تونس: الشاهد بصدد تشكيل حزب سياسي جديد

«طلاق نهائي» بين رئيس الحكومة وحزب «النداء»

يوسف الشاهد (رويترز)
يوسف الشاهد (رويترز)
TT

تونس: الشاهد بصدد تشكيل حزب سياسي جديد

يوسف الشاهد (رويترز)
يوسف الشاهد (رويترز)

في مؤشر يؤكد انقطاع العلاقة كليا بين رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، وحزبه «نداء تونس»، تستعد الساحة السياسية التونسية لاستقبال مولود سياسي جديد، يمثل الكتلة البرلمانية (الائتلاف الوطني)، المساندة لتوجهات الحكومة التي يرأسها الشاهد.
ومن المنتظر الإعلان عن هذا المولود السياسي الجديد، رسميا، بعد تشكيل كتلة برلمانية تتكون من 43 نائبا برلمانيا، أعلنوا خلال إيداع طلب رسمي لدى مكتب البرلمان سعيهم لاستكمال الإجراءات المطلوبة، وتقديم الدعم السياسي للحكومة الحالية، بهدف الحفاظ على الاستقرار السياسي.
وتضم الكتلة البرلمانية الجديدة المساندة ليوسف الشاهد، عددا من النواب المستقلّين، وآخرين استقالوا من «حركة مشروع تونس»، و«نداء تونس»، الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي، ونوابا من كتلة الاتحاد الوطني الحر، الذي يرأسه رجل الأعمال سليم الرياحي، بالإضافة إلى حزب آفاق تونس، الذي يتزعمه ياسين إبراهيم.
وشرعت هذه الكتلة البرلمانية قبل يومين في تشكيل تنسيقيات الائتلاف الوطني، التي تضم ناشطين داخل عدد من الأحزاب السياسية والجمعيات، بهدف الدفاع عن الاستقرار السياسي والحكومي، وهو ما يفضي بالضرورة إلى دعم المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد.
وبخصوص هيكلة الحزب السياسي الجديد والشخص الذي سيتولى رئاسته، أوضحت بعض المصادر أنه من المنتظر تشكيل هيئة تأسيسية دون رئيس، في حين أن رئاسة الحزب ستتقرّر خلال عقد المؤتمر التأسيسي.
واعتبر محللون في تصريحات متطابقة أن الحزب الجديد قد يكون «الحصان الأسود» في الانتخابات المقررة خلال السنة المقبلة، على اعتبار أنه ولد مدعوما بـ43 نائبا في البرلمان. بينما تحدث آخرون عن سعي المنضمين إلى الكتلة البرلمانية الجديدة تغليب مصالحهم الشخصية والبحث عن مواقع في السلطة على المصلحة العامة، مشيرين إلى أن اختلاف مشاربهم السياسية قد يخفض مستوى اندماج التيارات المختلفة داخل نفس الإطار الحزبي، ما قد يؤدي، في نظرهم، إلى حدوث نفس الانقسامات التي عرفها حزب النداء.
وشهد حزب النداء خلال الأسابيع الأخيرة عدة استقالات في عدد من المحافظات، نجمت عن تجميد عضوية الشاهد في الحزب، وأكد متابعون للشأن السياسي المحلي أن من استقالوا من حزب النداء سينتقلون إلى حزب «الائتلاف الوطني»، الذي يعتزم الشاهد تشكيله، بعيدا عن الحزبين السياسيين التقليديين، أي حزب النداء وحركة النهضة.
وعلى صعيد متصل، قال جلال غديرة، وهو نائب برلماني عن كتلة الائتلاف الوطني، إن عدد النواب المستعدين لتجديد الثقة في حكومة الشاهد يتجاوز 109 نواب (الأغلبية المطلقة)، وذلك في إشارة إلى اعتزام رئيس الدولة تفعيل الفصل 99 من الدستور لتجديد ثقة البرلمان في حكومة الشاهد. واعتبر غديرة أن قرار سحب الثقة من الشاهد يعتبر تشكيكا في خيارات ومواقف رئيس الجمهورية لأنه هو من اختاره ليكون في منصب رئاسة الحكومة.
في السياق ذاته، أكد الصحبي بن فرج، المنضم إلى كتلة الائتلاف الوطني الداعمة ليوسف الشاهد، أن استقالة نواب وقياديين من حزب النداء اعتبرت «بداية انهيار الكتلة البرلمانية، وتأزم الوضع في الحزب الذي سيزداد تأزما خلال الفترة المقبلة»، على حد تعبيره.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.