تل أبيب تقترح فتح معبر القنيطرة إرضاءً لموسكو

نتنياهو ينتظر مرور فترة الحداد في روسيا لطلب لقاء مع بوتين

TT

تل أبيب تقترح فتح معبر القنيطرة إرضاءً لموسكو

أعرب وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن استعداد تل أبيب لإعادة فتح معبر القنيطرة بين الجولان المحتل وسوريا، لخدمة المواطنين السوريين على طرفي خط الفصل، مثلما كان عليه الوضع قبل الحرب الأهلية في بلاد الشام.
وجاءت تصريحات ليبرمان هذه، خلال جولة له في معبر القنيطرة في هضبة الجولان السورية المحتلة، أمس، قائلاً إن «الكرة في المعلب السوري الآن؛ إذ إن إسرائيل مستعدة لذلك من الناحيتين الأمنية والإدارية». وقال ليبرمان، إن هناك إمكانية لإتاحة الفرصة للمزارعين السوريين في قرى الجولان ببيع محاصيل التفاح في سوريا.
واعتبر محللون هذا العرض، بادرة إسرائيلية ليس فقط تجاه النظام السوري، بل بالأساس تجاه روسيا، التي دخلت في أزمة دبلوماسية كبيرة مع إسرائيل منذ إسقاط الطائرة الروسية في منطقة اللاذقية قبل نحو أسبوعين، التي تسعى إسرائيل لاحتوائها، خصوصاً بعدما قررت روسيا تزويد دمشق بصواريخ «إس300» المتطورة وإدخال رادارات تشويش في منطقة الساحل السوري من شأنها أن تعيق حركة الطائرات الإسرائيلية في سماء سوريا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد طلب في لقائه أول من أمس مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تدخله لتسوية هذه الأزمة. وعبّر نتنياهو عن رضاه من النتائج قائلاً «الرئيس الأميركي عبّر عن دعمه لكل ما تفعله إسرائيل للدفاع عن نفسها في سوريا»، وأضاف «جئت للرئيس (الأميركي ترمب) بطلبات محددة، وحصلت على كل ما طلبته».
وقال نتنياهو «لقد أعطى الرئيس (ترمب) تعليمات واضحة. هدفنا هو الحفاظ على العلاقات مع روسيا وحماية أمن إسرائيل ضد هذه التهديدات. من الواضح أن هذه قضية مركزية تتعلق بأمننا القومي. لدينا مصلحة في الاستمرار في العمل لمنع إيران من التموضع في سوريا. هذا أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل».
وقال مصدر دبلوماسي رفيع في تل أبيب، أمس، إن إسرائيل تجري اتصالات على مختلف المستويات مع روسيا، والتقديرات الإسرائيلية تفيد بأنه عندما ينتهي الحداد في روسيا وتهدأ الأجواء، سيتم عقد لقاء بين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين. وأكد المصدر، أن «من المهم أن نستمر في الحفاظ على العلاقة مع الروس على المستويات كافة من ناحية، لكن دون التأثير على حرية العمل الإسرائيلي الذي لن تتغير (في سوريا)، وفي هذا الشأن نحظى بدعم كامل من ترمب».
ووفقاً للمصدر، فإن إسرائيل توجهت إلى الكرملين وفحصت إمكانية عقد اجتماع بين بوتين ونتنياهو، وهو اقتراح لم يتم قبوله، لكن لم يتم رفضه بشكل تام. وعند عودته إلى البلاد، من المتوقع أن يتصل نتنياهو بالرئيس الروسي ويواصل التفاوض معه بهدف الاجتماع.
ورفض نتنياهو، خلال حديثه للصحافيين، التعليق على إعلان روسيا عزمها إمداد دمشق بمنظومة الدفاع الجوي «إس300»، لكنه قال إن «الأهداف هي الحفاظ على التنسيق مع روسيا، والسماح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها»، وفي إشارة إلى رغبته ومساعيه للاجتماع ببوتين، قال نتنياهو إن «الزيارة مهمة للغاية من أجل تعزيز الهدف الثاني».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.