من مداخلات مؤتمر «قصيدة النثر المصرية» في دورته الخامسة

من مداخلات مؤتمر «قصيدة النثر المصرية» في دورته الخامسة
TT

من مداخلات مؤتمر «قصيدة النثر المصرية» في دورته الخامسة

من مداخلات مؤتمر «قصيدة النثر المصرية» في دورته الخامسة

مؤتمر «قصية النثر المصرية» في دورته الخامسة، الذي اختتم أعماله أخيراً في القاهرة، شهد مشاركة كبيرة من شعراء ونقاد من أجيال مختلفة، كان لبعضهم تعقيبات ومداخلات مهمة بالمؤتمر، وشارك في ندواته وأمسياته شعراء ونقاد ليبيون، لفتوا الأنظار بفاعليتهم وحيوية نصوصهم الشعرية.
وهنا استعراض لبعض المداخلات:
استهل الدكتور محمد بدوي محور الأبحاث النقدية بدراسة عنوانها «هل يمكن اعتبار قصيدة النثر نوعا شعرياً جديداً» استعرض فيها التطورات التي تعرضت لها القصيدة العربية، ودور ذات الشاعر وحضورها فيما حدث من تغيير في بنيتها، وخصائصها، ووظائفها الجمالية والآيديولوجية.
وقال بدوي، إن قصيدة النثر نشأت بعيداً عن مفهوم الأغراض التقليدية، لكن بعض شعرائها مثل محمد الماغوط تبرز في إنتاجهم السمة الإنشادية؛ لأنهم كتبوا قصيدتهم تحت وطأة التعريف الأساسي للشعر العربي، بغنائيته وتقليديته، وهناك اتجاه آخر مثّله أنسي الحاج، وقدم من خلاله قصيدة بلا تأثير موسيقي، عبر جمل مقطعة، جعلته بلا غنائية ولا يصلح للإلقاء، وهذا ما بدا واضحاً في كتابه «ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة»، لكن الغريب أنه عاد لسمة الإنشاد بعد ذلك في ديوانه «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»، وما جاء بعده من إصدارة شعرية له.
وذكر بدوي، أن النثر الذي كان في الهامش، صار متناً، واحتلت قصيدته المشهد الأساسي؛ ما يعني وجود قيم جديدة رافعة لها، كما أنه بعد مرحلة عبور بعض شعراء قصيدة التفعيلة في اتجاه النثرية، تجلى الشعر النثري كما لو كان لا يعرف التعريف الأساسي القديم، ومع انفتاحه على أنواع أخرى معظمها سردي، أصبح السرد يهيمن على معظم القصائد، وهو ليس مجرد شفرة لغوية، لكنه جعل الشعر يصلح للترجمة والتحاور مع لغات أخرى، وقد جاء انتقال السرد إلى القصيدة حاملاً خاتم الشعر وهو التكثيف الشديد، وصار إنسانياً بفعل الترجمة؛ ما كان محلياً ومغلقاً، واستعصى على التسليع، مثلما نرى في الرواية.
وفي ورقة بحثية بعنوان «قصيدة النثر... تقنيات النص المفتوح وجمالياته» قال الدكتور يسري عبد الله، إن «رهانات الفعل الشعري تطمح أن تكون مصبوغة بطابع البحث عن خصوصية جمالية عربية تنتقل بالقصيدة من تبعيتها الذهنية، واستلابها الجمالي صوب أفق يخصها، هذه الخصوصية التي بدأت قصيدة النثر في تلمس ملامحها، يمكن النفاذ إلى بعض منها حال استقراء بعض نصوصنا العربية الجديدة».
وذكر عبد الله «أن النص بوصفه إدراكاً جمالياً للعالم بالأساس، سيبدو حاملاً داخله إمكانات لا نهائية تتعدد بتعدد جمهرة المتلقين له، من جهة، وبفعل القراءة نفسه بوصفه استجابة جمالية بالأساس، وتعبيراً عن جملة من الحاجات النفسية والاجتماعية، هنا وعبر هذا الفهم يصبح الأثر المفتوح أثراً متجدداً على الدوام ليس بتجدد الدلالة وحدها، ولا بتجدد التأويل ذاته، لكن بتجدد الفعل القرائي، بوصفه مجلياً لمشاركة فاعلة من المتلقي في إنتاج المعنى الذي يحويه النص الشعري، وربما تتماس مع هذه الفكرة أيضاً فكرة الأثر النفسي الذي يحققه الأسلوب الذي ليس هنا زخرفاً بلاغياً، ولا حتى هو كل شيء في عمومية تغفل الجوهر، لكنه يبدو هنا بمثابة قوة تملك حساسية ضاغطة على سيكولوجية المتلقي».
وفي إطار هذه الرؤية، قدم عبد الله قراءة للتجربة الشعرية للشاعر المصري جمال القصاص، مشيراً إلى أنها بدت منفتحة على أسئلة مختلفة، تخص الشعر والحياة معاً، تسد الفراغ المصطنع للحد الفاصل بينهما، فتحمل معها وعيها الجمالي ابن التجربة الحياتية المحضة، والمجاز الآسر، وتتمركز في بنية الشعر العربي بوصفها تعبيراً عن نفس مختلف، وصوت بدا طليعياً منذ ديوانه الأول «خصام الوردة» (1984)، فخلق بصمته الأسلوبية الخاصة منذ البداية، وصيغه الرائقة، وحسه الجمالي الذي لا يعرف صخباً زائفاً، وإن حوى توترات داخلية مكتومة تحيل النص إلى حال من السؤال المتجدد والمفتوح على قسوة الحياة وألمها وأشواقها المكسوة بالأسى والانكسار.
ولفت إلى أن القصاص يكتب نصاً ممتداً، يستقي عوالمه من الحياة ذاتها، ويجعل مادته الخام من حكايات ناسه وشخوصه، وذواته المختلفين، والتي ترتبط دوماً بجدل خلاق مع الذات الشاعرة، فتصبح ونسها وألفتها، وإخفاقاتها وعذاباتها اليومية أيضاً، ومجلاها العصي على الموت - العصي على النسيان.
ليس إذن ثمة سمات خارقة يسبغها القصاص، حسب عبد الله، على الذات الشاعرة، ومن ثم يتخلص من حمولات المجانية، غير أنه يقدم عالماً مدهشاً تختلط فيه الأسطورة بالواقع، وتبدو الذات الشاعرة الممسوسة بعقدة الفيضان، مسكونة في الأساس بروح مصرية خالصة، توظف المجاز جيداً وبلا افتعال.
وذكر عبد الله، أن القصاص يصنع صوراً بصرية متواترة، تعتمد في جانب منها على حكمة مكتنزة، وهي ليست الحكمة بمعناها الكلاسيكي، بل هناك نسق تتجادل فيه الخبرتان الجمالية والمعرفية فتنتجان القصيدة التي تصبح استجابة جمالية ومعرفية لذات تقاوم القبح بالجمال، والكراهية بالمحبة، وترى في الجسد درجاً للروح، وفي الروح خلاصاً وارتقاءً. إنها ذات شعرية يمكن تلمس ملامحها السيكولوجية، حيث تنشد عالماً بلا حروب، بلا ادعاءات، أما معجمها الشعري فتتواتر فيه مفردات دالة وكاشفة عن روح تحتفي بما هو إنساني وحر ونبيل.
وفي حديثه عن الشاعر المصري عاطف عبد العزيز، قال عبد الله، إن النص لديه يستحضر الزمن، ويبحث عن المصير الذي ينتظر اللحظات الفائتة، بوصفها ظلالاً مهشمة لعالم معقد وغريب، تبدو فيه الغربة ظلاً للروح، وعنواناً للشعر، ولمأزقه المتجدد. ومن رحم السؤال تتولد شعرية نص مفتوح على الزمن، ليس بوصفه صدى للفقد والنوستالجيا فحسب، لكن بوصفه أيضاً مجلياً للخيبات اللانهائية، وللوجع الذي يطارد الذات الشاعرة.
وأشار عبد الله إلى أن نص عاطف عبد العزيز تؤرقه الأسئلة أكثر من أي شيء آخر، بحيث يتوجه الشاعر نحو أشياء العالم، لا لكي يُكوّن أفكاراً عنها، بل ليكشفها، ويكتشف نفسه.
وفي دراسة له بعنوان «قصيدة النثر في ليبيا»، تحدث الشاعر رامز رمضان النويصري، قائلاً «لم تكن قصيدة النثر في ليبيا منهجاً يصنع ذاته، بقدر ما كانت تأثراً وانعكاساً لما يحدث في الشرق؛ فالعملية الثقافية في ليبيا تعتمد الشرق رافداً مهمّاً من روافد المعرفة، دون الاتجاه المباشر لهذه الروافد، بل إنها اعتمدت على ما يقدمه الشرق من أفكار ومناهج قام بترجمتها وبشرحها»، مشيراً إلى أن ثقافة الآخر (الثقافة الغربية) وصلتنا بعد أن هضمتها عقول المشرق، ومن ثم أعيد تصديرها إلينا... وهذا يعني أننا نقرأ آراء الشرق وشروحه أكثر مما نقرأ الإبداع ذاته، وهي عملية حقيقة مربكة ومعقدة؛ كونها لا تضع المثقف في مواجهة مباشرة مع الثقافة الغربية أو ثقافة الآخر الموازي لنا في التجربة.
ولفت النويصري إلى أنه «في فترة الستينات كانت قصيدة التفعيلة هي الشكل الجديد الذي سيطر على القصيدة في ليبيا، ولم تجد المعارضة التي لقيتها في الشرق، وبخاصة العراق ومصر». وذكر النويصري، أن المجموعات الشعرية التي تنتمي إلى قصيدة النثر، ظهرت في الثمانينات، وهو البداية الفعلية أو التاريخ الرسمي لقصيدة النثر في ليبيا، لو أردنا أن نختار تاريخاً لها، وكانت مجموعة الشاعر عبد اللطيف المسلاتي «سفر الجنون-1» هي أولى المجموعات التي قدمت قصيدة النثر. وذكر النويصري، أن فترة الثمانينات كانت إحدى أخصب المراحل إنتاجاً، وشهدت نشر 40 مجموعة شعرية، بينها 15 مجموعة شعرية قصيدة نثر قدمها محمد الكيش ومحفوظ أبو حميدة، وعبد الرحمن الجعيدي وفوزية شلابي وآخرون، وقد شهدت التسعينات تقدم مجموعة أخرى من الشاعرات، تميزت قصائدهن بالانشغال بالتفاصيل والاشتغال عليها، وقول الذات صراحة، وقد استفدن من منجز الحداثة أكثر من الرجال ليكنَّ أكثر معايشة لليومي والواقعي بحق، رغم نبرة الحزن.



«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)
ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)
TT

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)
ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما، بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم»، وذلك منذ تقديمها بطولة فيلم «الأبلة طمطم» في موسم صيف 2018.

وأعلنت ياسمين بدء العمل بالفيلم، ونشرت عدة صور من الاحتفال ببدء التصوير عبر صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي وكتبت: «بدأنا تصوير الفيلم الكوميدي... (زوجة رجل مش مهم)»، وتلقّت الفنانة تعليقات عديدة رحّبت بعودتها للسينما بعد غياب.

ويشارك ياسمين بطولة الفيلم لأول مرة الفنان أكرم حسني الذي أعلن أيضاً عن بداية التصوير عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل، وكتب: «(زوجة رجل مش مهم) مع القمر ياسمين عبد العزيز، إخراج معتز التوني، وتأليف شريف الليثي، وإنتاج تامر مرسي».

الاحتفال ببدء تصوير فيلم «زوجة رجل مش مهم» (صفحة ياسمين عبد العزيز على إنستغرام)

وهنأ الإعلامي المصري عمرو الليثي صنّاع الفيلم كافة، خصوصاً نجله السيناريست شريف الليثي، وكتب عبر حسابه بموقع «فيسبوك»: «مبروك لمؤلف الفيلم والسيناريست شريف الليثي حفيد كاتب السيناريو ممدوح الليثي».

وترى الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي أن «ياسمين عبد العزيز من النجمات القليلات اللاتي تحمّلن البطولة النسائية في السينما وحققن إيرادات كبيرة، كما أنها نافست النجوم الكبار»، مؤكدة في حديثها، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عودة ياسمين تشكّل ثراءً للساحة الفنية عبر وجود أفكار تعبّر عن المرأة بالتوازي مع الأفلام الرجالية».

وتصدّرت ياسمين عبد العزيز البطولة في أفلام سينمائية عدة منذ بداية مشوارها الفني، من بينها «الدادة دودي»، و«الثلاثة يشتغلونها»، و«الآنسة مامي»، و«جوازة ميري»، و«أبو شنب»، وقبل البطولة شاركت ياسمين في أفلام أخرى من بينها «صايع بحر»، و«حريم كريم»، و«تمن دستة أشرار»، و«حاحا وتفاحة»، و«الرهينة»، و«كركر»، و«عصابة الدكتور عمر»، و«فرحان ملازم آدم».

من جانبه، قال الناقد الفني والكاتب المصري سمير الجمل إن «عودة ياسمين للسينما مغامرة محفوفة بالمخاطر، والأمر لا يقتصر عليها وحدها بل على غيرها من الفنانين الذين تم استهلاكهم بشكل ملحوظ في المسلسلات والبرامج والإعلانات الترويجية».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من الرهان على قصة جيدة وفيلم يستحق المشاهدة؛ لأن التلفزيون كاد يقضي على خاصية الاشتياق لمشاهدة الأفلام بالسينما إلا في حالة وجود فيلم مميز وجاذب وقصة مختلفة».

موضحاً أن «زمن (النجم الواحد) انتهى، وأصبحت الجاذبية للحكاية، واقتصر الذهاب إلى السينما على الضرورة القصوى أو التنزّه، بعد أن قضت المنصات على الكثير من دور العرض».

الفنانة ياسمين عبد العزيز (إنستغرام)

وشهدت سنوات غياب ياسمين عن السينما وجودها بشكل لافت في بطولات بالدراما التلفزيونية الرمضانية عبر مسلسلات «لآخر نفس»، و«ونحب تاني ليه»، و«اللي ملوش كبير»، و«ضرب نار».

كما تعود ياسمين للمشاركة بموسم دراما رمضان المقبل 2025، بعد غيابها العام الماضي، عبر مسلسل «وتقابل حبيب» الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي، ويشاركها بطولته كريم فهمي، ونيكول سابا، وإيمان السيد، وبدرية طلبة، وصلاح عبد الله، ورشوان توفيق، تأليف عمرو محمود ياسين وإخراج محمد الخبيري.

وقبل أيام تصدّرت ياسمين عبد العزيز «تريند» مواقع التواصل الاجتماعي بعد قيامها بالترويج لأحد المنتجات الغذائية، وانتقد البعض تصوير الإعلان داخل المتحف المصري الكبير.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتصدر فيها ياسمين «التريند» خلال العام الحالي، بل كانت البداية عبر إعلان طلاقها رسمياً من الفنان أحمد العوضي في شهر يناير (كانون الثاني)، وكذلك عقب ظهورها الإعلامي في برنامج «صاحبة السعادة» الذي تقدّمه الفنانة إسعاد يونس.