التحالف المسيحي بقيادة ميركل الأكثر شعبية بين المهاجرين

TT

التحالف المسيحي بقيادة ميركل الأكثر شعبية بين المهاجرين

كشفت دراسة وجود تفاوت بين المجموعات المختلفة للمهاجرين في تأييد الأحزاب الألمانية. فعلى الرغم مثلا من فقدان الاشتراكيين الألمان الكثير من أنصارهم من بين المهاجرين ذوي الأصول التركية إلا أن نسبة 37 في المائة التي لا تزال تؤيد الاشتراكيين هي نسبة لا تزال مرتفعة عن نسبة تأييد التحالف المسيحي الديمقراطي الذي يؤيده 33 في المائة من ذوي الأصول التركية في ألمانيا. وحظي حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للإسلام والمعادي للأجانب بتأييد 1.‏1 في المائة فقط من الألمان ذوي الأصول التركية، ولكن ووفقا للدراسة التي أعلن عنها أمس الخميس في برلين فإن واحدا فقط من بين كل أربعة مهاجرين هو الذي لا يزال يعتبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأفضل بين الأحزاب الألمانية مقارنة بنحو 40 في المائة من المهاجرين عام 2016. لكن لم تكشف الدراسة عن أسباب هذا التحول الجوهري والتراجع في تعاطف ذوي الأصول المهاجرة في ألمانيا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر عما كان عليه قبل بضع سنوات.
أجرى الدراسة مجلس خبراء المؤسسات الألمانية للاندماج والهجرة، وبينت أيضا أن الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري) اللذين يشكلان كتلة برلمانية واحدة تحت مظلة التحالف المسيحي الديمقراطي أصبحا الأكثر شعبية لدى أصحاب الخلفية المهاجرة حيث تبلغ شعبية الحزبين لدى هؤلاء في الوقت الحالي 2.‏43 في المائة. كما تراجعت شعبية حزب الخضر لدى المهاجرين الذين استطلعت آراؤهم في الفترة بين يوليو (تموز) عام 2017 ويناير (كانون الثاني) عام 2018 وبشكل واضح مقارنة بالشعبية التي أظهرها استطلاع مشابه للمجلس قبل عامين حيث انخفضت هذه الشعبية من 2.‏13 في المائة إلى 10 في المائة في الفترة نفسها.
يشار إلى أن أكثر من 23 في المائة من السكان في ألمانيا مهاجرون وأن عدد من يحق لهم التصويت من الألمان ذوي الأصول الأجنبية بلغ 4.‏9 في المائة من إجمالي عدد الناخبين في انتخابات عام 2013 ثم ارتفعت هذه النسبة إلى 2.‏10 في المائة خلال الانتخابات التي أجريت العام الماضي، وهناك تزايد مستمر في هذه النسبة.
ومن جانب آخر نأى رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر بنفسه عن تصريح مفوض شؤون الميزانية بالاتحاد الأوروبي جونتر أوتينجر الذي وصف فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «بطة عرجاء» سياسيا في الوقت الحالي. وقال مارجاريتيس شيناس المتحدث باسم يونكر أمس الخميس في بروكسل، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، «رئيس المفوضية يونكر اتصل هاتفيا مساء أمس بالمستشارة ولم يكن لديه انطباع أنه يتحدث مع بطة عرجاء»، مضيفا: «رئيس المفوضية يتطلع إلى أعوام كثيرة من التعاون الوثيق مع ميركل».
يذكر أن أوتينجر المتحدر من ألمانيا والمنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه ميركل صرح مؤخرا بعد خسارة فولكر كاودر، حليف المستشارة، في انتخابات رئاسة الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة ميركل، بأن نفوذ المستشارة يتضاءل، وقال: «يعد ذلك طبيعيا، فهي بطة عرجاء». ويقصد بهذا التعبير أنها سياسي عاجز إلى حد كبير في أواخر فترة ولايته لمنصبه. ولكن أوتينجر قال أيضا إنه يتوقع أنه سيتم إعادة انتخاب ميركل رئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي وأنها سوف تستكمل فترة عملها كمستشارة حتى النهاية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».