انطلقت محطات التلفزة المحلية في لبنان مع بداية موسم خريف 2018 بشبكات برامج منوعة تتراوح بين سياسية واجتماعية وأعمال دراما لبنانية. واللافت في هذا الموسم الإيقاع التنافسي الذي تتبعه القنوات اللبنانية بين بعضها لإثبات مكانتها لدى المشاهد. ولذلك؛ تضمن المشهد العام لهذا الموسم التلفزيوني مفاجآت تترجمها إطلالات لمذيعين ومحاورين تفتقدهم الشاشة منذ فترة من ناحية، وتمديد لبرامج ناجحة أحبها المشاهد من ناحية أخرى.
ولعل إقامة تلفزيون «الجديد» حفلاً خاصاً في «كازينو لبنان» دعت إليه رجال سياسة وإعلاميين، أحياه الفنان راغب علامة، كان أول الغيث. فعنوانه العريض إطلاق شبكة برامجها لموسم خريف 2018. وفي قراءة سريعة لها يتلقف المشاهد تنوعاً ملحوظاً في حلقاتها، ولا سيما أنها تشكل عودة لإعلاميين تابع بداياتهم من على هذه الشاشة كنيشان ديرهاروتونيان.
وبحسب جدولة برامج «الجديد»، سيتسنى للمشاهد مساء الاثنين متابعة الإعلامي طوني خليفة ببرنامجه الجديد «طوني خليفة».
ويجمع فيه نجاحاته التي حققها على مدى 25 سنة في مشواره على المرئي. فتجاربه في مجال الفن والمجتمع والسياسة وحتى المسابقات والألعاب وضعها خليفة في إطار برنامجه المشهور «للنشر» لتشكل مواد دسمة ترضي أذواق المشاهدين عامة. أما أمسية الثلاثاء، فتطل بها علينا الفنانة أروى التي سبق وتعاونت في أكثر من برنامج حواري فني مع محطة «إم بي سي». ومع عنوان «تحت السيطرة» ستقدم أروى برنامجاً مغايراً تماماً عن تلك التي سبق ورأيناها فيها؛ إذ سيعالج قضايا اجتماعية تحكي عن كيفية إبقاء حياتنا تحت السيطرة من خلال محاورتها لضيوف نجحوا بذلك.
ومساء الأربعاء وفي إطار اجتماعي بحت، وبعيداً عن حواراته مع الفنانين التي اعتدنا متابعتها بأسلوبه الشيق، يحتفظ نيشان ديرهاروتونيان بمهاراته هذه ليفجّرها في موضوعات اجتماعية يتوق إلى ملامستها على طريقته ضمن برنامجه الجديد «أنا هيك». فيستضيف أشخاصاً يتحدثون عن تجاربهم الغريبة مع الحياة، ويفتح النوافذ على موضوعات تتطلب الجرأة والسلاسة في التعاطي معها. وفي برنامج «كلنا للوطن» مع الممثل كارلوس عازار سيستمتع المشاهد في التعرف إلى نقاط التشابه التي يجتمع تحت سقفها اللبنانيون عامة. في حين يأخذ الفنان هيثم زيات على عاتقه مساء كل سبت إضفاء التسلية على ليالينا الملاح من خلال برنامجه المعروف «ذا رينغ» (الحلبة) التي يتبارى فيه نجوم الغناء على تقديم مهاراتهم في قالب موسيقي ممتع.
ويطل الإعلامي جورج صليبي في موعده المعروف عبر الشاشة نفسها مساء كل أحد ليقدم برنامجه الحواري السياسي تحت عنوانه الجديد «هلق شو». ويشير صليبي بأن فكرة البرنامج تواكب بإطارها العام الحداثة التي باتت تعتمد عالمياً على هذا النوع من البرامج.
أما محطتا «إل بي سي آي» و«إم تي في» ومن يراقبهما عن مسافة لا بد أن يلفته التناغم اللدود في شبكة برامجهما لخريف 2018. فتحاول كل محطة من ناحيتها إحداث الفرق وتسجيل النقاط لصالحها من خلال مروحة برامج اشتهر مقدموها إلى حد النجومية. وكذلك من خلال عرضهما مسلسلات درامية محلية ضخمة وبالتوقيت نفسه.
وانطلاقاً من هذا المبدأ اتبعت المحطتان جدولة زمنية لبرامجها تعتمد على منافسة الطرف الآخر بمواد وحلقات من الفئة نفسها وأحياناً متناقضة كي توقع المشاهد في حيرة لا يحسد عليها. وهذا الأمر يطبق بالفعل على المسلسلين المحليين «ثورة الفلاحين» و«كارما». فالأول تعرضه «إل بي سي آي» في الثامنة والنصف من ليالي الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، في حين الآخر تعرضه «إم تي في» في الأوقات نفسها. ويعد الأول مسلسلاً رصدت له شركة الإنتاج «إيغل فيلمز» ميزانية ضخمة يجمع باقة من نجوم الشاشة الصغيرة وهو من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج فيليب أسمر. أما «كارما» فهو من كتابة وإخراج رودني حداد الذي يتقاسم بطولته مع ستيفاني صليبا، واستطاع أن يحصد نسبة مشاهدة عالية منذ حلقاته الأولى.
ومع أن محطة «المر» (إم تي في) تعقد آمالها الكبيرة على إطلالة الإعلامي اللبناني الناجح مارسيل غانم عبر شاشتها في برنامجه الحواري السياسي الجديد «صار الوقت»، فإن «إل بي سي آي» ستحاول زكزكتها وعلى طريقتها. فلقد قررت أن يقف هشام حداد ببرنامجه الناجح أيضاً «لهون وبس» بوجه غانم، فيأخذ المشاهد إلى عالم الضحك والتعليقات الساخرة واستضافة نجم معروف بالمقابل. وما على المشاهد إلا أن يأخذ قراره عند الـ9.30 من مساء كل خميس ويحسم أمره.
أما مساء الثلاثاء فقد تفرغ الساحة أمام عادل كرم ليقدم برنامجه الشهير «هيدا حكي» مقابل برنامج جديد تدرجه «إل بي سي آي» بالتوقيت نفسه على شبكة برامجها الخريفية بعنوان «بكل طائفية». ويعد هذا البرنامج ذا فكرة جديدة يجمع نشطاء ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي من انتماءات حزبية وطائفية متنوعة. فيتبادلون الآراء ويحللون ويناقشون أحداث الساعة «بكل طائفية» بهدف التخلص من هذه الآفة التي يعاني منها لبنان بأكمله. فهل ينجح هؤلاء النشطاء المبتكرون بسحب السجادة من تحت أقدام كرم المخضرم؟
ولن تشهد ليلة الأربعاء (9.30) أي تغييرات تذكر على شاشة «إل بي سي آي»؛ إذ يبقى برنامج مالك مكتبي «أحمر بالخط العريض» على موعده الدائم. أما قناة «إم تي في» التي لم تثبت جدولة برامجها بشكل نهائي بعد، فستعيد إلى المشاهد مساء الأحد أمسيته المفضلة إلى قواعدها سالمة مع برنامج «دوكترز» بنسخته اللبنانية. ومن المتوقع أن تضع منافستها برنامج «تيك مي آوت» مقابله، في حين مساء السبت سيتابع مشاهدها برنامج «تخاريف» لوفاء الكيلاني الذي تعرضه محطة «إم بي سي» منذ أسابيع قليلة.
وبانتظار التوقيت المحدد للبرنامج الحواري السياسي الذي تحضر له «إل بي سي آي» مع ألبير كوستانيان، وآخر لأحمد حلمي «ليتل بيغ شوتز» (العبقري الصغير) المتوقع أن يريا النور في شبكة برامج الشتاء عندها. فإن «إم تي في» ستتعاون مع طوني بارود ليعلق على مباراة البطولة العربية لكرة السلة (تقام بداية أكتوبر/تشرين الأول) فيطل لأول مرة عبر شاشتها هو المعروف بأسلوبه الشيق والحماسي في التعليق على هذا النوع من المباريات الرياضية والذي اقتصرت إطلالاته فيها سابقاً على شاشة «إل بي سي آي».
محطات التلفزة اللبنانية ترتدي حلة الخريف في أجواء تنافسية
تتضمن إطلالات نجوم فن وإعلام وأعمالاً درامية محلية ضخمة
محطات التلفزة اللبنانية ترتدي حلة الخريف في أجواء تنافسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة