اتفاق بوتين ـ إردوغان... جدول زمني لـ «منطقة آمنة دون سلاح وإرهاب»

تضمن اعادة طريقي الشمال السوري الى دمشق... و {الشرق الأوسط} تنشر نص اتفاق إدلب

نص ثان للاتفاق الروسي ــ التركي حول إدلب
نص ثان للاتفاق الروسي ــ التركي حول إدلب
TT

اتفاق بوتين ـ إردوغان... جدول زمني لـ «منطقة آمنة دون سلاح وإرهاب»

نص ثان للاتفاق الروسي ــ التركي حول إدلب
نص ثان للاتفاق الروسي ــ التركي حول إدلب

كشف نص مذكرة التفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان حول إدلب، الذي حصلت «الشرق الأوسط» عليه أمس، وجود برنامج زمني لإقامة منطقة «منزوعة السلاح» بعمق 15 - 20 كيلومترا شمال سوريا، وسحب السلاح الثقيل من هذه المنطقة في 10 الشهر المقبل، و«التخلص من الإرهابيين» في 15 الشهر المقبل.
كما تضمن النص إعادة «طرق نقل الترانزيت عبر الطريقين إم 4 (حلب - اللاذقية) وإم 5 (حلب - حماة) بحلول نهاية عام 2018» إلى السلطات السورية، مقابل «الإبقاء على الوضع القائم» في إدلب على ما هو عليه. وسلم ممثلا روسيا وتركيا نص الاتفاق الى الامم المتحدة في نيويورك امس.

نص مذكرة التفاهم
«جمهورية تركيا والاتحاد الروسي، باعتبارهما ضامنتي الالتزام بنظام وقف النار في الجمهورية السورية العربية، وبالاسترشاد بمذكرة إقرار مناطق خفض التصعيد داخل الجمهورية السورية العربية في 4 مايو (أيار) 2017، والترتيبات التي تحققت في عملية آستانة، وسعياً لتحقيق استقرار في الوضع داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب في أقرب وقت ممكن، اتفقتا على ما يلي:
1. الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية وستستمر في عملها.
2. سيتخذ الاتحاد الروسي جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم.
3. بناء منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 - 20 كيلومتراً.
4. إقرار الخطوط المحددة للمنطقة منزوعة السلاح عبر مزيد من المشاورات.
5. التخلص من جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية من داخل المنطقة منزوعة السلاح، بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول).
6. سحب جميع الدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة والمدفعية ومدافع الهاون الخاصة بالأطراف المتقاتلة، من داخل المنطقة منزوعة التسليح، بحلول 10 أكتوبر 2018.
7. ستقوم القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي، بدوريات منسقة وجهود مراقبة باستخدام طائرات من دون طيار، على امتداد حدود المنطقة منزوعة التسليح، إضافة إلى العمل على ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع، واستعادة الصلات التجارية والاقتصادية.
8. ستجري استعادة طرق نقل الترانزيت عبر الطريقين إم 4 (حلب - اللاذقية) وإم 5 (حلب - حماة) بحلول نهاية عام 2018.
9. اتخاذ إجراءات فاعلة لضمان إقرار نظام مستدام لوقف النار داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب. في هذا الصدد، سيجري تعزيز مهام مركز التنسيق الإيراني - الروسي - التركي المشترك.
10. يؤكد الجانبان مجدداً على عزمهما على محاربة الإرهاب داخل سوريا بجميع أشكاله وصوره.
أبرم في سوتشي في 17 سبتمبر (أيلول) 2018 في نسختين، وتحمل كلتا النسختين الإنجليزية والروسية القيمة القانونية ذاتها».
ورفضت فصائل مسلحة عدة الاتفاق أمس، ذلك أن «كلا من فصائل: حراس الدين، وأنصار التوحيد، وأنصار الدين، وأنصار الله، وتجمع الفرقان، وجند القوقاز، رفقة فصائل جهادية أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشام، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «هذه الفصائل أبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب؛ بل على النقيض من ذلك ستبقى على نقاطها لقتال الجيش (النظامي) والروس».
ولم يعلم حتى اللحظة ما إذا كانت «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تشكلت بدعم تركي نهاية يوليو (تموز)، ستتولى قتال هذه الفصائل، وخاصة بعد الشحنات الكبيرة التي أدخلت لها من تركيا على مدار ثلاثة أيام متواصلة، بدءاً من 10 سبتمبر الجاري.
وكان مصطفى السراج، المسؤول في «الجيش السوري الحر»، قد قال لـ«رويترز»، إن «اتفاق إدلب يضمن حماية المدنيين من الاستهداف المباشر، ويدفن أحلام الأسد في إعادة إنتاج نفسه وفرض كامل سيطرته» على سوريا. وقال إن منطقة إدلب ستظل في أيدي «الجيش الحر»، ما سيؤدي إلى «إجبار النظام وداعميه على البدء في عملية سياسية جدية، تفضي إلى انتقال سياسي وإنهاء حكم الأسد».
في المقابل، قال مسؤول بوزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، إن الاتفاق «مؤطر زمنياً بتوقيتات محددة» ويعتمد على «وحدة وسلامة» الأراضي السورية.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن اتفاق إدلب يمثل «اختباراً يومياً من روسيا لتركيا للوفاء بتنفيذ تعهداتها، مقابل تجنيب إدلب عملية عسكرية»، مشيرة إلى أن موسكو «ضغطت على طهران ودمشق لتأييد الاتفاق، ووقف العمليات العسكرية والهجوم على إدلب».
وإذ ستؤدي مذكرة التفاهم إلى إعادة الطريقين الرئيسيين بين اللاذقية وحلب وبين حماة وحلب إلى دمشق، توقعت المصادر أن تبقى المنطقة شمال طريق حلب - اللاذقية إلى مرحلة لاحقة؛ «بحيث تضم إلى منطقتي النفوذ التركيتين في (درع الفرات) و(غضن الزيتون)، مع نقل المعارضين للاتفاق إلى هذه المنطقة؛ بحيث يحسم مصيرها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل».

عودة نازحين
عاد آلاف النازحين إلى منازلهم في محافظة إدلب ومحيطها خلال أقل من 48 ساعة على إعلان الاتفاق الروسي التركي، الذي من شأنه تجنيب المنطقة عملية عسكرية لقوات النظام، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ومنذ بداية أغسطس (آب) الماضي، توجهت الأنظار إلى محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، مع إرسال قوات النظام التعزيزات العسكرية تلو الأخرى، تمهيداً لهجوم ضد آخر أبرز معاقل الفصائل المقاتلة.
وتسبب التصعيد في نزوح أكثر من 30 ألف شخص، قبل أن يعود الهدوء ليسيطر مجدداً على المحافظة، ويفسح المجال أمام المفاوضات الروسية – التركية، الذي أسفر عن إعلان الرئيسين بوتين وإردوغان، الاثنين، الاتفاق على مذكرة التفاهم.
وتظاهر عشرات النازحين، الثلاثاء، في مخيم قرب الحدود التركية للترحيب بالاتفاق. ورفعوا لافتات كتب عليها: «نحن أصحاب حق وحقنا العودة - ريف حماة الشمالي اللطامنة»، و«راجعين بإذن الله»، و«شكراً لإخوتنا الأتراك - أهالي مدينة اللطامنة». وطالب نازحون بضمانات للعودة إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن يسفر أي هجوم لقوات النظام على محافظة إدلب، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، عن «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحالي. ورحب علي الزعتري، المنسق المقيم للشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في دمشق «بأن يتيح الاتفاق (...) انسياب المساعدات الإنسانية وحقن دماء المدنيين».



الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.

وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.

وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

تصد للهجمات

أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.

وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.

مقاتلات «إف-35» الأميركية تمتلك قدرات حربية غير مسبوقة (أ.ب)

وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.

22 غارة

وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

طوربيد بحري استعرضه الحوثيون أخيراً زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم (إعلام حوثي)

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.