الناطق باسم الحكومة المغربية يتجاهل انتقادات إيران

مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية
مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية
TT

الناطق باسم الحكومة المغربية يتجاهل انتقادات إيران

مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية
مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية

تجنب مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الرد على الانتقادات التي وجهها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية للمغرب على خلفية اتهام الرباط لإيران بالتواطؤ مع جبهة البوليساريو الانفصالية من خلال «حزب الله». وقال الخلفي، الذي كان يتحدث أمس في لقاء صحافي عقده في الرباط عقب اجتماع الحكومة، ردا على سؤال بشأن الموقف من تصريحات المسؤول الإيراني، إن «المغرب اتخذ قرار قطع العلاقات مع إيران قبل أشهر، وذلك في إطار ما تمليه مقتضيات الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وهو قرار سيادي جاء بناء على معطيات ملموسة بالنسبة لبلدنا، وجرى تقديمها إلى إيران»، مبرزا أن هذه العناصر الثلاثة «هي التي حكمت القرار، وما زالت تحكمه اليوم».
وكان ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، قد أوضح أن المحادثات التي أجراها مع محاوريه الأميركيين خلال زيارة عمل قام بها إلى واشنطن يومي 17 و18 سبتمبر (أيلول) الحالي، تمحورت حول قضايا عدة، من بينها موضوع «إيران وتواطؤها الخبيث مع جبهة البوليساريو، الذي يثير اهتمام المسؤولين الأميركيين بشكل بالغ، كما أكد ذلك البيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية الاثنين الماضي، وأبرزت فيه الجهود المشتركة (للمغرب والولايات المتحدة)، الرامية إلى وضع حد لدعم إيران للإرهاب، والتصدي لتأثيرها الوخيم في المنطقة». وردا على هذه الاتهامات، قال بهرام قاسمي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، أمس، إن «ادعاءات وزير الخارجية المغربي ليست فقط غير صحيحة، بل هي أيضا اجترار مكرر لـ(إيرانوفوبيا) التي تهدف لبث الانشقاق والانقسام داخل العالم الإسلامي»، مضيفا أن المغرب «لا يتمتع بسلوك ثابت في علاقاته الخارجية، ويخضع لتأثير إيحاءات الأطراف الأخرى». كما عدّ تصريحات بوريطة «تناغما مع الإدارة المعادية لأفريقيا في البيت الأبيض، أكثر من أنها تعبر عن نظرة واقعية للقضايا الأفريقية»، وفقا لما نقلته أمس منابر إعلامية.
وفي موضوع منفصل، وردا على سؤال بشأن الزيارة التي بدأها أمس إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الخارجية الموريتاني، للمغرب وما تجتازه العلاقات بين البلدين على خلفية الموقف من قضية الصحراء، قال الخلفي إن علاقة المغرب وموريتانيا «مؤطرة بالسعي إلى إرساء علاقة تعاون مبنية على حسن الجوار، والإيمان بالمصير المشترك للشعبين المغربي والموريتاني»، مشيرا إلى وجود «إرادة قوية لدى البلدين لمواصلة العمل بهذه الروح، لأننا لا نتصور مستقبلا للمنطقة وللبلدين دون علاقات إيجابية مبنية على الاحترام والتعاون وحسن الجوار».
وقالت وزارة الخارجية المغربية إن «الزيارة تندرج في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وعلى جميع المستويات»، مبرزة أن الزيارة، التي تستمر يومين، «ستمكن من بحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية... وستكون مناسبة للتنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل الظرفية الاستثنائية التي تجتازها المنطقة، خاصة الوضع في ليبيا». على صعيد آخر، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أمس، إن حكومته ستحرص على أن «تصل آثار الجهود الاجتماعية إلى المواطنات والمواطنين من الطبقات الهشة والفقيرة، دون إغفال الطبقة المتوسطة».
وخلال اجتماع الحكومة، دعا العثماني وزراءه إلى «التعبئة الميدانية لإنجاح الأوراش الاجتماعية، سواء تلك المتعلقة بالتربية والتكوين، أو بالتنمية البشرية»، مشيرا إلى اهتمام العاهل المغربي الملك محمد السادس الخاص بهذين المجالين، «وهو ما تجسد بإطلاقه الثلاثاء الماضي الورش المرتبط بالتربية والتكوين، وهو برنامج ذو طابع اجتماعي، يهدف إلى تعميم التمدرس، وتقليص الهدر الدراسي، والرفع من جودة التكوين، والتركيز على دعم الفئات الفقيرة والهشة من خلال عدد من البرامج، التي تبين جهد الدولة الكبير لدعمها لأنها سترفع من مستوى التعليم في بلادنا».
كما لفت العثماني إلى إطلاق العاهل المغربي «البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية»، أول من أمس، الذي يهدف إلى «معالجة النقص الاجتماعي في المناطق القروية وشبه الحضرية الهشة».



الدبيبة وخوري يبحثان «آلية موحدة» للإنفاق في ليبيا

الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)
الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة وخوري يبحثان «آلية موحدة» للإنفاق في ليبيا

الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)
الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)

بحث عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، مع المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، سبل وقف «الإنفاق الموازي» خلال عام 2025، والعمل على إيجاد «آلية موحدة» للإنفاق تضمن الشفافية المالية والتوزيع العادل للموارد.

وقال مكتب الدبيبة الأحد، إنه التقى خوري، التي قدمت له «إحاطة حول مشاركتها في اجتماع لندن الأخير، موضحة ما تم تناوله من ورقات بحثية ومشاركات علمية، بمشاركة خبراء محليين ودوليين، بهدف تعزيز المسارين السياسي والاقتصادي في ليبيا».

ونقل مكتب الدبيبة أن خوري «أشادت خلال اللقاء بجهود الحكومة في دعم الانتخابات البلدية الماضية»، مشددةً على أهمية استمرار هذا الدعم والتنسيق مع «المفوضية الوطنية العليا» للانتخابات بشأن الاستحقاقات البلدية المقررة في عام 2025، وشدد على «دعمه الكامل» لجهود البعثة الأممية «في تحريك العملية السياسية، بما يضمن الوصول إلى الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية، والذهاب المباشر نحو الاستحقاق الانتخابي». وانتهى الدبيبة مؤكداً «ضرورة احترام الاتفاق السياسي والمؤسسات المنبثقة عنه، لضمان تحقيق العدالة والاستقرار السياسي».

ويأتي هذا اللقاء ضمن مواصلة خوري مشاوراتها لكسر الجمود الراهن في العملية السياسية. وكانت بحثت مساء السبت في العزيزية، مع اللواء أسامة الجويلي آمر منطقة الجبل الغربي العسكرية التابعة لقوات حكومة «الوحدة»، التطورات السياسية والأمنية الحالية، وكذلك السبل للمضي قدماً بالبلاد نحو الانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة، بما في ذلك مؤسسات الجيش والأمن، وتعزيز السلام والاستقرار بشكل مستدام في ليبيا.

في غضون ذلك، أعلن قادة «كتائب وسرايا الثوار» في مدينة مصراتة بالغرب الليبي، دعمهم الكامل لمخرجات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة الليبية.

وأكدوا في بيان، «أهمية دور البعثة الأممية في دفع العملية السياسية نحو تشكيل حكومة موحدة، تفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي، وتسعى لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة، وتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب الليبي».

وبعدما شددوا على التزامهم بـ«الثوابت الوطنية»، أكدوا رفضهم «القاطع لأي محاولات لإثارة الفتنة أو تهديد سلطة القانون من قبل أي جهات تسعى لتحقيق مصالح شخصية أو إحداث انقسامات داخل البلاد».

من استخراج جثمانين مجهولي الهوية من «مقبرة جماعية» جنوب ترهونة (الهيئة العامة)

إلى ذلك، قالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، إن فرقها المختصة، تمكنت مساء السبت من استخراج جثمانين مجهولي الهوية من «مقبرة جماعية» جنوب ترهونة، في المنطقة الواقعة بين وادي وشتاتة ووادي تاجموت، مشيرة إلى أنه تم عرضهما على الطب الشرعي بالهيئة، ليتم أخذ عينات منهما وإحالتها لإدارة المختبرات ومطابقتها مع العينات المرجعية لأهالي المفقودين.

وأدرجت الهيئة هذه العملية ضمن جهودها المستمرة منذ سنوات للكشف عن مصير الأشخاص، الذين فقدوا خلال السنوات الماضية في مختلف أنحاء ليبيا.

المنفي يستقبل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي (المجلس الرئاسي الليبي)

من جهته، قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، والرئيس الحالي لاتحاد المغرب العربي، إنه بحث بالعاصمة طرابلس، مع أمين الاتحاد، طارق بن سالم، «سُبل تفعيل عمل الاتحاد، وكل ما من شأنه تعزيز العمل المغاربي المشترك في كل المجالات والقطاعات وتفعيل أجهزته ومؤسساته، وإعادة تفعيل اللجان الوزارية القطاعية ومؤسساته، بالإضافة لتمتين أواصر الأخوة والتعاون التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين».

كما التقى الدبيبة، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، بن سالم، وناقش معه أيضاً سبل تعزيز التعاون بين ليبيا والاتحاد، وتقوية العلاقات بين دول المغرب العربي، خصوصاً في مجالات التكامل الاقتصادي.

وفي تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن الحالة السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا خلال الفترة من أغسطس (آب) إلى ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تحدث عن حالات الإخفاء القسري والاعتقال والاحتجاز التعسفيين في جميع أنحاء ليبيا.

ودعا غوتيريش في التقرير الذي نشرته البعثة الأممية بليبيا، اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، إلى مواصلة العمل على توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتعزيز تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالبلاد.