الاضطرابات السلوكية عند الأطفال المتأخرين لغويا

تحدث بسبب تأخر نمو المهارات اللغوية وليس صعوبات وعيوب النطق

الاضطرابات السلوكية عند الأطفال المتأخرين لغويا
TT
20

الاضطرابات السلوكية عند الأطفال المتأخرين لغويا

الاضطرابات السلوكية عند الأطفال المتأخرين لغويا

يلاحظ الآباء نمو مهارات أطفالهم اللغوية خلال مشاهد حوار الأطفال المختلفة مع أقرانهم أو البالغين الأكبر منهم سنا والتي قد يصاحبها مشكلات سلوكية مثل العدوانية والعناد. وهنا تنبثق أسئلة مهمة جدا للوالدين وأفراد أسرة الطفل: متى سيتكلم هذا الطفل؟ وهل من أساس علمي يضمن أن يتكلم هذا الطفل وأن يتطور سلوكه بشكل إيجابي، من دون تدخل متخصص، عند بلوغه الرابعة أو الخامسة مثلا؟
أحالت «صحتك} هذه التساؤلات التي تشغل بال الكثير من الآباء والأمهات إلى الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري رئيس قسم اضطرابات التواصل بالعيادات النفسية التخصصية بالرياض، فأكد في بداية حديثه أنه لا يوجد بديل عن زيارة اختصاصي أمراض النطق واللغة المؤهل حيث يجري من خلالها تقييم المهارات اللغوية والكلامية للطفل حسب فئته العمرية ويتم تحديد ما إذا كانت مهارات اللغة والكلام تنمو بطريقة طبيعية أم متأخرة ومدى الاحتياج لتدخل علاجي متخصص كما يجري خلال تلك الزيارة ملاحظة النمط السلوكي للطفل.
ومن الجدير بالذكر أن الأبحاث العلمية أثبتت العلاقة الوثيقة بين قصور نمو المهارات اللغوية وبين المشكلات السلوكية فعندما لا يستطيع الطفل التعبير عن نفسه تبدأ المشكلات العدوانية مع الأقران والإخوان والتي تكون غالبا أثناء اللعب. وإن كانت هذه المواقف تتطلب من الآباء فهم ظروف كل حادثة وخلفيتها حيث إنه من الممكن أن تكون تصرفات الطفل السلبية أو العدوانية مجرد رد فعل لتصرفات طفل آخر.

* اضطرابات اللغة والسلوك

* تناولت الدراسات السابقة مثل الدراسة التي أجراها «فان دال} وزملاؤه عام 2007 بشكل مستفيض العلاقة بين الاضطرابات اللغوية والمشكلات السلوكية عند الأطفال. وأظهرت النتائج حينذاك أن 40 في المائة من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية لديهم مشكلات سلوكية كما لوحظ أن مستوى شدة المشكلات السلوكية يرتبط بمستوى شدة الاضطرابات اللغوية ومن أكثر هذه المشكلات كان السلوك العدواني والسلوك الانطوائي والانسحابي. كما أظهرت الدراسة أن المشكلات السلوكية ترتبط أساسا بالاضطرابات اللغوية التي تتمثل بعدم القدرة على الفهم والقدرة على التعبير والاستخدام العملي للغة في حين لم ترتبط بالمشكلات المتعلقة بالاضطرابات الكلامية كصعوبات وعيوب النطق المختلفة حيث كان لها أثر محدود من الناحية السلوكية.
وأظهر بحث آخر أجراه الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري وزملاؤه نشر عام 2011، العلاقة بين اللغة من الناحية الكمية ومستوى تشتت الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال السعوديين حيث أظهرت النتائج قصور مستوى الأداء اللغوي من الناحية الكمية والنوعية عند الأطفال المصابين باضطرابات قصور الانتباه وفرط الحركة.

* دور الوالدين

* يؤجل بعض أهالي الأطفال زيارة أخصائي أمراض النطق واللغة، فما نتيجة ذلك؟
يجيب د. الدكروري أنه بكل تأكيد تتعاظم المشكلات عند تجاهلها، وهو ما يمكن تفاديه بمجرد زيارة تساعد الأهل على فهم حالة الطفل وتحديد مستوى التدخل المطلوب، إذ إن التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب في سن مبكرة يساعدان في الحصول على معدلات تقدم عالية كما أن معالجة مشكلات اللغة والكلام مبكرا تمكننا من تقليل فرصة الإصابة بالاضطرابات السلوكية ومشكلات التعلم ومشكلات القراءة بالإضافة لصعوبات التفاعل الاجتماعي.
حينما يولد الطفل، فإن أول من يرى في الوجود هما والداه، حيث يبدأ في النمو والتطور، وتبدأ حركاته الأولى وابتساماته وانفعالاته واستجاباته لما حوله داخل منزله ومع والديه، فالمنزل والوالدان هما البيئة الأولى التي يعيش ويتعلم وينشأ فيها الطفل، فيكتسب من خلال هذه البيئة ويتعلم المهارات المختلفة مثل القدرة على تناول الطعام بنفسه والمشي بنفسه واللبس بنفسه وكذلك القدرة على الحوار والتواصل والتفاعل مع من حوله. وهنا تكمن أهمية الوالدين في حياة الطفل.

* اضطرابات التواصل

* إن القدرة على التواصل اللفظي السليم هي إحدى المهارات التي قد يعتريها الخلل أو الاضطراب وفي هذه الحالة يطلق عليها «اضطرابات تواصلية}، وهو مصطلح عام يطلق على مجموعة من الاضطرابات الأكثر تحديدا والتي قد تؤثر على عملية التواصل. ومن أمثلة الاضطرابات التواصلية: التأخر اللغوي، اضطرابات النطق والعمليات الفونولوجية، اضطرابات الطلاقة (التلعثم)، وغيرها من الاضطرابات.
وأيا كان نوع الاضطراب التواصلي فلا بد من التدخل من قبل أخصائي النطق واللغة. ومع الأهمية الكبيرة لمثل هذا التدخل العلاجي فلا يمكن أبدا أن نقلل من شأن دور أولياء أمر الطفل وبيئته في علاج الاضطراب، فللدور الذي يلعبه والدا الطفل ومشاركتهم في البرنامج العلاجي بالغ الأثر الإيجابي في تطور هذه المهارات بشكل فعال أكثر، وبالتالي فمن الضروري إعطاء الوالدين المعلومات والنصح والتوجيه والأساليب والاستراتيجيات المناسبة الخاصة باضطراب طفلهم والذي سيساعد بشكل كبير في تطور المهارات المناسبة لهذا الطفل.
والخطوة الأولى في تطبيق الشراكة بين أهل الطفل والأخصائي، تكون في تدريب الوالدين وإعطائهم الأدوات المناسبة والتي ستساعدهم في تطوير مهارات الطفل السلوكية واللغوية. ويعد تدريب الوالدين وخصوصا أثناء المراحل المبكرة لحياة الطفل عنصرا مهما في أي برنامج علاجي فعال.

* توصيات مساعدة في دعم التطور اللغوي للطفل

* النظر في العين: حاول أن تكون دائما في مستوى نظر طفلك عند محادثته ليشعر بالاتصال المباشر.
* الاستماع: اجعل محادثة الطفل متعة لك وله فاستمع له يستمع لك.
* عدم الاعتماد على الأسئلة بشكل أساسي كوسيلة وحيدة لتنمية مهارات الطفل اللغوية حيث إن الأسئلة المتكررة لا تعلم الطفل شيئا بل قد تسبب ضجر الطفل وابتعاده عنك.
* التنويع بين الأسئلة والتعليقات.
* التحادث مع الطفل وترديد الكلمات بوضوح وهدوء، مع التأكيد على مخارج الأحرف، واستعمال جمل قصيرة.
* المحاولة المستمرة لفهم كلمات الطفل، فهذا يشجعه ويعزز محاولاته للتكلم.
* التحدث عن الأشياء الظاهرة أمام الطفل، ليربط بين ما يراه ويسمعه، حيث إن الطفل يكتسب، تطوريا، الأسماء قبل أي مفردات أخرى.
* تقديم الألعاب والكتب والقصص ذات الصور الملونة المتوافقة مع مستوى أداء الطفل.
* عدم تصحيح أخطاء الطفل اللغوية، حتى لا يطور سلوكا انسحابيا أو تلعثما فهو يصحح نفسه بنفسه إذا سمع ترديدنا لكلامه بشكل صحيح.
* جعل القراءة للطفل عادة يومية، لأن تطوره اللغوي أساس تطوره العقلي والانفعالي والاجتماعي والسلوكي. ففي القصص قيم وعادات ومفاهيم وأفكار يكتسبها الطفل منذ الصغر.



مؤشر خطير... التثاؤب قد يكون أخطر مما تظن

قد تكون العلامات الدالة على النعاس مؤشراً خطيراً (رويترز)
قد تكون العلامات الدالة على النعاس مؤشراً خطيراً (رويترز)
TT
20

مؤشر خطير... التثاؤب قد يكون أخطر مما تظن

قد تكون العلامات الدالة على النعاس مؤشراً خطيراً (رويترز)
قد تكون العلامات الدالة على النعاس مؤشراً خطيراً (رويترز)

هل تجد نفسك تتثاءب كثيراً؟ هل تحتاج إلى كوب ثالث أو رابع من القهوة لتمضية فترة ما بعد الظهر في العمل؟ قد تكون هذه العلامات الدالة على النعاس مؤشراً خطيراً على نقص خطير في النوم، قد يعرضك لخطر جسدي ويضر بصحتك على المدى الطويل، وفقاً لورقة جديدة صادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب النوم، وفق صحيفة «التلغراف».

وصرّح الدكتور إريك أولسون، رئيس الأكاديمية الأميركية لطب النوم، واختصاصي أمراض الرئة وطب النوم في عيادة مايو في روتشستر، مينيسوتا: «يُعدّ النعاس مشكلة صحية خطيرة ذات عواقب وخيمة».

وأضاف أولسون في بيان حول الورقة البحثية، التي تدعمها 25 منظمة طبية مختلفة، بما في ذلك الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، والمجلس الوطني للسلامة، والأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة: «من حوادث القيادة بسبب النعاس إلى أخطاء العمل والمخاطر الصحية على المدى الطويل، تؤثر آثار النعاس المفرط أثناء النهار على الأفراد والمجتمع يومياً».

وقال الخبراء إن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، لمدة سبع إلى ثماني ساعات على الأقل، يرتبط بتطور أو تفاقم أمراض السكري، والاكتئاب، وأمراض القلب والكلى، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والسكتة الدماغية.

وأضاف أولسون: «مع إصابة ثلث البالغين في الولايات المتحدة بالنعاس المفرط، لا يمكن التقليل من أهمية تحديد التدخلات التي تتعرف عليه، وتقيّمه، وتعالجه».

ووفق الخبراء، فإنه في كثير من الأحيان، يتجاهل الناس علامات النعاس، مثل النعاس أثناء اجتماع العمل، على أنها مشكلة غير مهمة، بدلاً من عدّها علامة على نقص خطير محتمل في النوم.

وقالت كريستين كنوتسون، اختصاصية النوم والأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والطب الوقائي في كلية «فاينبرغ» للطب بجامعة «نورث وسترن» في شيكاغو: «النعاس في الاجتماعات المملة مؤشر على قلة النوم. الشخص الذي يحصل على قسط كافٍ من الراحة لن ينام في الاجتماعات، حتى لو كان الاجتماع مملاً».

وأضافت كنوتسون: «يمكن أن يؤثر النعاس المفرط أثناء النهار سلباً على الأداء، ويكون مؤشراً على اضطرابات النوم الكامنة أو مشاكل أخرى». إذا كان الشخص يعاني من نعاس مفرط أثناء النهار بانتظام، فعليه مناقشة هذا الأمر مع طبيبه.

خطر خفي

يقوم الجسم بأمور غريبة عندما يكون نائماً باستمرار، بما في ذلك التغلب على التثاؤب وإرسال إشارات بأنك، في الواقع، تتأقلم مع قلة النوم. ومع ذلك، قالت الدكتورة إنديرا غوروبهاغافاتولا، عضو مجلس إدارة الجمعية الأميركية لطب النوم والمؤلفة الثانية للدراسة، وأستاذة طب النوم في المركز الطبي لإدارة المحاربين القدامى في كلية «بنسلفانيا» للطب في فيلادلفيا، إن هذه الإشارات بعيدة كل البعد عن الحقيقة.

وقالت غوروبهاغافاتولا: «المؤسف هو أن البيانات تُظهر أنه مع الحرمان الجزئي المزمن من النوم، لم تعد القدرة على إدراك مستوى ضعفنا دقيقة، نعتقد أننا بخير بينما نحن في الواقع لسنا كذلك».

وأضافت: «عندما نجري اختبارات فعلية لقياس مدى كفاءة عمل الدماغ - وقت رد الفعل، والقدرة على التذكر، واختبارات الذاكرة، والتنسيق - نجد أن الناس يرتكبون في الواقع كثيراً من الأخطاء». وهذا أمرٌ مُخيفٌ لأنهم ما زالوا يتمتعون بثقة عالية بشكلٍ غير مُناسبٍ بأنهم بخير.

مع استمرار النعاس، قد يأخذ الدماغ قيلولة قصيرة، أو ما يُطلق عليه المُتخصصون «النوم المُختصر»، كما قالت غوروبهاغافاتولا.

وأضافت: «في الواقع، يدخل دماغك في غفواتٍ قصيرة لمدة ثانيتين، أو ثلاث ثوانٍ، أو عشر ثوانٍ، ثم يعود فجأة، وقد لا تُدرك حتى حدوث ذلك. قد يكون الأمر خطيراً للغاية إذا كنت تقود السيارة أو تقوم بشيءٍ ينطوي على السلامة. لذا، إذا شعرتَ بأنك على وشك النوم، فانتبه لذلك، فهو مؤشرٌ على أن القيادة غير آمنة».

وفقاً للإحصاءات، يرتبط نحو 100 ألف حادث سيارة سنوياً بالقيادة أثناء النعاس.

اختبارات النعاس

كيف تعرف أن نعاسك قد تجاوز مرحلة الخطر؟ يُمكنك قياسه بمقاييس مُختلفة، بما في ذلك مقياس «إبوورث» للنعاس، كما قالت غوروبهاغافاتولا.

وتشمل أسئلة الاختبار مدى احتمالية نومك حين تكون جالساً بهدوء بعد غداء من دون كحول؛ والاستلقاء بعد الظهر، والجلوس من دون نشاط في مكان عام، والجلوس والقراءة، والجلوس والدردشة مع شخص ما، وركوب سيارة بصفتك راكباً لمدة ساعة؛ والجلوس في زحمة المرور لبضع دقائق أثناء القيادة، ومشاهدة التلفزيون.

وقالت: «نطلب من المرضى تقييم احتمالية نومهم من صفر إلى ثلاثة خلال هذه المواقف الثمانية التي تتطلب الجلوس دون حركة. الدرجة القصوى هي 24، مما يشير إلى أنك تشعر بالنعاس الشديد. نعد عموماً الدرجات التي تزيد على 10 ذات دلالة سريرية وتستحق التدخل».

وأضافت غوروبهاغافاتولا أنه مع تقدم الحرمان من النوم، يمكن أن تزداد أعراض النعاس الخطيرة.

كما أضافت أيضاً: «تعاني من تدلي الجفنين، وارتخاء الجسم، وصعوبة في البقاء منتصباً، حتى أن بعض الناس يلاحظون الدوار، ودوران الغرفة، وارتعاش اليدين بسبب الحرمان الشديد». قد تكون أيضاً متهوراً ومندفعاً، وكأنك لا تهتم. هذا عرض آخر.

أسباب إضافية للنعاس

يمكن أن تُسهم اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس النومي، والأرق، ومتلازمة تململ الساقين، واضطرابات النوم المتعلقة بالإيقاع اليومي، بالإضافة إلى حالات الألم المزمن والأدوية، في النعاس، والذي سيتم استبعاده من قِبل اختصاصي نوم.

ووفق غوروبهاغافاتولا: «يمكنك أيضاً سؤال الصيدلي عن وصفاتك الطبية، ويجب عليك أيضاً التفكير في أي أدوية تُصرف من دون وصفة طبية».

وبحسب الخبراء، فإن سلوكيات نمط الحياة قد تُسهم أيضاً في النعاس المزمن.

وأشارت غوروبهاغافاتولا إلى أن «أموراً مثل الإفراط في تناول الكافيين، وتعاطي الكحول قبل النوم، وتعاطي الماريجوانا، وكمية التمارين التي تُمارسها، واتباع عادات نوم غير صحية، مثل النوم في غرفة نوم مُشرقة أو باردة أو ساخنة أو صاخبة، ستؤثر بالتأكيد على كيفية تنظيم نومك ومدى انتعاشه».

ويلجأ كثير من الناس إلى الكحول أو الماريجوانا اعتقاداً منهم بأن ذلك يُمكن أن يُحسّن النوم. بينما يبدو أن الكحول يُسهّل النوم، إلا أن الجسم يستيقظ في منتصف الليل بمجرد استقلاب الكحول، كما يقول الخبراء.

وقالت غوروبهاغافاتولا: «لدي مرضى يُفاجأون بمدى تحسّن نومهم عند التوقف عن تناول مشروب واحد مع العشاء».

وأضافت: «أما بالنسبة للماريجوانا، فنحن نعلم أن لها آثاراً جانبية غير مرغوب فيها على النوم. إذ تنخفض كفاءة النوم، ويزداد الشعور بالتعب في اليوم التالي، وبالتالي تبدأ جودة النوم بالتراجع».