لبنان يحقق في إشكال أمني عطّل عمل مطاره الدولي

وزير الداخلية نهاد المشنوق في مطار بيروت أمس لحل الإشكال الأمني («الشرق الأوسط»)
وزير الداخلية نهاد المشنوق في مطار بيروت أمس لحل الإشكال الأمني («الشرق الأوسط»)
TT

لبنان يحقق في إشكال أمني عطّل عمل مطاره الدولي

وزير الداخلية نهاد المشنوق في مطار بيروت أمس لحل الإشكال الأمني («الشرق الأوسط»)
وزير الداخلية نهاد المشنوق في مطار بيروت أمس لحل الإشكال الأمني («الشرق الأوسط»)

كلف القضاء اللبناني، أمس (الأربعاء)، لجنة أمنية وعسكرية التحقيق في إشكال اندلع بين جهازين أمنيين في مطار بيروت الدولي وعطل حركة المسافرين لبعض الوقت، وفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويعاني لبنان، البلد ذو الموارد المحدودة، من ترهل بناه التحتية والفساد المستشري في مؤسساته. وحسب الوكالة الوطنية للإعلام، توقفت عناصر من قوى الأمن الداخلي، صباح الأربعاء، عن القيام بتفتيش الركاب المسافرين إثر إشكال مع جهاز أمن المطار الذي يتولاه ضباط في الجيش اللبناني، ما أدى إلى تعطيل حركة المسافرين لبعض الوقت.
وقال مصدر قضائي للوكالة، إن «مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس (...) كلف لجنة قوامها الشرطة العسكرية من جهة الجيش وفرع التحقيق في قوى الأمن الداخلي من جهة المديرية العامة لقوى الأمن، لإجراء التحقيقات مع الأشخاص المعنيين، وإفادته بالنتيجة ليتخذ الإجراء المناسب تجاه المسؤولين عن تعطل حركة المسافرين».
وتدخل كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقيادة الجيش، وفق مصدرين عسكري وأمني، لحل الإشكال الذي انتهى بعودة العمل في المطار إلى طبيعته.
وبعد نحو ساعة على الخلاف، عادت الأمور إلى طبيعتها في مطار بيروت الدولي، وعادت عناصر قوى الأمن لتسلم مهمة التفتيش. ولاحقاً، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، بعد الاجتماع مع قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط في مبنى المديرية العامة للطيران المدني، أن «الإشكال انتهى ولن يتكرر». وأضاف أن «المرسوم المتعلق بمسؤوليات المطار وطبيعة نصه، يفتح الباب أمام الاجتهادات». ولفت المشنوق إلى «ضرورة وجود حد أدنى من التفاهم الشخصي»، مشيراً إلى أن «ما حصل اليوم لن يتكرر، وعلى الجميع التزام الأوامر».
وفي بلد يقوم على المحاصصة السياسية والطائفية في كل مرافق الدولة، يُنظر إلى الأجهزة الأمنية أيضاً على أنها محسوبة على أفرقاء سياسيين مختلفين.
وتُحسب قوى الأمن الداخلي على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وجهاز أمن المطار على حركة «أمل» برئاسة رئيس البرلمان و«حزب الله».
وشهد مطار رفيق الحريري الدولي خلال الفترة الأخيرة مشكلات عدة أبرزها عطل فني في نظام الاتصالات أدى إلى توقف تسجيل المسافرين وتأجيل العديد من الرحلات، في الأسبوع الأول من الشهر الحالي.
وهزأ اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي من المشكلات المتلاحقة في المطار الدولي. واعتبر أحدهم على «تويتر» المطار بمثابة «صورة المهزلة ببلد تتناتفه الأطراف السياسية والأجهزة الأمنية بتنافس بعضها».
وأضاف أن ما يحصل في المطار «دليل على انهيار الدولة بكل مؤسساتها».
وكتب أحدهم ساخراً: «أصدر وزير الداخلية قراراً بالتعاون مع قيادة الجيش بنقل مباراة المصارعة من مطار بيروت إلى الملعب البلدي، حفاظاً على حياة المسافرين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.