القوات العراقية تواصل حملة مطاردة «داعش» في المحافظات الغربية

TT

القوات العراقية تواصل حملة مطاردة «داعش» في المحافظات الغربية

في وقت أصدرت المحكمة الجنائية المركزية في بغداد أحكاماً بالسجن المؤبد بحق 4 مدانين بالانتماء إلى تنظيم داعش تواصل القوات العراقية حملتها لمطاردة عناصر داعش في أنحاء مختلفة من المحافظات الغربية، بالإضافة إلى العثور على أنفاق ومضافات وأحزمة ناسفة. وقال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان أمس الأحد إن «المدانين كانوا يعملون فيما يعرف بالشرطة الإسلامية لدى داعش الإرهابي بعد ترديد البيعة والدخول في دورة تدريبية وشرعية وعسكرية، بحسب اعترافاتهم». وأضاف بيرقدار أن «المدانين كانوا يتسلمون كفالة مالية من داعش، إضافة إلى ارتدائهم الزي القندهاري الخاص بالتنظيم». وأوضح أن «المحكمة وجدت أن الأدلة كافية لإدانة المتهمين وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 والحكم عليهم بالسجن المؤبد». إلى ذلك قتلت قوة أمنية خمسة إرهابيين داخل نفقين في محافظة كركوك. وقال بيان لمركز الإعلام الأمني أمس الأحد إنه «وبإسناد من قيادة العمليات المشتركة وبجهد استخباراتي نوعي تمكنت مفارز استخبارات الشرطة الاتحادية العاملة ضمن وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية من قتل 5 إرهابيين داخل نفقين في منطقة حاوي زعينية». وأضاف: «بحسب المعلومات الاستخبارية فإن هذه المجموعة الإرهابية كانت تخطط لاستهداف المواطنين الأبرياء». في السياق ذاته، تمكنت القوات الأمنية من الوصول إلى مخبأ لداعش يضم 3 أحزمة ناسفة في أيمن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى. وقال بيان مماثل للإعلام الأمني إن «مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في فصيل استطلاع قيادة عمليات نينوى وبعملية نوعية واستنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة تمكنت من الوصول إلى مخبأ يضم 3 أحزمة ناسفة و10 قنابر للطائرات المسيرة من مخلفات داعش في الجانب الأيمن من مدينة الموصل». وفي محافظة الأنبار أعلن قائد الفرقة السابعة بمحافظة الأنبار اللواء الركن نومان الزوبعي عن اعتقال خمسة مطلوبين من عناصر تنظيم داعش وتدمير 16 نفقاً ومضافة في صحراء الأنبار ونينوى وتكريت. وقال الزوبعي في تصريح صحافي إن «القوات الأمنية نفذت عملية عسكرية واسعة لتأمين المناطق الصحراوية بين الأنبار ومحافظتي نينوى وتكريت واعتقلت خمسة مطلوبين كما دمرت 16 نفقاً ومضافة للعناصر الإرهابية في المناطق الصحراوية». وأضاف الزوبعي أن «القوات الأمنية تمكنت من تدمير 54 عبوة ناسفة وحاوية كبيرة مدفونة تحت الأرض بضربة جوية للتحالف، وكانت تحتوي على مواد متفجرة وعتاد تم العثور عليها من قبل القوات الأمنية». وفي محافظة صلاح، وطبقاً لمصدر أمني فقد تم مقتل ستة عناصر تابعين لتنظيم داعش الإرهابي في غارة أمنية على أوكار وأنفاق لهم جنوب قضاء الشرقاط 280 كلم شمال بغداد. وقال العقيد محمد خليل البازي من قيادة شرطة محافظة صلاح الدين إن «قوة مشتركة من الجيش والشرطة ولواء 51 من الحشد العشائري شنت غارة على منطقة النمل جنوب الشرقاط بهدف القضاء على عناصر داعش المتواجدين فيها». وأضاف البازي أن «العملية تمت بناء على معلومات استخباراتية مسبقة تؤكد وجود 15 عنصراً من داعش في أنفاق وأوكار محاذية للضفة الغربية لنهر دجلة، موضحا أن العملية جرت بمشاركة واسعة من طيران الجيش وأدت إلى مقتل ستة من عناصر داعش، وتدمير عدد من الأوكار والأنفاق والمضافات، والسيطرة على تجهيزات وأسلحة ومعدات متنوعة، فيما تمكن الباقون من الفرار إلى الأحراش القريبة من النهر». وأشار البازي إلى «استمرار القوات المشتركة بمطاردتهم للقضاء عليهم نهائيا».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.