى لتقدر على أن تهاجم الولايات المتحدة. هذه مصلحة أمنية وطنية مهمة. وسيكون الحل مستحقاً تضحياتنا بالدماء والمال لمدة 17 عاماً».
وأشارت الصحيفة إلى أن خليلزاد «على مر العقود، شهد كثيرا من مراحل الحرب والسلام في أفغانستان».
عمره الآن 67 عاما، وقضى طفولته في مدينة مزار الشريف، شمال أفغانستان، وجاء إلى الولايات المتحدة في سن المراهقة للالتحاق بمدرسة ثانوية، ثم درس بالجامعة الأميركية في بيروت، ثم عاد إلى الولايات المتحدة، ودرس في جامعة شيكاغو، حيث حصل على دكتوراه في العلاقات الدولية، ثم عمل مستشاراً للسياسة الخارجية في البيت الأبيض في عهد الرئيس رونالد ريغان، ثم في عهد الرئيس بوش الأب، ثم بوش الابن، وهو الذي عينه سفيرا لدى أفغانستان، ثم لدى العراق.
ولاحظ مراقبون في واشنطن أن خليلزاد صحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته إلى باكستان، ولاحظوا أن خليلزاد كان ينتقد بشدة باكستان في الماضي. وكان حملها مسؤولية تدهور الوضع الأمني في أفغانستان، خصوصا دور القوات الباكستانية المسلحة، ودور الاستخبارات الباكستانية. ولاحظ المراقبون أن انتقادات خليلزاد خلقت قدرا كبيرا من عدم الثقة تجاهه في باكستان، وأن عدم الثقة متبادل.
في مقابلة أمس، قال خليلزاد: «آمل أن تفتح باكستان صفحة جديدة... توجد بعض الأشياء المهمة والواضحة: لا نريدهم أن يوفروا ملاذاً للأشخاص الملتزمين بالعنف ومهاجمة الأميركيين والأفغان وشركاء الائتلاف عبر الحدود والمدنيين الأفغان».
وقال إنه يرى مجالاً للتعاون مع روسيا في أفغانستان. وأضاف: «أفهم أن هناك إمكانية للتنافس، ونوعاً من الحنين من جانب روسيا إلى نوع من هذا الدور الكبير الذي كانت عليه في الماضي».
وسقطت ثلاثة صواريخ أمس (الخميس) على مدينة غزني خلال زيارة للرئيس الأفغاني أشرف غني وذلك في مسعى للمتمردين لعرض قوتهم في سياق تصعيد هجماتهم في أنحاء البلاد». وتبنت طالبان الهجوم الذي يأتي بعد أسابيع من هجوم للحركة على عاصمة الولاية التي تبعد مسافة ساعتين بالسيارة من كابل، حيث خاضوا معركة ضارية مع قوات الأمن قتل فيها مئات الأشخاص».
وقال الناطق باسم الحاكم عارف نوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الرئيس غني كان داخل قصر الحاكم حين سقطت الصواريخ».
وأكد نائب قائد الشرطة رمضان علي محسني لوكالة الصحافة الفرنسية عدم سقوط قتلى أو جرحى في الهجوم مشيرا إلى أن «أحد الصواريخ سقط على بعد 200 إلى 300 متر من قصر حاكم» ولاية غزني حيث كان غني يعقد اجتماعات مع مسؤولين أمنيين ودينيين وأفراد في المجتمع المدني وأعلنت حركة طالبان مساء الخميس مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على خدمة واتساب».
وقلل هارون شاه انصوري المتحدث باسم الرئيس من أهمية الحادث».
وقال إن الصاروخ سقط «بعيدا من مكتب الحاكم». وكان المتحدث يرافق الرئيس وقت الهجوم وسمع دوي أحد تلك الصواريخ وقال إنه سقط على أطراف المدينة».
وزيارة غني هي الثانية لغزني منذ هجوم طالبان على المدينة مطلع آب أغسطس (آب) 2018 وتقول الأمم المتحدة بأن 200 مدني على الأقل قتلوا في المعركة التي استمرت أياما ورأى المحللون أنها شكلت انتصارا عسكريا ونفسيا لطالبان على قوات الحكومة».
وبعد أيام من الهجوم سقطت صواريخ عدة على كابل قرب القصر الرئاسي فيما كان غني يلقي خطابا في أول أيام عيد الأضحى. وتبنى تنظيم «داعش «الهجوم».
وحققت طالبان مكاسب كبيرة على أرض المعركة في الأشهر الماضية مع تكثيف الجهود الأفغانية والدولية لحمل المتشددين على التفاوض من أجل السلام.
إلى ذلك، دعت الخارجية الروسية واشنطن إلى إعادة النظر في استراتيجية الحسم العسكري في أفغانستان وبذل جهود دبلوماسية، من أجل إطلاق الحوار بين الأفغان».
وعلقت الخارجية على مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في أفغانستان نتيجة غارات جوية ينفذها حلف الناتو هناك، قائلة في بيان لها اليوم الخميس: «نشعر بالاستياء من أن ضربات قوات الناتو «الخاطئة» أصبحت إلى حد بعيد جزءا من الواقع اليومي في ذلك البلد، دون أن يتحمل أحد المسؤولية عنها».
وأشار البيان إلى أن موسكو «تعتبر الوضع القائم ناجما عن أخطاء فادحة ارتكبتها القيادة الأميركية في أفغانستان، ورهان البيت الأبيض الفاشل على حل مشاكل البلاد عن طريق استخدام القوة».
المبعوث الرئاسي الأميركي لأفغانستان يتوقع قرب إنهاء الحرب
سقوط صواريخ على غزني خلال زيارة للرئيس
المبعوث الرئاسي الأميركي لأفغانستان يتوقع قرب إنهاء الحرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة