مصر: كشف طلاسم «مومياء مجهولة»

من بين 30 مومياء عثر عليها داخل 23 مقبرة من عصور مختلفة في منطقة أغاخان الأثرية بأسوان، منذ بدء الاكتشافات الأثرية في تلك المنطقة عام 2014، كانت هناك حالة فريدة لمومياء عثر عليها الأسبوع الماضي، داخل تابوت من الحجر الرّملي ذي غطاء منحوت بهيئة آدمية.
المومياء كانت سليمة وملفوفة بالكتان، لكنّ اللافت أنّ التابوت الذي وضعت داخله والمقبرة التي وجد بها التابوت، لا تحتوي على أي نقوش تشير إلى هوية الشّخص، فصنفت تلك المومياء التي تنتمي إلى العصر المتأخر (من الأسرة 21 إلى الأسرة 24) على أنّها «مجهولة» لحين الكشف عن هوية صاحبها.
ولا ينتظر الخروج بمعلومات تحدد اسم صاحبها بشكل محدّد لغياب أي معلومات قد تساعد في إجراء اختبار الحامض النووي DNA، ومضاهاته بالحامض النووي لمومياوات أخرى معلومة الاسم، لكن يمكن على الأقل كما يؤكد عبد المنعم سعيد مدير آثار أسوان والنوبة، جمع معلومات عن هوية الطبقة التي تنتمي لها المومياء وطبيعة عملها وهل أصيبت بأمراض أم لا.
ويقول سعيد لـ«الشرق الأوسط»: «فور اكتشاف المومياء نُقلت لقاعة الدراسة بالمخزن المتحفي بأسوان، ومنها ستنتقل خلال ستة أشهر على الأرجح إلى مستشفى أسوان الجامعي لإجراء أشعة مقطعية تساعدنا في تجميع هذه المعلومات».
وهي ليست المرة الأولى التي ستجرى فيها أشعة من هذا النوع، ففي فبراير (شباط) من العام الماضي أجريت أشعة لـ4 مومياوات أثرية، اكتُشفت بواسطة البعثة الأثرية لجامعة «خاين» في البر الغربي بمنطقة مقابر النبلاء في أسوان، وذلك لرصد التاريخ المرضي للمومياوات، وقياس مدى التقدم العلمي والطبي للمصريين القدماء في مجال كشف الأمراض وعلاجها، بعد اكتشاف إصابة إحدى المومياوات بأعراض ظاهرة للإصابة بمرض سرطان الثدي.
ويقول سعيد: «أعطانا الفحص نتيجة مذهلة، وهي أنّ هذه السيدة تناولت علاجا للمرض ساعدها في البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة». ويضيف: «على الأغلب سنحتاج بعد انتقال المومياء إلى المستشفى لإجراء الأشعة، فترة لا تقل عن ستة أشهر لإعلان نتائج علمية عن هوية الطبقة التي تنتمي لها وطبيعة عملها وهل أصيبت بأمراض أم لا».