التوتر بين واشنطن وأنقرة يحول دون تنظيم لقاء بين رئيسيهما في نيويورك

عمال مطار إسطنبول المعتقلون يحتجون على استمرار حبسهم

إردوغان لدى حضوره مهرجاناً مخصصاً للتكنولوجيا والطيران في إسطنبول أول من أمس (إ.ب.أ)
إردوغان لدى حضوره مهرجاناً مخصصاً للتكنولوجيا والطيران في إسطنبول أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

التوتر بين واشنطن وأنقرة يحول دون تنظيم لقاء بين رئيسيهما في نيويورك

إردوغان لدى حضوره مهرجاناً مخصصاً للتكنولوجيا والطيران في إسطنبول أول من أمس (إ.ب.أ)
إردوغان لدى حضوره مهرجاناً مخصصاً للتكنولوجيا والطيران في إسطنبول أول من أمس (إ.ب.أ)

يبدو أن التوتر القائم بين واشنطن وأنقرة، على خلفية قضايا عدة، سيَحول دون لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة في نيويورك.
وقال إردوغان، في رد على سؤال بشأن احتمال عقد لقاء من هذا النوع خلال توجهه إلى نيويورك، أمس (الأحد)، للمشاركة في الاجتماعات: «إذا تلقينا طلباً من الجانب الأميركي، فإننا سنقيّمه. حالياً ليس هناك شيء من هذا القبيل».
وتطابق تصريح إردوغان مع تصريح للمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، الذي أشار رداً على سؤال في هذا الشأن الليلة قبل الماضية، إلى أن الجانب التركي لم يتقدم بطلب لعقد لقاء بين إردوغان وترمب، و«في حال تقدم الجانب الأميركي والرئيس ترمب بطلب اللقاء، فحينها سيقيّم الجانب التركي الطلب»، على حد قوله.
جاء ذلك رداً على تصريح لمندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي قالت: «إذا ما طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أو الجانب التركي موعداً للقاء ترمب، فسنقوم بتقييم ذلك». واعتبر تشيليك أن مثل هذا التصريح والأسلوب «غير صائب». وقال: «لا يمكن أن ننظر بشكل إيجابي إلى مثل هكذا توجه، وأستطيع القول إن الجانب التركي لم يطلب أي موعد لعقد لقاء».
وتوترت العلاقات بشدة بين أنقرة وواشنطن، وتبادلتا فرض العقوبات التجارية على خلفية محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون في تركيا بتهمة دعم الإرهاب ورفض تركيا تسليمه لبلاده.
على صعيد منفصل، أكّد إردوغان أن افتتاح المرحلة الأولى من مطار إسطنبول الجديد سيكون في موعده المقرر في 29 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكانت وسائل إعلام تركية قد ذكرت، أول من أمس، أن موعد افتتاح مطار إسطنبول الجديد تأجّل شهرين. وقالت إنه تم الاتفاق على تأجيل موعد افتتاح المطار بين كل من المديرية العامة لهيئة المطارات الحكومية التركية والخطوط الجوية التركية، والشركة المختصة بإنشاء المطار.
كما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الرئيس التركي يعيد التفكير في بعض المشاريع الحكومية الكبرى، التي وصفتها بالمفضلة لديه، وسط الأزمة الاقتصادية التي يعانيها الاقتصاد التركي حالياً، واحتجاجات كبيرة قام بها عمال المطار خلال الأيام الأخيرة؛ رفضاً لظروف العمل غير الإنسانية التي يعانون منها، ما اضطر قوات الأمن إلى مداهمة أماكن إقامتهم واعتقال العشرات منهم بعد ما وجهت إليهم تهمة «الإرهاب».
وقال حاكم مدينة إسطنبول، الأحد قبل الماضي، إن أكثر من 400 شخص جرى اعتقالهم في البداية بسبب المشاركة في الاحتجاجات، فيما استؤنف العمل في المطار في اليوم التالي وسط وجود أمني مكثف. وقضت محكمة تركية قبل أيام بحبس 24 شخصاً شاركوا في احتجاجات على ظروف العمل في مطار إسطنبول الجديد، لحين محاكمتهم.
وكان العمال يشكون منذ وقت طويل من الطعام والمساكن ومعايير السلامة في موقع البناء، وهي ظروف شبّهتها نقابات عمالية بـ«معسكر اعتقال». وبدأت الاحتجاجات بعد إصابة 17 عاملا في حادث تعرضت له حافلة مخصصة لتوصيلهم إلى الموقع. وفي فبراير (شباط) الماضي، قالت وزارة العمل التركية إن 27 عاملاً لقوا حتفهم في المطار منذ بدء العمل فيه في 2015، معظمهم في حوادث أو بسبب مشكلات صحية.
وبعث عمال المطار المعتقلون برسالة من داخل محبسهم، أمس (الأحد)، أكدوا فيها أن «المطالبة بالحقوق ليست جريمة تستحق عقوبة السجن». ووقّع الرسالة المكتوبة بخط اليد 24 عاملاً معتقلاً، بينهم رؤساء نقابات، ونشرها العديد من الصحف والمواقع الإخبارية التركية. وذكر العمال المعتقلون في رسالتهم: «نحن لا نرى أننا مذنبون بأي شكل من الأشكال، فالمطالبة بالحقوق ليست جريمة، والمتهم الرئيس هم مسؤولو شركة (آي جي إيه) لإنشاء المطارات الذين حكموا علينا بممارسة أعمالنا في ظل ظروف غير إنسانية أو آدمية».
وأضاف العمال: «أكثر مطالبنا إنسانية قوبلت بقمع كبير، إذ كسرت أبواب مقر إقامتنا في منتصف الليل، وتم اعتقالنا، وتعرضنا للضرب وللسب قبل أن يتم اقتيادنا للتحقيقات... كان مصيرنا الزج في السجون، والمحاكمة بشكل غير قانوني لمجرد أننا أردنا الحياة والعمل بشكل إنساني».
ومنذ أيام قليلة أكد محامو العمال، في مؤتمر صحافي، أن قرارات الحبس الصادرة بحق عدد منهم «ليست قانونية»، مشددين على أن العمال «ليسوا عبيداً» وأن المطالبة بالحقوق ليست جرماً.
وخلال المؤتمر الصحافي رُفعت لافتة كتب عليها «العمال ليسوا عبيداً والمطالبة بالحقوق ليست جرماً. أطلقوا سراح عمال المطار».
بالتوازي مع ذلك، استمر الجدل حول الطائرة «بوينغ» التي أهداها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، للرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، في كلمة خلال لقاء جماهيري في وسط البلاد، إن أمير قطر يحب إردوغان وليس تركيا، وإن الجميع لا يدركون سبب حبه هذا.
واتهم زعيم المعارضة التركية، إردوغان بالإضرار باقتصاد البلاد، وشَبّه المقيمين في القصر الرئاسي في أنقرة ومن حولهم بمن كانوا يعيشون في «العصر الخزامي»، في إشارة إلى فترة ما قبل انهيار الدولة العثمانية، مؤكداً أن تركيا لا تتحمل كل هذا القدر من الرفاهية وأن المواطنين ينتحرون بسبب الفقر والبطالة.
على صعيد آخر، أعلنت حكومة قبرص أنها قدمت احتجاجاً أمام الأمم المتحدة بعد احتجاز تركيا سفينة كانت تبحر تحت العلم القبرصي قبالة سواحل الجزيرة. وأكدت قوة حفظ السلام الأممية في قبرص أنها على علم بهذا الحادث وهي على اتصال مع الجانبين للمساعدة في إيجاد حل للقضية.
وكانت تركيا قد احتجزت سفينة صيد، كان على متنها طاقم مصري من 5 أفراد، واتهمتها بدخول المياه الإقليمية لما تسمى «جمهورية شمال قبرص التركية» المعترف بها من قبل أنقرة فقط. وقالت الخارجية المصرية إن سلطات قبرص أبلغتها بالأمر، مشيرة إلى أن القيادة القبرصية طالبت بعثة قوات حفظ السلام في الجزيرة بالمساعدة في الإفراج عن المحتجزين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».