الراعي يدعو إلى تشكيل حكومة طوارئ حيادية

TT
20

الراعي يدعو إلى تشكيل حكومة طوارئ حيادية

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى تشكيل حكومة طوارئ حيادية من شخصيات ليس لها ارتباطات حزبية ولا بالبلوكات الانتخابية، معلنا عن رفضه ممارسات السياسيين.
وقال الراعي أمس: «نحن نقول دائما للمسؤولين لا يحق لكم أن تظلوا على مواقفكم وعدم تأليف الحكومة، غير آبهين بوضع البلد الغارق يوما بعد يوم اقتصاديا وماليا». وأضاف: «هذا التحذير أتى أيضا من قبل البنك الدولي والمؤسسات الدولية، وهذا السبب الذي من أجله سعت الدول في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) لعقد ثلاثة مؤتمرات في روما وباريس وبروكسل لدعم الجيش والقوى الأمنية والاقتصاد ومواجهة عبء النازحين، ووعدوا بدعم لبنان في مؤتمر باريس بـ11 مليار دولار ونصف المليار على أن تترافق مع إصلاحات جدية في القطاعات والهيكليات». ولفت إلى مرور أكثر من أربعة أشهر منذ التكليف في ظل غياب مؤشرات لتشكيل حكومة في وقت قريب، مؤكدا: «هذا أمر غير مقبول، ونرفض هكذا ممارسة للسياسيين. فالبلد ليس ملكا لأحد منهم بل هو للشعب اللبناني بأكمله».
وبينما ذكّر أنه في العام 1958 أيام الرئيس فؤاد شهاب تألفت حكومة طوارئ دعا اليوم إلى «تشكيل حكومة طوارئ حيادية من شخصيات لبنانية معروفة ليس لها ارتباطات حزبية ولا بالبلوكات الانتخابية، معروفين بخبرتهم وشخصيتهم وحياديتهم، وهذه الحكومة بعددها القليل تمثل المسيحيين والمسلمين بحسب القاعدة ودورها، للبدء بالإصلاحات في الهيكليات والقطاعات المطلوبة في مؤتمر باريس سيدر». وأشار كذلك إلى أن دور هذه الحكومة الثاني سيكون «التأسيس للمصالحة والوحدة الوطنية لأنه من العبث الكلام عن الوحدة الوطنية ونسمعهم يوميا يتراشقون بالاتهامات الشخصية والإساءات الشخصية. فلا يكفي تسمية الحكومة بأنها حكومة وطنية، بل حكومة الطوارئ هي التي تقرب وجهات النظر وتؤسس لتفاهم ومصالحة، عندئذ يمكن أن تؤلف حكومة وحدة وطنية وأنا لا أرى أن هناك حلا آخر لغاية اليوم».



وزير الإعلام السوري: أحداث ريف دمشق تعكس توترات المرحلة الانتقالية

تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
TT
20

وزير الإعلام السوري: أحداث ريف دمشق تعكس توترات المرحلة الانتقالية

تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)

أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى اليوم الأربعاء، أن خطاب الدولة لا يميز بين أكثرية أو أقلية بل يقوم على المواطنة، وذلك بعد أحداث عنف طائفية دموية في ريف دمشق.

ولقي العشرات حتفهم في جرمانا وصحنايا بريف دمشق يومي الثلاثاء والأربعاء إثر مواجهات بين مسلحين مسلمين ودروز بعد انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد.

وقال وزير الإعلام في مقابلة مع «تلفزيون سوريا»، إن أجهزة الدولة السورية سعت إلى حماية السكان داخل جرمانا وخارجها من أي اعتداء، مؤكدا أن العنف في المدينة طال أيضا أفراداً من إدارة الأمن العام.
وأضاف المصطفى أن أحداث العنف التي شهدها ريف دمشق «تعكس توترات المرحلة الانتقالية». وأكد أن قوات الجيش والأمن العام سيطرت على منطقة أشرفية صحنايا بعد أحداث العنف التي تسببت في مقتل 16 على الأقل، بحسب وسائل إعلام سورية.

إلى ذلك، قتل شخصان جراء غارة شنّتها إسرائيل على منطقة صحنايا قرب دمشق أثناء اشتباكات بين مسلحين مرتبطين بالسلطات وآخرين من الدروز في بلدة صحنايا، بحسب ما أفاد مسؤول محلي اليوم الأربعاء.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، قال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ خلال مؤتمر صحافي «قام طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه العملية... باستهداف إحدى دوريات الأمن مما أدى لمقتل أحد عناصر الدورية وأحد أهالي بلدة أشرفية صحنايا» وجرح آخرين.

 

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق اليوم، نقلا عن مدير الأمن في ريف دمشق بانتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بعد أحداث عنف أسفرت عن سقوط قتلى.

ونقل «تلفزيون سوريا» عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش السوري والأمن العام تسيطر على كامل منطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق، مضيفاً أن قوات الأمن العام اعتقلت عددا من «المسلحين الخارجين عن القانون» في صحنايا لتقديمهم إلى المحاكمة.

وذكرت وسائل إعلام سورية أنه جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وصحنايا «وتحديد خطوات عملية لتحقيق التهدئة في المنطقتين».

وفي وقت سابق وصل وفد من مشايخ محافظة السويداء وزعماء من الطائفة الدرزية إلى صحنايا في محاولة لاحتواء التوتر.

واندلعت أعمال عنف طائفية في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من دمشق أمس الثلاثاء بين مسلحين دروز ومسلمين سنة أسفرت عن مقتل 12، بحسب وسائل إعلام سورية.

وامتد العنف إلى صحنايا ذات الأغلبية الدرزية أيضا، وذكرت وسائل إعلام سورية أن 16 لقوا حتفهم اليوم الأربعاء بعد هجوم مسلح استهدف مقرا للأمن العام. وأفاد «تلفزيون سوريا» في وقت لاحق بمقتل اثنين من أفراد الأمن العام برصاص «مجموعات خارجة عن القانون» قرب طريق سريع يربط بين السويداء ودرعا في جنوب البلاد.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن العنف اندلع بعد تداول تسجيل صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد، مشيراً إلى أنها تحقق في مصدره.

وأكدت سوريا التزامها بحماية الأقليات، بما في ذلك الطائفة الدرزية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنها ترفض بشكل قاطع جميع أشكال التدخل الخارجي «وتعتبر الدعوات التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى 'حماية دولية'، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل».

وأضافت «تؤكد الجمهورية السورية التزامها الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، التي كانت ولا زالت جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري».