عمرو محمود ياسين: «نصيبي وقسمتك» يحذر من التغيرات الاجتماعية في مصر

نجح الفنان والمؤلف عمرو محمود ياسين، في تقديم عمل فني مختلف، حقق من خلاله نجاحاً كبيراً، ونسب مشاهدة مرتفعة، وهو مسلسل «نصيبي وقسمتك»، بجزأيه الأول والثاني، وحقق الأخير، الذي يجري عرضه حاليا على إحدى القنوات الفضائية، ردود فعل متنوعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمشاهدين في مصر. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تحدث عمرو محمود ياسين، عن تجربته كمؤلف لمسلسل «نصيبي وقسمتك»، كما كشف عن أسباب عدم نجاح الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية».
يقول عمرو محمود ياسين: «فكرة مسلسل (نصيبي وقسمتك) ولدت بالصدفة منذ أربع سنوات، بعد تعاقد عبد العاطي مع الفنان هاني سلامة لبطولة عمل فني يشابه مسلسل (هو وهي) الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي والفنانة الراحلة سعاد حسني. فأوضحت له أنه إذا قمنا بعمل ذلك سيحدث نوع من المقارنة بين العملين لذا علينا أن نقدم شيئا مختلفا، فطلب مني تقديم تصور لذلك، وبالفعل قدمت له تصورا لفكرة مسلسل (نصيبي وقسمتك) وعندما اطلع عليه هو والفنان هاني سلامة أعجبتهم كثيراً فكرة تقسيم العمل إلى قصص مختلفة، كل قصة تقدم في ثلاث حلقات كأنها فيلم سينمائي منفرد بذاته، ويكون بطل الحلقات ثابت وهو الفنان هاني سلامة مع اختلاف البطلات أمامه في الحكايات».
وأضاف: «بالفعل قدمنا الجزء الأول وحقق نجاحاً ضخماً، من حيث مناقشته لقضايا هامة، وطريقة عرض هذه القضايا بشكل مبتكر يناسب العصر الحالي، فالمسلسل يحذر من التغيرات الاجتماعية في مصر»، مؤكدا أنه لم يتم الاتفاق على تقديم جزأين من المسلسل في البداية، «لكن اتخذنا قرارا بذلك، بعد طلب الفضائيات لتصوير جزء ثانٍ، لكن كانت هناك مشكلة وحيدة هي أن بطل الجزء الأول هاني سلامة سيكون غير موجود به، نظرا لانشغاله في تصوير أعماله الرمضانية، ومن هنا وجدتها فرصة لأن يكون الجزء الثاني مختلفا عن الأول في طريقة طرحه للقضايا العامة».
وأوضح أن بعض المشاهدين تعجبوا من ذلك، لأن هناك علاقة ولدت في الجزء الأول بين نجاح العمل وبطله الفنان هاني سلامة، والذي حقق نجاحاً كبيراً بالفعل في الجزء الأول، ولكن عندما تم عرض الجزء الثاني حالياً ومشاهدتهم لبعض الحكايات زال هذا الاستغراب وبدأوا يندمجون مع الجزء الثاني بشكل أكبر.
في السياق نفسه، قال ياسين: «إن فكرة تقسيم العمل إلى حكايات كانت مختلفة وقدمت لأول مرة في الدراما المصرية، وهذا أعطاني فرصة لأعرض الفكرة بشكل أوسع».
وعن أصعب الأجزاء التي واجهته أثناء الكتابة في الجزء الثاني قال: «قصة تحمل اسم (604) يقوم ببطولتها الفنانة حنان مطاوع، وهي تحمل رسالة محددة، وهذه الرسالة يجب توصيلها بشكل ارتجالي أو به جاذبيه إلى حد كبير، ففكرت أن تميل القصة في عرضها إلى الرعب، وفي الوقت نفسه فكرة القصة سيجدها المشاهدون غريبة إلى حد ما، فأرهقتني كثيرا لأنها فلسفية إلى حد كبير».
وحول أكثر القصص التي تأثر بها، قال: «(قصة لحظة من فضلك) أرهقتني نفسياً، لأنها حكاية مهمة جدا تحمل الكثير من الرسائل وتدق ناقوس الخطر من عدم البر بالوالدين، والانشغال في الحياة بعيدا عن صلة الرحم والتماسك الأسري، فهذه الفكرة أرى أننا نحتاج إليها كثيرا في مثل هذه الأيام التي ننشغل فيها عن أهلنا وعائلتنا، وهذا الأمر يجب الانتباه إليه، لذا هذه الحكاية قريبة جدا إلى قلبي وأحبها كثيرا، لكن هناك الكثير من الحكايات الأخرى التي أحببتها أيضا مثل (نظرة فابتسامة) التي قامت ببطولتها الفنانة شيري عادل، وهناك أيضا حكاية (أحمد يا عمر) للفنانة بسمة، و(جدول الضرب) التي ستثير الجدل عند عرضها لأنها ستتناول ضرب الرجل للمرأة».
وأوضح قائلا: «في الجزء الثاني لم تحدث أي قصة بشكل حقيقي أمامي، لكنه يناقش قضايا موجودة بكثرة في المجتمع، ولكن في الجزء الأول هناك حكاية (كان فيه وخلص) التي قامت ببطولتها الفنانة درة أمام هاني سلامة، وأيضا حكاية (كازانوفل)، وحكاية (بعيش فيك)، جميعها كانت أحداث حقيقية، وتجارب عشتها بالفعل».
وعن عدم تحقيق الجزء الأخير من مسلسل «ليالي الحلمية» نفس النجاح الذي حققه «نصيبي وقسمتك» قال، الجزء السادس من ليالي الحلمية، كان لاثنين من الكتاب أنا وأيمن بهجت قمر، وعلى الرغم من أننا أصدقاء للغاية لكن في النهاية كل منا يحمل وجهة نظر خاصة به، ولكن لا يمكن اعتبار هذا السبب الرئيسي في عدم النجاح، لكن وفاة الفنان ممدوح عبد العليم، المفاجئة أربكتنا وأحبطتنا أيضا، حيث قمنا بإلغاء 15 حلقة وأعدنا كتابتهم من جديد. ولفت: «اضطررنا إلى كتابة العمل بسرعة شديدة بسبب تعاقد القنوات الفضائية على المسلسل، أيضا كانت هناك أعمال إهمال من بعض العناصر الأخرى وأنا شخصيا مررت بتجربة سيئة أثناء التصوير، ولكن العمل رصد مرحلة هامة في تاريخ مصر ورصدها بدقة، وأعتقد أنه إذا تمت مشاهده العمل مرة ثانية بحيادية سنجده أنه ليس بالسوء الذي يراه البعض، وإن كان هناك أخطاء شارك فيها الجميع، ولكن كنا في ظروف صعبة للغاية».
وأكد ياسين أن التأليف أبعده عن التمثيل كثيرا، وقال: «أنا شخصية قيادية وليست تابعة، وإذا أصبحت تابعا سأفشل بالتأكيد، لأنني كفنان صاحب وجهة نظر، وإذا قمت بالاشتراك في عمل فني مهما كانت وجهة نظري في النهاية سأنفذ ما هو مكتوب في السيناريو. لكن عملي كمؤلف وضعني في منطقة قيادية داخل العمل، أنفذ ما أراه صحيحاً من وجهة نظري، وهذا لا ينفي استمتاعي كممثل بشكل أكبر، وأتمنى أن أعود للتمثيل قريبا».
وعن مثله الأعلى في التأليف الدرامي، قال: «في التأليف لي طبيعة مختلفة إلى حد ما، حيث إنني غير متخصص في نوع محدد من الدراما فمن خلال (نصيبي وقسمتك) كتبت الاجتماعي والرومانسي والرعب والكوميدي، ومعظم المؤلفين متخصصون في نوع واحد من الدراما، لكن هناك أساتذة كبار أحرص على مشاهدة أعمالهم للاستفادة من خبرتهم والتكنيك المقدم في تلك الأعمال، مثل الكاتب الكبير وحيد حامد في السينما، وأسامة أنور عكاشة في الدراما التلفزيونية، ومحمد جلال عبد القوي، وكثيرين غيرهم. أما في التمثيل فبعيدا عن والدي الفنان محمود ياسين الذي يعتبر بمثابة مثلي الأعلى في الحياة والفن وفي كل شيء، هناك فنانون مهمون للغاية مثل العبقري الراحل أحمد زكي الذي أعشق أعماله جميعها، وكذلك الفنان الراحل محمود عبد العزيز، وأيضا الفنان يحيى الفخراني».
إلى ذلك، أكد عمرو اعتزال والده الفنان الكبير محمود ياسين، العمل الفني، وقال: «أتعجب من تداول الأمر على أنه جديد، فوالدي ابتعد تماما عن الفن منذ 4 سنوات، ولكن ليس من المفترض أن يعلن ذلك أو يقول (أنا اعتزلت الفن)، فالبعض تخيل أنه يعتذر عن الأدوار أو منتظر العمل المناسب لتاريخه الفني».