مصر: حكم نهائي بإعدام 20 «متشدداً»

أدينوا بقتل 13 شرطياً في أعقاب فض اعتصامين لأنصار مرسي عام 2013

أعضاء في جماعة «الإخوان» خلال مثولهم أمام محكمة في القاهرة يوليو الماضي (أ.ف.ب)
أعضاء في جماعة «الإخوان» خلال مثولهم أمام محكمة في القاهرة يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

مصر: حكم نهائي بإعدام 20 «متشدداً»

أعضاء في جماعة «الإخوان» خلال مثولهم أمام محكمة في القاهرة يوليو الماضي (أ.ف.ب)
أعضاء في جماعة «الإخوان» خلال مثولهم أمام محكمة في القاهرة يوليو الماضي (أ.ف.ب)

أصدرت محكمة النقض المصرية (أعلى جهة قضائية) حكماً نهائياً، أمس، بإعدام عشرين «متشدداً» من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، والسجن المؤبد والمشدد لآخرين، بعد إدانتهم بقتل 13 شرطياً في هجوم على مركز شرطة غرب القاهرة عام 2013، وهي الحادثة التي تُعرف إعلامياً بـ«مذبحة كرداسة».
وتتعلق القضية بهجوم على مركز شرطة بمدينة كرداسة، إحدى مدن محافظة الجيزة، يوم 14 أغسطس (آب) 2013، خلال أحداث العنف التي وقعت في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة لأنصار مرسي. وخلال الهجوم المسلح قُتل مأمور القسم ونائبه و12 ضابطاً وفرداً من الشرطة.
وفي جلستها، أمس، رفضت محكمة النقض الطعن المقدم من المتهمين في القضية، وأيدت الأحكام الصادرة من محكمة جنايات القاهرة، والتي قضت بالإعدام ضد 20، ومعاقبة 80 آخرين بالسجن المؤبد، ومعاقبة 34 متهماً بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، والسجن 10 سنوات لمتهم حدث.
وتضمن منطوق قرار المحكمة عدم قبول الطعن المقدم من الطاعنين الثالث والخامس، وعدم قبوله شكلاً من 46 من المتهمين، وقبول طعون بقية المتهمين شكلاً وموضوعاً، وذلك بتصحيح الحكم المطعون فيه.
كما أيدت المحكمة الحكم الصادر بإعدام المحكوم عليهم العشرين، وبذلك أصبحت أحكام محكمة جنايات القاهرة الصادرة في يوليو (تموز) 2017 نهائية غير قابلة للطعن. ووفق القانون، فإن أحكام محكمة الجنايات قابلة للطعن مرتين أمام محكمة النقض. وفي المرة الثانية يصبح حكم النقض نهائياً.
وسبق أن أعيدت محاكمة المتهمين جميعاً، بعد أن أصدرت محكمة جنايات أخرى في فبراير (شباط) 2015 حكماً بإعدام 183 متهماً في القضية، وعاقبت حدثاً بالسجن عشر سنوات؛ لكن محكمة النقض ألغت الحكم وأمرت بإعادة محاكمة 156 متهماً صدر الحكم عليهم في المحاكمة الأولى حضورياً أمام دائرة جنايات جديدة.
وفي المرة الثانية أصدرت محكمة الجنايات أحكام الإعدام والسجن، التي أيدتها محكمة النقض، أمس، وبرأت المحكمة آنذاك 21 متهماً.
ونفذ الهجوم بعد ساعات من فض الأمن المصري اعتصامي أنصار مرسي في القاهرة والجيزة، وذكرت التحقيقات أن المهاجمين استخدموا قذائف «آر بي جي» وبنادق آلية في الهجوم، الذي تخلله تمثيل بعدد من الجثث.
وكان المعتصمون يطالبون بعودة مرسي إلى الحكم، بعد عزله في 3 يوليو 2013، إثر احتجاجات حاشدة ضده.
ومنذ عام 2013 أصدرت محاكم الجنايات المصرية مئات من أحكام الإعدام؛ لكن محكمة النقض ألغت أغلبها ولم ينفذ منها سوى عدد قليل.
وتنتقد منظمات حقوق الإنسان الدولية ما تصفها بأحكام الإعدام الجماعية في القضايا ذات البعد السياسي في مصر؛ لكن السلطات المصرية ترفض تلك الانتقادات، مؤكدة أن القضاء نزيه ومستقل ولا تتدخل في عمله.
وفي قضية أخرى، قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بالسجن 5 سنوات على متهم في إعادة محاكمته في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث عنف البساتين». وسبق أن صدر ضده حكم بالسجن المشدد 10 سنوات، لإدانته بالانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف القانون، والتظاهر من دون تصريح، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وتكدير السلم العام، وترويع المواطنين، وحرق سيارات تابعة للشرطة.
وفي الإطار ذاته، أرجأت محكمة جنايات القاهرة النظر في إعادة محاكمة 8 متهمين في القضية التي اشتهرت إعلامياً بـ«أحداث مدينة نصر»، التي وقعت في ديسمبر (كانون الأول) 2013، إلى جلسة تُعقد في 29 سبتمبر (أيلول) الجاري. وكانت محكمة النقض قررت إعادة محاكمة 30 متهماً بعد قبول الطعن المقدم منهم في القضية المتهم فيها 76 شخصاً. وتعود وقائع القضية إلى 28 ديسمبر 2013؛ حيث ذكرت التحقيقات أن المتهمين مع آخرين «اشتركوا في تجمهر هدد السلم العام، وكان الغرض منه ارتكاب جرائم الإتلاف العمدي للممتلكات العامة والخاصة، ومنع مؤسسات الدولة بجامعة الأزهر من ممارسة عملها، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء عملهم باستعمال القوة»؛ كون بعض المتهمين كان يحمل عبوات حارقة وزجاجات «مولوتوف»، وألعاب نارية وأسلحة بيضاء.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».