ايطاليا تحتفي بجون كيتس عبر سنة عالمية ... وتمثال

تزامناً مع المئوية الثانية لرحيل الشاعر الإنجليزي الرومانسي عن 25 عاماً

مرقد جون كيتس في روما  -  جون كيتس
مرقد جون كيتس في روما - جون كيتس
TT

ايطاليا تحتفي بجون كيتس عبر سنة عالمية ... وتمثال

مرقد جون كيتس في روما  -  جون كيتس
مرقد جون كيتس في روما - جون كيتس

عند الناصية السفلى لأشهر السلالم في العالم، وأكثرها رومانسيّة، تقع الشقّة الصغيرة التي قضى فيها شاعر الكآبة العذبة «جون كيتس» آخر أيامه معجونة بالحزن والألم في المدينة الخالدة. ومن نافذة غرفته الصغيرة التي وُلدت فيها أرقّ قصائده، قبل أن ينطفئ عن خمسة وعشرين عاماً مصاباً بالسلّ الذي قضى على معظم أفراد عائلته، كان صاحب «النجم اللامع» يطلّ كل يومٍ على قارب المرمر الأبيض الذي يتوسّط ميدان إسبانيا الجميل في العاصمة التي قصدها بحثاً عن دفء المتوسط، بعيداً عن صقيع جزر الشمال ورطوبة مناخها.
مع اقتراب موعد المئوية الثانية لوفاة الشاعر الذي عاش فقيراً، ومات معذّباً مهمَّشاً مسكوناً بهاجس فشله، قبل أن يصعد إلى قمة أولمب الشعر الرومانسي الإنجليزي، تستعد روما لتكريمه بإعلان عام 2021 السنة العالمية لجون كيتس، تتوّجها بمهرجان احتفالي يضمّ نخبة من شعراء الحركة الرومانسية وكتّابها ونقّادها، يزاح فيه الستار عن نصب تذكاري للشاعر الذي قال إنه «لا يرضى بما هو دون الخلود»، ليموت منسياً ويُدفن تحت لوحة كُتِب عليها: «هنا، يرقد الذي كُتِب اسمه على المياه».
الشهرة الوحيدة التي عرفها كيتس في حياته كانت الانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها أعماله الأولى، قبل أن تتوطد صداقته بالشاعر الناشر «لايغ هانت»، الذي كان من روّاد الحركة الرومانسية، والذي بواسطته تعرّف على كبار الشعراء الرومانسيين، من أمثال بايرون وشيلي، اللذين ربطته بهما صداقة امتدّت حتى مماته.
نشر كيتس مجموعته الشعرية الأولى في عام 1816، ثم انتقل ليعيش في جزيرة «وايت» متفرغاً للكتابة، لكنه سرعان ما اضطر للعودة إلى منزل أسرته للعناية بشقيقه توم، الذي كان قد أصيب بمرض السلّ الذي توفيّت به والدته. وانتقل بعد ذلك إلى اسكتلندا، ثم إلى آيرلندا، برفقة صديقه الشاعر تشارلز براون، عندما بدأت تظهر عليه هو أيضاً عوارض السلّ، فعاد مجدداً إلى لندن، حيث وجد أن حالة شقيقه الصحية قد تدهورت، وما لبث أن فارق الحياة.
بعد فاجعة شقيقه، انتقل ليعيش في منزل صديقه تشارلز، حيث تعرف على فاني براون التي كانت تسكن هناك مع والدتها، والتي أصبحت محبوبته وملهمة أجمل قصائده، التي تحوّلت إثر مماته إلى مقطوعات كلاسيكية في الأدب الرومانسي الإنجليزي، بعد تعرضّها لأشدّ الانتقادات من طرف الأوساط الأدبية المحافظة عندما نُشرت للمرة الأولى.
كانت العلاقة التي ربطت كيتس بفاني براون عذريّة حتى نهايتها، بسبب من حالة الفقر التي كان يعيش فيها الشاعر، ومن صحته المتدهورة التي ما لبثت أن اضطرته إلى الابتعاد عن طقس الجزر البارد، والانتقال إلى إيطاليا بحثاً عن الدفء والشمس. وكان أصدقاء كيتس يميلون إلى الاعتقاد أن تلك العلاقة التي اقتصرت على الشوق دون الوصال، في أجواء اجتماعية ضاغطة خلال العصر الفيكتوري، كانت تتناسب مع طبائع الشاعر الذي كان ينعم بغليان المشاعر المحظورة من الانفجار، والمحكومة بأن تبقى وعداً لغدٍ جميل لن يأتي.
أحبّت فاني شاعرها حتى الجنون، وعاشت كأرملته حتى مماته بعيداً منها، بعد أن كتب لها آخر قصائده وأجملها على الإطلاق، بعنوان «النجم اللامع»، التي لم تنشر إلا بعد سبعة عشر عاماً على وفاته.
كان كيتس يعتبر أن «كتابة الشعر الحقيقي تقتضي عدم الخروج من حالات التنازع الداخلي، مهما كانت قسوتها، والإحجام عن إخضاع هذه الحالات لأحكام العقل والمنطق»، وكان يرى أن حياة الإنسان كناية عن دار فسيحة بغرف كبيرة متتالية، يعجز عن وصف سوى اثنتين منها لأن المتبقّية أبوابها ما زالت موصدة في وجهه: الأولى هي غرفة الطفولة التي ندخلها من غير تردد أو تأمل، ونبقى فيها طالما تبقى الحياة خارج معاقل الفكر، ولا نستعجل الخروج منها، رغم الإغراءات التي تأتينا من الغرفة الثانية. لكن مع مرور الزمن، ونهوض الفكر في يقظة الذات، ندخل الغرفة الثانية، غرفة الفكر العذري، فتُبهرنا بأضوائها وأجوائها، ولا نعود نرى سوى الروائع الجميلة، ونستعدّ للبقاء فيها ننعم بالملذّات إلى ما لا نهاية.
وصل كيتس إلى روما في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1820، بعد رحلة دامت شهرين من إنجلترا، وكان السلّ قد أنهكه وتملّكه الشعور بالردى في الحياة، محروماً من وجه حبيبته، عاجزاً عن العودة إلى كتابة الشعر الرفيع. وبرفقة صديقه الوفّي جون سيفيرن، نزل في الطابق الثاني من مبنى يقع عند زاوية ميدان إسبانيا الشهير في العاصمة الإيطالية، حيث يقوم اليوم المتحف المخصص لكيتس، وصديقه الشاعر الرومانسي البريطاني بيرسي شيلي، الذي توفّي أيضاً في إيطاليا وفي جيبه نسخة من أشعار كيتس.
عندما وصل كيتس إلى روما، كان ميدان إسبانيا مرتعاً لقطعان الغنم التي يأتي بها الرعيان للارتواء من نافورتها. أما اليوم، فقد أصبحت أشهر الساحات على الإطلاق في العاصمة الإيطالية، يتكدس فيها السياح مثل القطعان يلتقطون الصور التذكارية، ويرتاحون على سلالمها يتمتعون بمفاتن المدينة الخالدة.
وفي الغرفة التي فارق كيتس الحياة على سريرها الصغير، ما زال يوجد على سقفها رسمٌ للأزهار التي عندما نظر إليها الشاعر محتضراً لفظ كلماته الأخيرة قائلاً: «ها أنا أشعر بالأزهار تنمو على صدري».
فارق كيتس الحياة عن خمسة وعشرين عاماً في 23 فبراير (شباط) 1821، من غير أن يدري أن غنائيته الجيّاشة، وكآبة المستحيل التي تنثال من أشعاره، سترفعانه يوماً إلى مصاف العظماء في الشعر الإنجليزي.



حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
TT

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة على «السوشيال ميديا» كما حدث، وعَدّت المنصات الرقمية جاذبة للجماهير وتخطف الأضواء من السينما.

وقالت حنان في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «عشت إحساساً رائعاً لاكتشافي أن الشخصية التي قدمتها في مسلسل (صوت وصورة) ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، وعندما طلب مني المخرج محمود عبد التواب الظهور لمدة دقائق في مسلسل (رقم سري) بشخصية رضوى التي قدمتها من قبل في (صوت وصورة) لم أتردد، ووافقت على الفور، ولم أتوقع عدد المكالمات التي وصلتني لتشيد بظهوري في العمل».

وكان مسلسل «صوت وصورة» قد عرض العام الماضي وحقق نجاحاً لافتاً، رغم عرضه في فترة حرجة جداً، في اليوم السابع من أحداث غزة، بحسب ما تتذكر حنان.

حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)

وتعترف مطاوع بأنها «فاشلة جداً في التعامل مع (السوشيال ميديا)»، ورغم ذلك تجد صدى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي لأي عمل تقدمه، وتوضح: «أتذكر أن مسلسل (وعود سخية) الذي أعتز به كثيراً عرض من دون أي دعاية إلا أنني كنت (تريند) على (إكس) لمدة 4 أيام متواصلة».

وحول الأعمال التي ظهرت فيها ضيفة شرف قالت إنها قليلة جداً، وأضافت: «كان أحدثها مسلسل (جولة أخيرة) مع أحمد السقا وأشرف عبد الباقي، وجسدت فيه شخصية نهى زوجة السقا التي انفصل عنها في مرحلة من حياته رغم الحب الذي يجمعهما، كما ظهرت ضيفة شرف في مسلسل (طلعت روحي) بناء على طلب المنتج محمد مشيش».

وحول حرصها على تقديم شخصيات متنوعة، قالت إن «الفنان مثل الكاميرا... وإذا كانت الكاميرا تصور الوجوه، فوجدان الفنان وعقله يصوران الآلام والأحاسيس والمشاعر والنجاحات والإخفاقات للبشر حولنا، وعندما تعرض علي شخصية أنسج ملامحي بما يتفق مع الدور، مستدعية مخزون المشاعر الذي يناسب طبيعة الشخصية».

وتحدثت عن أحدث عمل انتهت من تصويره وهو بعنوان «صفحة بيضا»، وكان يحمل في البداية اسم «تقاطع طرق»، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيه. وتجسد مطاوع في العمل شخصية «ضي»، وهي شخصية جديدة عليها. المسلسل من تأليف حاتم حافظ، الذي كتب السيناريو والحوار «بحرفية شديدة»، وفق قولها، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وتشارك في بطولته مها نصار وأحمد الرافعي وأحمد مجدي وحنان يوسف وحسن العدل وميمي جمال.

حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)

وتصور حنان مطاوع مسلسلاً بعنوان «حياة أو موت»، وهو مكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية في شهر رمضان القادم، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وتشارك في بطولته رنا رئيس، وأحمد الرافعي، ومحمد علي رزق، وسلوى عثمان، وعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة.

تقول عن دورها في «حياة أو موت»: «أجسد شخصية (حياة)، وهي شخصية ثرية في مشاعرها، وتعاني العديد من الصراعات الداخلية والمشاكل النفسية التي تؤثر على علاقاتها وقراراتها».

الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)

وحول قدرتها على الجمع بين شخصيتين في عملين مختلفين في وقت واحد، أكدت أن «هذا مرهق جداً لأي ممثل، وقد خضت هذه التجربة القاسية في عملين هما (هذا المساء) مع المخرج تامر محسن، و(طاقة نور) مع المخرج رؤوف عبد العزيز، والعملان عرضا في رمضان».

أما بخصوص السينما، فأشارت مطاوع إلى أنها انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلم بعنوان «هابي بيرث داي» مع المخرجة سارة جوهر، التي تراهن على نجاحها في أولى تجاربها الإخراجية، كما أعربت عن سعادتها بهذا العمل الذي كتبه محمد دياب بالمشاركة مع سارة، موضحة أنها تقدم فيه شخصية لم يتم تقديمها من قبل سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية لطبقة موجودة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء من قبل.

وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء تصوير عدد كبير من مشاهد الفيلم الذي تشارك في بطولته مع نيللي كريم وشريف سلامة، وقالت: «كنا نصوّر في القناطر الخيرية أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث كان الطقس شديد البرودة في الليل بعد تصوير استمر ست ساعات قبل شروق الشمس، وكدنا أن نتجمد من شدة البرودة».

أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)

وكان أحدث أفلامها «قابل للكسر» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، وجسدت فيه شخصية نانسي التي تستعد للهجرة لتلحق بأسرتها في كندا، ويستعرض الفيلم علاقتها بعدد من الشخصيات قبل سفرها، وتصف حنان شخصية نانسي التي جسدتها في الفيلم بأنها «صعبة في بساطتها»، مضيفة أن «الفيلم حقق نجاحات كثيرة في عدة مهرجانات، رغم أنه لم يعرض جماهيرياً».

جدير بالذكر أن حنان حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم من 5 مهرجانات، منها المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون بنيويورك، ومهرجان الأمل الدولي بالسويد، ومهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

أما أكثر فيلم تعتز به في مشوارها، فتقول: «فيلم (قص ولصق) مع حنان ترك وشريف منير وسوسن بدر وفتحي عبد الوهاب وهو تأليف وإخراج هالة خليل».

وعما إذا كانت السينما ما زالت تمثل هاجساً للفنان، أكدت أن «المعادلة اختلفت في ظل وجود المنصات الرقمية والحلقات الدرامية القصيرة التي يتم تصويرها بالتكنيك السينمائي؛ مما جعل المنصات تخطف الأضواء نسبياً من السينما».

وعن الشخصية التي ما زالت تنتظرها في عمل فني، قالت: «لدي حنين كبير للتاريخ المصري القديم، وأحلم بتجسيد إحدى الشخصيات الفرعونية».

وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لتعيد أحد أعمال والدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي، أكدت أنه من الاستحالة أن تصل لأدائها العبقري في أي عمل من أعمالها، وأنها ستضع نفسها في مقارنة لن تكون في صالحها، مضيفة أنها تعشق أدوار والدتها في فيلم «عودة الابن الضال» ومسلسلي «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، أما على خشبة المسرح فهي تعشق دورها في مسرحية «إيزيس»، التي تعتبرها علامة مهمة في تاريخ المسرح العربي.