وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا سيناقشون ملف إدلب في نيويورك

أنقرة دفعت بقوات خاصة إلى شمال سوريا وطلبت من باريس دعم اتفاق سوتشي في مجلس الأمن

أسلحة تسلمها الجيش الروسي من المعارضة السورية خلال معرض في ميناء سيفاستبول في القرم أمس (رويترز)
أسلحة تسلمها الجيش الروسي من المعارضة السورية خلال معرض في ميناء سيفاستبول في القرم أمس (رويترز)
TT

وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا سيناقشون ملف إدلب في نيويورك

أسلحة تسلمها الجيش الروسي من المعارضة السورية خلال معرض في ميناء سيفاستبول في القرم أمس (رويترز)
أسلحة تسلمها الجيش الروسي من المعارضة السورية خلال معرض في ميناء سيفاستبول في القرم أمس (رويترز)

دفعت فيه تركيا بمزيد من قواتها الخاصة لتعزيز نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التي أقامتها في إدلب، في وقت أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن اجتماع سيعقده مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف لبحث الوضع في سوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وسيكون جاويش أوغلو ضمن الوفد المرافق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عقد اجتماعات مع وفد روسي، جرى فيها تحديد حدود منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب السورية. وأشارت الوزارة في بيان إلى عقد اجتماعات مع وفد روسي بين يومي 19 و21 سبتمبر (أيلول) الجاري، حول أسس اتفاق سوتشي بشأن إدلب السورية. وقال إنه «جرى تحديد حدود المنطقة التي سيتم تطهيرها من الأسلحة في إدلب خلال الاجتماع مع الوفد الروسي، مع مراعاة خصائص البنية الجغرافية والمناطق السكنية».
والاثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي عقب لفائهما في سوتشي، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.
وأرسلت تركيا أمس، قوات خاصة إلى محافظة إدلب لتعزيز نقاط مراقبتها المنتشرة هناك، كخطوة أولى بعد الاتفاق على إنشاء المنطقة العازلة.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر عسكرية، أمس (السبت)، أن الجيش التركي أرسل عناصر من القوات الخاصة من محافظة تونجلي التركية إلى إدلب، لتعزيز نقاط المراقبة المنتشرة، بموجب اتفاق مناطق خفض التصعيد الموقّع في أستانة بين تركيا وروسيا وإيران.
وحسب موقع «خبرلار» التركي، حضر قائد الفيلق الثامن التركي عثمان إرباش، حفلاً لتوديع الجنود في تونجلي قبل خروجهم إلى إدلب. ويعد هذا التحرك العسكري التركي الأول من نوعه بعد توقيع اتفاق سوتشي، الاثنين الماضي، والذي قضى بإنشاء منطقة عازلة، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط من جانب الفصائل العاملة فيها.
وستكون المنطقة العازلة بعرض 15 إلى 20 كيلومتراً تحت إشراف الطرفين، وحسبما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، فإن طائرات من دون طيار تابعة لتركيا وروسيا، ستقوم بتنسيق دوريات في المنطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب، وستبقى «المعارضة المعتدلة» مكانها، وسيتم وقف إطلاق النار، ولن تتم مهاجمة المنطقة، وأيضاً لن تكون هناك استفزازات لمناطق أخرى انطلاقاً منها.
وحسب الوزير التركي، فإن «المجموعات الإرهابية» فقط هي من سيتم إخراجها، وسيتم إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة من قبيل الدبابات وراجمات الصواريخ، لكن الأسلحة الخفيفة ستبقى بأيدي بعض قوات المعارضة المعتدلة.
وأشار إلى أن تركيا ستضطر إلى إرسال قوات إضافية إلى نقاط المراقبة الـ12 المنتشرة في محيط المحافظة.
وبموجب الاتفاق، سيتم فتح الطريقين السريعين المارين من إدلب نهاية العام الجاري لتنشيط التجارة في المنطقة، وهما طريق دمشق - حلب وطريق اللاذقية - حلب.
وسبق أن أرسلت تركيا، مطلع سبتمبر الجاري قوات خاصة إلى نقطة المراقبة في مدينة مورك بريف حماة الشمالي.
في السياق ذاته، وصف خبراء، المرحلة المقبلة من تطبيق اتفاق سوتشي بـ«الأصعب»، لافتين إلى أن المسؤولية الكبرى في آلية تطبيق الاتفاق تقع على عاتق أنقرة.
وقال الكاتب التركي سادات أرغين، في مقال نشرته صحيفة «حرييت»، أمس، إن الحدود النهائية للمنطقة منزوعة السلاح سيتم رسمها خلال اللقاءات التي ستُعقد بين موسكو وأنقرة.
في السياق ذاته، اتهم رئيس حزب «الحركة القومية» التركي، دولت بهشلي، الولايات المتحدة بعدم الاهتمام بتحقيق الاستقرار السياسي في سوريا، وبأنها تهدف إلى إحداث الفوضى والاضطرابات والأزمات السياسية. وقال، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في أنقرة أمس، إن القرارات التي اتخذها مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه، الخميس الماضي، حول اتفاق إدلب، صائبة للغاية، قائلاً إن حزبه (الشريك في تحالف الشعب مع حزب العدالة والتنمية الحاكم) يدعم تلك القرارات بشكل كامل ويرفض الجلوس إلى طاولة الحوار مع نظام الأسد «المجرم» لحل أزمة إدلب، و«من يدعونا إلى ذلك نعتبره (مغفلاً)، إن لم يكن (خائناً أو عميلاً)».
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن تركيا طلبت من فرنسا «دعم» الاتفاق الروسي التركي حول محافظة إدلب السورية في مجلس الأمن.
واعتبر لودريان، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية نُشرت أمس، أن «التحذيرات والضغوط التي مارسناها في مواجهة خطر حصول كارثة إنسانية وأمنية (في إدلب) كانت مفيدة». وشدد على أهمية الدور الذي لعبته فرنسا خصوصاً بعد فشل الدول الراعية لمحادثات أستانة في التوصل إلى اتفاق في قمة طهران في 7 سبتمبر الجاري.
وأشار إلى «مطالبة تركيا فرنسا بالتحرك في مجلس الأمن لدعم الاتفاق الذي توصل إليه إردوغان وبوتين حول إدلب».
وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن الاتفاق التركي الروسي قد يتم تبنيه بواسطة قرار في مجلس الأمن أو بيان صادر عنه، وأن الأمر قيد البحث في نيويورك.
ويتوقع أن يطغى موضوع إدلب على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين في نيويورك خلال الأسبوع الجاري.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.