التغيرات الفسيولوجية في القلب والدم أثناء الحمل والنفاس

TT
20

التغيرات الفسيولوجية في القلب والدم أثناء الحمل والنفاس

> خلال فترة الحمل، التي تنقسم إلى ثلاث مراحل، تحصل تغيرات ديناميكية واسعة وعميقة في عمل جهاز الدورة الدموية، ما يتطلب من القلب التكيف معها بكفاءة. ويبدأ حصول معظم هذه التغيرات الديناميكية الدموية في الثلث الأول من الحمل، وتصل إلى الذروة خلال الثلث الثاني، وتستمر على نفس الوتيرة خلال الثلث الثالث من فترة الحمل، ثم تحصل تغيرات ديناميكية شديدة وعميقة خلال فترة الولادة، لتعود خلال الستة أشهر التالية للولادة نحو الاستقرار التدريجي، وصولاً للحالة الطبيعية للمرأة قبل حملها.
وتحصل هذه التغيرات نتيجة لاستجابة الجسم لحالة الحمل التي تتطلب تزويد الرحم والجنين والمشيمة بالدم، وذلك بزيادة حجم كمية الدم (Blood Volume) في جسم الحامل. وللتوضيح، يتكون الدم من جزأين: الجزء الأول هو سائل البلازما، والجزء الثاني هو مجموع كتلة خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية التي تسبح في ذلك السائل. وخلال فترة الحمل تحصل زيادة في حجم كمية الدم في جسم الحامل. وهذه الزيادة تكون بزيادة حجم كمية سائل البلازما بنسبة 50 في المائة، مقارنة بحجم هذا السائل قبل الحمل، وبزيادة عدد خلايا الدم الحمراء بنسبة 30 في المائة مقارنة بعددها في الدم قبل الحمل. ولأن هاتين الزيادتين غير متساويتين، فإن ثمة ضرورة أن تهتم الحامل بمنع إصابتها بفقر الدم، عبر زيادة تناول الأطعمة المحتوية على الحديد وتناول الحبوب الدوائية المحتوية على عنصر الحديد، والفيتامينات اللازمة لتنشيط عملية نمو الخلايا، مثل فيتامين الفوليت.
وتبعاً لتلك الزيادة في حجم الدم، وبالتوافق مع زيادة معدل نبضات قلب الحامل في الدقيقة (Heart Rate) إلى ما بين 10 إلى 15 نبضة في الدقيقة، ومع ثبات كمية الدم التي يضخها القلب في النبضة الواحدة (Stroke Volume)، تحصل زيادة في كمية الدم التي يضخها قلب الحامل خلال الدقيقة الواحدة (Cardiac Output). وهذه الزيادة تحصل بمقدار يتراوح ما بين 30 إلى 50 في المائة مقارنة بالحالة قبل الحمل. وبالتالي تتوفر في جسم الحامل القدرة على تزويد الرحم والمشيمة بالكمية اللازمة لهما من الدم، مع ضمان عدم التسبب في نقص تروية أعضاء جسم المرأة الحامل بالدم اللازم لعمل تلك الأعضاء وحياتها.
وبالتزامن مع هذه الزيادة في كمية الدم التي يضخها قلب الأم الحامل والزيادة في معدل نبض قلبها، يتكيف جسم الحامل مع حالة انخفاض مستوى «المقاومة الوعائية» (Vascular Resistance) في مشيمة الجنين داخل الرحم، عبر خفض معدل ضغط الدم في جسم الحامل بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 مليمتراً زئبقياً.
وتمثل فترة عملية الولادة فترة حرجة، تحصل فيها تغيرات قوية وعميقة في عمل القلب والجهاز الدوري، للتكيف مع متطلبات تلك المرحلة، لضمان حفظ صحة الأم ونجاح خروج الجنين بسلام. وبالتالي، ومع زيادة مستوى القلق لدى الحامل خلال عملية الولادة، وحصول كل موجة من موجات انقباضات الرحم، تحصل بالمقابل زيادة في كل من: نبض القلب، وضغط الدم، وكمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة، ومستوى المقاومة الوعائية، في جسم الأم الحامل. ثم بعد إتمام عملية الولادة وخروج الجنين والمشيمة من رحم الأم، وانكماش حجم الرحم، وحصول نزيف الولادة الطبيعي بكمية تقارب 400 مليلتر من الدم، يحتاج القلب وتحتاج الأوعية الدموية إلى التكيّف مع كل هذه المتغيرات وتبعاتها الفسيولوجية المفاجئة، ما يتطلب مراقبة الحالة الصحية للقلب والأوعية الدموية خلال تلك الفترة، وخاصة لدى الحوامل اللواتي لديهن أحد الأنواع المختلفة لأمراض القلب والأوعية الدموية. ثم يحصل تدرج في عودة الجهاز الدوري إلى سابق حاله قبل الحمل.



حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر... ما القصة؟

التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)
التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)
TT
20

حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر... ما القصة؟

التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)
التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)

قد يبدو غبار الذهب في العين علاجاً غير مألوف، لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران في الولايات المتحدة تُظهر أن هذا النهج قد يُعالج التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ومشاكل العين الأخرى، وفقاً لموقع «ساينس أليرت».

يُصيب التنكس البقعي ملايين الأشخاص حول العالم، ويزداد احتمال الإصابة به مع التقدم في السن. يُسبب تلف البقعة، الموجودة في شبكية العين التي تحتوي على خلايا مستقبلة للضوء وحساسة له، عدم وضوح الرؤية ومشاكل أخرى في النظر. على الرغم من وجود علاجات مُتاحة لإبطاء تطور التنكس البقعي المرتبط بالعمر، فإنها لا تُعالجه.

يقول جياروي ني، مهندس الطب الحيوي من جامعة براون في رود آيلاند الأميركية: «هذا نوع جديد من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب التنكس الشبكي دون الحاجة إلى جراحة مُعقدة أو تعديل جيني... نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات التنكس الشبكي».

كيف يعمل العلاج؟

تُحقن جسيمات نانوية ذهبية دقيقة للغاية، أرقّ بآلاف المرات من شعرة الإنسان، بأجسام مضادة لاستهداف خلايا عين محددة. ثم تُحقن في الحجرة الزجاجية المملوءة بالهلام بين الشبكية والعدسة.

بعد ذلك، يُستخدم جهاز ليزر صغير يعمل بالأشعة تحت الحمراء لتحفيز هذه الجسيمات النانوية وتنشيط خلايا محددة بطريقة عمل المستقبلات الضوئية نفسها. إذا نجح العلاج في الوصول إلينا نحن البشر أيضاً، فيمكن دمج هذا الليزر في نظارة طبية.

في الفئران التي جُرِّبت عليها، والمُصمَّمة خصيصاً لعلاج اضطرابات الشبكية، كانت طريقة العلاج فعّالة في استعادة البصر، جزئياً على الأقل (من الصعب إجراء فحص كامل للعين على الفأر). وقد أظهرت النتائج أن الجسيمات النانوية يمكن أن تساعد في تجاوز المستقبلات الضوئية التالفة.

يوضح ني: «أظهرنا أن الجسيمات النانوية يمكن أن تبقى في شبكية العين لأشهر دون أي سمية كبيرة... وأوضحنا أيضاً أنها قادرة على تحفيز الجهاز البصري بنجاح. وهذا أمر مُشجع جداً للتطبيقات المستقبلية».

يتشابه هذا النهج مع العلاجات الحالية للضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) والحالات ذات الصلة مثل التهاب الشبكية الصباغي. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة الجديدة أقل تدخلاً جراحياً، ولا تتطلب جراحة أو غرسات كبيرة داخل العين، كما أنها تَعِد بتغطية مجال رؤية أوسع.