القضاء الإسرائيلي يغلق التحقيق في قضية الاعتداء على النائب عودة

TT

القضاء الإسرائيلي يغلق التحقيق في قضية الاعتداء على النائب عودة

بعد تحقيق اضطراري دام أكثر من سنة، توصلت السلطات القضائية الإسرائيلية إلى قرار بإعفاء رجال الشرطة الذين أطلقوا الرصاص على النائب أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، التي تعتبر ثالث أكبر كتلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وأغلق القضاء كل ملفات التحقيق، مكتفياً بملاحظة تأديبية للشرطي الذي رش غاز الفلفل على عودة.
وتذرعت وحدة التحقيقات مع رجال الشرطة التابعة لوزارة القضاء الإسرائيلية (ماحش)، بحجة «عدم وجود أدلة كافية على أن عودة أصيب برصاص الشرطي» وحجة «وجود حدث صدامي ضخم اعتقد رجال الشرطة فيه أنه حدث أمن خطير، فتصرفوا بعصبية زائدة لا تستدعي محاكمتهم عليها». وقد اعتبر أيمن عودة هذا القرار «تعبيراً عن تنازل الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها القضائية عن القيم الديمقراطية في كل ما يتعلق بالعرب. فقبل أن يغلقوا الملف ضد المعتدين علي أنا، أغلقوا ملفات ضد من قتلوا المربي يعقوب أبو القيعان وأصابوا عشرات المواطنين، لأنهم عرب. ونحن إذ نستنكر هذا التصرف، نلفت نظر المجتمع اليهودي بأن كل قمع كهذا ضد العرب، سيصل قريباً جداً إلى اليهود أيضاً. فمن يتولون السلطة في إسرائيل يدفعون بهذا المجتمع إلى الفاشية».
المعروف أن هذه الحادثة وقعت في يناير (كانون الثاني)، 2017. ففي حينه داهمت قرية أم الحيران في النقب، قوات مدججة بالأسلحة والمجنزرات، وبدأت في هدم بيوتها، ضمن مخطط يقضي بإقامة بلدة يهودية عليها. وقد تصدى لهم الأهالي ومجموعة من القادة السياسيين بينهم النائبان أيمن عودة وأسامة السعدي. وكان بين أصحاب البيوت المهدومة المربي يعقوب أبو القيعان الذي قتله رجال الشرطة بحجة أنه حاول دهسهم، ثم اعتدوا على النائبين عودة وسعدي ورشوا غاز الفلفل على عيني عودة، فيما قام شرطي آخر بإطلاق الرصاص المطاطي على رأسه عن قرب شديد، فأصابه في رأسه وكتفه ويده.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.