نصر الله: الحكومة لن تشكل في المدى القريب ولا البعيد

قال إن «حزب الله» حصل على {صواريخ دقيقة ومتطورة»

TT

نصر الله: الحكومة لن تشكل في المدى القريب ولا البعيد

أكد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أمس، أن عملية امتلاك حزبه صواريخ دقيقة ومتطورة «قد أُنجزت»، وذلك بعد ساعات من إعلانه أن مقاتليه في سوريا باقون حتى إشعار آخر، مستبعدا في الوقت عينه تشكيل الحكومة اللبنانية لا في المدى القريب ولا في المدى البعيد.
وتطرق نصر الله في خطاب ألقاه أمس عبر شاشة عملاقة أمام حشد من مناصريه في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، إلى ملف تشكيل الحكومة، معلنا أنه لا بوادر لتأليفها، وقال: «رغم حديث الجميع عن خطورة الوضع الاقتصادي وضرورة تشكيل الحكومة، لكن التعطيل هو الذي يحكم الموقف»، مضيفاً: «بحسب معطياتي، لا شيء سيظهر لا في القريب ولا في البعيد بشأن تشكيل الحكومة. ونطالب بالحفاظ على جو الحوار، ومهما كانت الظروف، فالحكومة ستتشكل، ولا أحد يمكنه إلغاء أحد، وندعو إلى الاستفادة من الوقت».
ووصف الوضع اللبناني بـ«المتشنج سياسياً واجتماعياً»، ودعا إلى «الهدوء ومعالجة أي مسألة بالحوار والحكمة»، مؤكدا التزام «حزب الله» بكل ما أعلنه في البرنامج كتلته الانتخابي، ومعلنا عن تأييده دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسات تشريعية الأسبوع المقبل.
ولفت نصر الله إلى أنه «في موضوع الصواريخ الدقيقة ومحاولات الإسرائيلي في سوريا لقطع الطريق على هذه القدرة وهذه الإمكانية، أقول له اليوم، مهما فعلت... لقد انتهى الأمر وتم الأمر وأُنجز الأمر». وأضاف: «باتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانيات التسليحية ما يسمح إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام».
وأتت تصريحات نصر الله بعد يومين من إعلان إسرائيل أنها هاجمت منشأة لقوات النظام في مدينة اللاذقية في شمال غربي سوريا ليل الاثنين الماضي، خلال عملية تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة، إلى «حزب الله».
وعلى وقع هتافات مناصريه الذين حملوا رايات الحزب، اتهم نصر الله في خطابه الإسرائيليين بأنهم «يسعون في الليل والنهار لقتله»، بعدما كان أعلن قبل يومين أنه لن يطلّ شخصياً أمام مناصريه على غرار ما قام به مرات عدة خلال السنوات الماضية بمناسبة عاشوراء.
وتقدر إسرائيل أن «حزب الله» يمتلك ما بين 100 ألف و120 ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى، بالإضافة إلى مئات الصواريخ بعيدة المدى.
وكان نصر الله قد أعلن مساء أول من أمس أيضا، في خطاب تلفزيوني أمام الآلاف من مناصريه في الضاحية الجنوبية في ذكرى عاشوراء أن الحزب باق في سوريا حتى إشعار آخر، مؤكدا: «نحن باقون هناك حتى بعد التسوية في إدلب والهدوء في إدلب...».
وأوضح: «هدوء الجبهات وتراجع التهديدات سيؤثر بطبيعة الحال على الأعداد (المقاتلين) الموجودة»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ارتفاع العدد أو انخفاضه مرتبط «بالمسؤوليات وبحجم التهديدات والتحديات».
وقال أمين عام الحزب تعليقاً على اتفاق إدلب الأخير بين روسيا وتركيا: «ما جرى خطوة على إمكانية الحل السياسي، وهذا بحد ذاته أمر جيد ومقبول ومرهون بالنتائج والتطبيق الدقيق لبنود الاتفاق». وأضاف: «بناء على تسوية إدلب، إذا سارت الأمور ونُفذت بالشكل المناسب، نستطيع أن نفترض أن سوريا ستذهب إلى هدوء كبير ولن تكون هناك عملياً جبهات قتال فعلية».



إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
TT

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)

شنَّت الجماعة الحوثية أخيراً حملات ضد مُلاك مَحال وشبكات الإنترنت في العاصمة المختطفة صنعاء، بغية ابتزازهم مالياً، وإجبارهم على الترويج لأفكار الجماعة، والمساهمة في التعبئة العسكرية.

وأكدت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحملة التي تنفِّذها عناصر تابعة لما تُسمَّى دائرة «التعبئة والتحشيد» الحوثية، ومكتب الاتصالات الخاضع للجماعة، أغلقت محال الإنترنت في مديريتي الوحدة ومعين، بذريعة مخالفة التعليمات ونشر محتوى برامج وتطبيقات علمية ورياضية وترفيهية، مخالفة لما تسميه الجماعة «الهوية الإيمانية».

مقر شركة «تيليمن» المزودة الرئيسية لخدمة الاتصالات الخاضع للحوثيين في اليمن (إكس)

واشترطت الجماعة الحوثية لإعادة فتح المحال، أن يقوم مُلاكها بدفع غرامات تأديبية، وتقديم محتوى يركز على نشر «الملازم الخمينية» وخطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

واشتكى مُلاك محال إنترنت في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات ابتزاز تستهدفهم ومصادر عيشهم على أيدي مشرفين ومسلحين، يجبرونهم على نشر محتوى أُحادي يُحرِّض الشبان والمراهقين من مرتادي محال الإنترنت على الانضمام للجبهات.

ووفقاً لبعض السكان، فإن مسلحي الجماعة لم يتركوا المجال لأي مالك محل وشبكة إنترنت دون أن يستهدفوه، إما بالابتزاز والإغلاق، وإما بالإرغام على المشاركة في الترويج لأفكار الجماعة ذات المنحى الطائفي، وبث الأهازيج الحماسية بغية حشد المقاتلين.

وتتحكم الجماعة الانقلابية في اليمن بخدمة الإنترنت من خلال سيطرتها على شركة «تيليمن» المزودة الوحيدة للخدمة، وتحصل جميع شركات الهاتف الجوال -خصوصاً بمناطق سيطرتها- على الخدمة من الشركة.

استغلال عسكري

ويأتي التعسف الحوثي ضد محال الإنترنت متوازياً مع تقرير حديث صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، اتهم الجماعة باستغلال إيرادات قطاع الاتصالات في الجانب العسكري، وشراء معدات الاتصال ذات الاستخدام المزدوج.

وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي استغلت وسائل التواصل في حربها ضد اليمنيين، واستخدموا وجنَّدوا كثيراً من المشاهير في الشبكات الاجتماعية، للحديث باسم الجماعة، وتمرير أي رسائل وأجندة.

الجماعة الحوثية تستغل الاتصالات للتجسس على السكان (إعلام حوثي)

ويتزامن ذلك مع تصاعد شكاوى سكان في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين، من استمرار تردي خدمة الإنترنت بصورة غير مسبوقة، لافتين إلى أن ذلك البطء تصاعد أكثر خلال الأيام القليلة الماضية.

ولفت السكان إلى وجود مساعٍ حوثية لعزلهم عن العالم، عبر التدابير المتعاقبة التي تقوم بها الجماعة، والمتصلة بخدمة الإنترنت، سواءً من حيث إضعاف الخدمة إلى درجة كبيرة، أو رفع أسعارها بصورة متكررة.

ولا يُعد هذا الاستهداف الأول لملاك محال وشبكات الإنترنت، فقد سبق للجماعة أن استهدفت أكثر من 50 ألف شبكة إنترنت محلية في مناطق سيطرتها.