«استراتيجية شباب 2030» لتمكين 1.8 مليار من تحقيق كامل إمكاناتهم

TT

«استراتيجية شباب 2030» لتمكين 1.8 مليار من تحقيق كامل إمكاناتهم

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عشية بدء الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة السنوية الـ73 للجمعية العامة في نيويورك، «استراتيجية الأمم المتحدة للشباب: شباب 2030» لتوجيه المنظومة العالمية بأسرها نحو تمكين هذه الفئة من تحقيق كامل إمكاناتها، وضمان انخراط أفرادها في تطبيق أجندة التنمية المستدامة التي اتفق زعماء العالم على تحقيق أهدافها بحلول عام 2030.
وتوفّر الاستراتيجية المجال لحشد جهود الدول الأعضاء بالأمم المتحدة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتوحيدها من أجل ترجمة هذا الزخم إلى عمل سياسي واستثمارات في الشباب ومعهم. وهي ستكون بمثابة مظلة لعمل الأمم المتحدة مع الشباب ومن أجلهم، ومن بين أول إجراءاتها الجديدة إطلاق «شراكة الجيل اللامحدود» التي بدأها صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» لجمع وكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب.
وبخلاف المتعارف عليه في اجتماعات الأمم المتحدة، صدحت الأصوات الشابة قبل أصوات المسؤولين الأمميين. ونيابة عن الشباب في كل مكان، تحدثت الطبيبة الأردنية الشابة رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب بتول الوهداني، فتساءلت عما إذا كان من الممكن تغيير العالم وإنهاء الحروب والقضاء على الفقر وشفاء كل الأمراض. وقالت إن «كل ذلك ليس ممكناً فقط، بل عملياً أيضاً». وأضافت: «قبل أن أخلد للنوم أغلق عيني وأحلم بمستقبلي. في اليوم التالي أصحو وأتعلم وأخطط وأفكر خارج الصندوق لحل المشكلات من حولي. أتناقش مع زملائي حول كيف أن بعض السياسات غير مبررة وغير عادلة، وكيف يمكننا التعامل معها. نتطوع في جمعيات شبابية ونحدث زوبعة من حولنا، ونسيطر على منصات التواصل. لدينا آمال وأحلام وعزيمة وطاقة». ولفتت إلى أن «كونها شابة يضع على عاتقها مسؤوليات أخلاقية تجاه مجتمعها وبلدها والعالم، وأهم من ذلك جيل الشباب»، مؤكدة أنها وجيلها «قادرون على إحداث تغيير جوهري وإثبات مكانهم على الطاولات الدولية بين زعماء العالم». ودعت الشباب إلى «تسخير طاقتهم والتكنولوجيات لخلق فرص عمل وغلق الفجوة في التعليم وحل المشكلات التي تواجههم والتصدي لخروقات حقوق الإنسان».
وتعتمد الاستراتيجية الخاصة بالشباب على خمسة مجالات رئيسية، هي: فتح طرق جديدة للانخراط مع الشباب وإشراكهم وتعزيز أصواتهم، وزيادة تركيز الأمم المتحدة على حصول الشباب على التعليم والخدمات الصحية، ووضع تمكين الشباب اقتصادياً في مقدمة استراتيجيات الأمم المتحدة التنموية من خلال التركيز على التدريب والوظائف، والعمل بجد لضمان احترام حقوق الشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية، ومنح الأولوية لدعم الشباب في الصراعات والأزمات الإنسانية، بما في ذلك مشاركتهم في عمليات السلام.
وصحب إطلاق الاستراتيجية الإعلان عن شراكة «جيل بلا حدود»، وهي مبادرة متعددة الأطراف تهدف إلى ضمان وصول جميع الشباب إلى المدارس والتدريب والتوظيف بحلول عام 2030، وستركز على مهارات التعلم والتوظيف والتمكين، خصوصاً للفتيات.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يعيش في العالم مليار و800 مليون شاب، تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و24 سنة، يواجهون تحديات هائلة مدفوعة بالعولمة والتكنولوجيات الجديدة والتشرد وتأثير تغير المناخ وأسواق العمل المتغيرة باستمرار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 5 الشباب خارج منظومة العمل أو التعليم أو التدريب، ويتأثر ربعهم بالعنف أو النزاع المسلح بشكل ما. كما تصير ملايين الفتيات أمهات بينما لا يزلن أطفالاً، مما يؤثر على صحتهن ويرسخهن في دائرة الفقر.
وعلى الرغم من أن الشباب يشكلون مصدراً كبيراً للابتكار والأفكار والحلول، ويدفعون بقوة نحو التغييرات في مجال التكنولوجيا والعمل المناخي وغير ذلك، ولكنهم في كثير من الأحيان يستبعدون من برامج التنمية، ويتم تجاهلهم في مفاوضات السلام.
ومع إعلان بداية عهد جديد للشباب في الأمم المتحدة، دعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى الاستثمار في الشباب وتشجيعهم، ونادى الشركات بتوفير المهارات والفرص للشباب. وخاطب كل شابة وشاب، قائلاً: «انضموا إلينا. سجلوا. تطوعوا. صوتوا. كونوا جزءاً من الحل. نحن بحاجة إليكم كشركاء وقادة. نحن بحاجة إليكم بينما نبني عالماً سلمياً وأكثر استدامة».


مقالات ذات صلة

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».