> لطخة سوداء. هذا ما نراه في مطلع الأمر بكاميرا الراحل جاك هيليارد في فيلم ديفيد لين «لورانس العرب». لطخة سوداء صغيرة فوق الصحراء الذهبية الشاسعة. تنجلي بعد حين عن شكل رجل على فرسه يقترب من الكاميرا… ها هو عمر الشريف في التقديم الأول له في ذلك الفيلم.
> بعد مشاهد قليلة نراه مع ممثل آخر إلى جانبه. إنه جميل راتب. المخرج لين كان اختار الشريف لأداء شخصية الشريف علي. دور مساند أول في ذلك الفيلم البريطاني - الأميركي المشترك سنة 1962. أما جميل راتب فأسند إليه دور أصغر لشخصية خيالية اسمها ماجد.
> في المشاهدة الثانية لهذا الفيلم قبل عدة سنوات تساءلت عما كان الحال لو أن لين اختار راتب لدور الشريف علي وعمر الشريف لدور ماجد. والجواب هو أن اختيار لين عمر الشريف لذلك الدور هو اختيار مناسب للفيلم لأن الشريف كان عليه أن يمثل ما هو نقي في الشخصية العربية وهذا يتطلب، في قاموس المعالجات الدرامية المتداولة، شخصية وسيمة أيضاً. الشريف كان أكثر وسامة من راتب.
> راتب كان قصد فرنسا في الأربعينات ودرس القانون فيها، ثم بدأ التمثيل سنة 1947 بفيلم فرنسي لاعباً دوراً صغيراً جداً في فيلم هنري ديكوا «عشاق جسر سان - جان». وفيلمه العالمي الثاني تم بعد تسع سنوات لاعباً دوراً ملحوظاً في فيلم البريطاني كارول ريد «ترابيز». وهو اختير لدوره في «لورانس العرب» نسبة لحضوره الجيد في ذلك الفيلم وبضعة أفلام أوروبية أخرى قام بها.
> جميل راتب كان ممثلاً رصيناً وبعد «لورانس العرب» استمر في أدوار فرنسية غالباً ثم عرج على السينما المصرية فأثرى ما اشترك في تمثيله. سبق الشريف للأدوار العالمية وسبقه في العودة إلى الوطن.
> ثم بعد أكثر من 170 عملاً بين السينما والتلفزيون رحل وخرج في جنازته، حسبما وصل من أخبار، خمسة ممثلين فقط.
المشهد: بين جميل راتب وعمر الشريف
https://aawsat.com/home/article/1402196/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81
المشهد: بين جميل راتب وعمر الشريف
المشهد: بين جميل راتب وعمر الشريف
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة