شمخاني يحذّر إسرائيل من «رد إيراني»

TT

شمخاني يحذّر إسرائيل من «رد إيراني»

حذر أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أمس، لدى استقباله نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، من «رد مميت» على إسرائيل إذا واصلت مهاجمة «الجيش السوري وحلفائه»؛ في إشارة إلى ميليشيات إيران في سوريا.
وأجرى شمخاني، أمس، مشاورات مع باتروشيف على هامش الاجتماع الأول لـ«الحوار الأمني الإقليمي» في طهران، وناقش الطرفان «الحلول المشتركة لمكافحة الإرهاب في المنطقة وتعزيز التعاون».
ونقلت وكالات رسمية إيرانية أن شمخاني وجه تهماً لإسرائيل بالسعي وراء «تثبت الأزمة» في سوريا و«دعم الجماعات الإرهابية عبر استهداف الجيش السوري والقوات التي تحارب الإرهاب»، مشددا على أنها «ستندم من الرد الإيراني إذا ما واصلت الاعتداءات في سوريا».
ووصف شمخاني تعاون البلدين في سوريا بـ«التجارب الموفقة في التعاون الأمني على صعيد مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى «ضرورة تبادل وجهات النظر المتقاربة في القضايا الإقليمية والدولية»، وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» المقربة من «الحرس الثوري». وقال شمخاني إن «السياسة المبدئية للبلدين في مجال تعزيز التعاون والتوازن في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، تلعب دورا حاسما في إدارة الأزمات الإقليمية». وتدعم إيران وروسيا الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ أكثر من 7 سنوات. لكن إسرائيل، التي يزداد قلقها من احتمال أن ترسخ إيران وجودا عسكريا طويلا في سوريا المجاورة، تقول إنها شنت أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سوريا خلال العامين الماضيين.
بدوره، قال باتروشيف إن «المنطقة تواجه خطر نقل الإرهابيين من العراق وسوريا بيد أميركا وبعض حلفائها»، لافتا إلى أهمية «التنسيق والتناغم الإقليمي لمواجهة الحدث المثير للقلق». ونوه باتروشيف بمبادرة طهران لإقامة اجتماع «الحوار الأمني الإقليمي». وأشار إلى «دور المجتمع الدولي في مواجهة الإجراءات الأميركية المزعزعة للأمن»، وقال: «في حال عدم مواجهة الإجراءات الأميركية الأحادية والخطيرة فسيواجه العالم أزمة مشابهة للعراق وسوريا في أفغانستان».
وأوضح باتروشيف دور بلاده إلى جانب إيران وتركيا في «خفض التوتر بسوريا»، مشيرا إلى أن الدول الثلاث «اتخذت قرارات في مسار مشترك لمنع تضرر المدنيين في إدلب».
ونسبت وكالة «مهر» الحكومية إلى باتروشيف قوله إنه «إزاء الإجراءات التي تتابعها حكوماتنا بهدف عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة، تبذل الإدارة الأميركية أقصى جهودها للحيلولة دون عودة الأمن إلى المنطقة وقد حولت الإرهاب إلى أداة لمتابعة أهدافها».
ويتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يترأسه الرئيس حسن روحاني، القرارات المتعلقة بالسياسات الخارجية والأمنية بالتنسيق مع المرشد الإيراني علي خامنئي. وقالت روسيا الاثنين الماضي إنها ستزود سوريا بنظام صواريخ «إس300» رغم اعتراض إسرائيل القوي، وذلك بعد أسبوع من إسقاط طائرة عسكرية روسية بنيران الدفاعات الجوية السورية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.