توقيف لبناني متهم بتمويل «حزب الله» في البرازيل

خطوة للتجاوب مع الضغوط الأميركية

TT

توقيف لبناني متهم بتمويل «حزب الله» في البرازيل

أعلن وزير داخلية الباراغواي، خوان أرنستو بيلامايور، أن السلطات البرازيلية ألقت القبض على اللبناني أسعد أحمد بركات المدرج على قائمة العقوبات الأميركية لتمويله «حزب الله» اللبناني، والمطلوب بمذكرة توقيف دولية سطرتها الباراغواي.
وقالت وزارة الداخلية في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الجمعة: «أعلن الوزير خوان أرنستو بيلامايور القبض على أسعد أحمد بركات في مدينة فوز دو إيغواسو البرازيلية»، مشيراً إلى أن باراغواي هي الدولة التي أصدرت بحقه مذكرة توقيف في أغسطس (آب) الماضي بتهمة تزوير مستندات. وأكد الوزير على ضرورة مواصلة التعاون مع قوات البرازيل الفيدرالية.
وبركات متهم بإدارة أنشطة إجرامية في المثلث الحدودي بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه عام 2004 لتمويله «حزب الله»، ثم فرضت عقوبات على أخويه حمزة وحاتم في 2006.
وأوضح مركز «Foundation For Defence Of Democracies» أن رئيس باراغواي، ماريو عبده بينيتيز، أمر بفتح تحقيق بشأن حصول بركات على جواز سفر تابع لباراغواي بصورة غير شرعية في أبريل (نيسان) الماضي. وكان بركات قد حصل على الجنسية عام 1989. لكنها سحبت منه في عام 2003 بموجب قرار من محكمة العدل العليا، إلى أن تمكن في أبريل الماضي من الحصول على جواز سفر جديد.
وكانت الحكومة الأرجنتينية قد بدأت بتضييق الخناق على «منظمة بركات» المتهمة بأنها مرتبطة بحزب الله، في يوليو (تموز) الماضي، عندما جمدت أصول من يُفترض بأنهم يشكلون جزءا من «عشيرة بركات»، وفقا للقانون الجنائي المتعلق بتمويل الإرهاب.
وأوضح بيان لوحدة المعلومات المالية الأرجنتينية، أن القرار جاء بعد تحقيق قامت به الوحدة، حددت من خلاله ما لا يقل عن 14 شخصا مرتبطين بعشيرة بركات، متورطين في جرائم تهريب وتزوير أموال ووثائق وابتزاز وتهريب مخدرات واتجار بالأسلحة، وغسل أموال وتمويل إرهاب. ورغم أن معظم عمليات غسل الأموال، المتهمة بها عائلة بركات تحدث في الأرجنتين، فإن أعضاء هذه العائلة يعيشون ويعملون في البرازيل وباراغواي.
ويقوم فريق الأمن القومي في حكومة باراغواي، بدراسة الخيارات، التي يمكن اتخاذها ضد الأشخاص الأربعة عشر الذين استهدفتهم الأرجنتين، ولديهم جميعاً صلات بباراغواي.
وخلافاً لجيرانها، لم تتخذ البرازيل بعد إجراءات تجاه أنشطة بركات. ووفقاً لبيانات سلطات الضرائب البرازيلية، فإن بركات شريك تجاري في شركتين في فوز دو إيغواسو، يشارك شقيقه حمزة في إحداها، فيما يعد الأخير شريكاً في 5 شركات أخرى.
وكان بركات قد اعتقل في البرازيل عام 2003 وتم تسليمه إلى باراغواي بتهمة التهرب الضريبي. كما اعتقل حمزة بتهمة الاحتيال في البرازيل عام 2013. لكن تم الإفراج عنه بعد فترة وجيزة، ومع ذلك استمرت عائلة بركات في إدارة أعمالها دون عوائق، مستغلة نقاط الضعف في بنية الاتهامات التي وجهت ضد أفرادها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.