تجدد اقتحامات المستوطنين للأقصى وإغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل

الخارجية الفلسطينية تنتقد الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي

جنازة أحمد عمر الذي قتلته قوات الاحتلال خلال احتجاجات سلمية قرب معبر بيت حانون/إيرز شمال غزة (أ.ف.ب)
جنازة أحمد عمر الذي قتلته قوات الاحتلال خلال احتجاجات سلمية قرب معبر بيت حانون/إيرز شمال غزة (أ.ف.ب)
TT

تجدد اقتحامات المستوطنين للأقصى وإغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل

جنازة أحمد عمر الذي قتلته قوات الاحتلال خلال احتجاجات سلمية قرب معبر بيت حانون/إيرز شمال غزة (أ.ف.ب)
جنازة أحمد عمر الذي قتلته قوات الاحتلال خلال احتجاجات سلمية قرب معبر بيت حانون/إيرز شمال غزة (أ.ف.ب)

اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى مجددا، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية، مستغلين الاحتفالات اليهودية بيوم «الغفران».
وقال فراس الدبس، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 40 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، في الوقت الذي جرى فيه التضييق على دخول المصلين.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية، مصلين من الوصول إلى الأقصى، بمن فيهم موظف لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية حسام سدر، ورئيسة شعبة الحارسات في المسجد، زينات أبو صبيح، التي سلموها أمر استدعاء للتحقيق، في مركز شرطة الاحتلال في المدينة.
وحولت إسرائيل القدس إلى ثكنة عسكرية أمس مع الاحتفال بيوم الغفران.
وانتشرت الشرطة في المدينة وكثفت وجودها في البلدة القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى.
والاقتحام الجديد جاء بعد يوم من اقتحام أوسع شهد مواجهات وإصابات واعتقالات، وبعد قتل إسرائيلي فلسطينيا في منطقة باب العامود في المدينة، بدعوى محاولة تنفيذ عملية طعن.
وكانت قوات من شرطة الاحتلال أطلقت النار على محمد يوسف شعبان عليان (26 عاما) من مخيم قلنديا، فقتل على الفور.
وقال متحدث باسم الشرطة، إنه تم «تحييد» المهاجم الذي وجد في القدس «بشكل غير قانوني، بسبب حظر الدخول على الفلسطينيين خلال العيد اليهودي».
وأغلقت إسرائيل الضفة وغزة بمناسبة يوم الغفران منذ الاثنين ويستمر الإغلاق حتى فجر الخميس.
وقتل الشاب في القدس، فيما قتلت إسرائيل اثنين في قطاع غزة، ليرتفع عدد الذين قتلتهم إلى 6 خلال يومين.
وعم الإضراب التجاري الشامل، أمس، منطقة شمال القدس المحتلة، حدادا على روح عليان.
وكانت القوى والمؤسسات والفعاليات العاملة في مخيم قلنديا أعلنت عن إضراب شامل اليوم في منطقة مخيم قلنديا والأحياء المتاخمة والمجاورة لها.
وبمناسبة العيد، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، جميع أروقة وساحات الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المصلين.
وقال مدير ورئيس سدنة الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو إسنينة، إن سلطات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي بالكامل وأباحت للمستوطنين الاحتفال بالعيد في الحرم وباحاته.
وأعلنت إسرائيل إغلاق الحرم يومي الثلاثاء والأربعاء لمقبلين كذلك، بدعوى الاحتفال بـ«عيد العرش»، ويوم السبت الموافق 27-10 بدعوى الاحتفال بعيد «سبت سارة».
ووقعت مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من مدرسة النهضة الأساسية للبنين، ومحيط مدرسة طارق بن زياد الثانوية، في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل التي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية. وقال مدير مدرسة النهضة للبنين روحي الزرو، إن قوات ودوريات راجلة من جنود الاحتلال استفزت الطلاب قبل دخولهم ساحة المدرسة، ما أدى إلى وقوع مواجهات استخدم خلالها الجنود قنابل الصوت والغاز السام ضد الطلاب، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق وهلع، ما ساهم في إرباك اليوم الدراسي وسير العملية التعليمية في المدرستين.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان: «سياسة القتل والقمع الوحشي والبلطجة التي ترتكبها دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة وعصابات المستوطنين وميليشياتها المسلحة، يومياً ضد أبناء شعبنا في طول البلاد وعرضها، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع».
وتطرقت الخارجية إلى قتل ستة مواطنين فلسطينيين عُزل، بمن فيهم محمد الريماوي الذي ضربته قوات الاحتلال حتى الموت أثناء اعتقاله، إضافة إلى مواصلة «ميليشيات المستوطنين المسلحة سرقة أراضي المواطنين»، واستباحة آلاف المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وقيامهم بأداء صلوات وطقوس تلمودية في باحاته، ناهيك عن مواصلة «حملة المداهمات والاجتياحات للمناطق الفلسطينية، والاعتقالات للمواطنين الفلسطينيين بالجملة، وسط تدابير وإجراءات قمعية وتنكيلية وإغلاق لمداخل الكثير من المدن والقرى والمخيمات».
وأكدت الوزارة أن «هذه الحالة الوصفية التي قد تزداد أو تقل قليلاً تتكرر يومياً، وتعكس كيف يعيش الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال، فحياته ليست آمنة، وبيته ليس آمناً وكذلك أرضه ومقدساته وممتلكاته واقتصادياته وأبناؤه أيضاً، ومستقبله ليس آمنا».
وتساءلت الخارجية أهكذا يريد المجتمع الدولي لشعبنا وأجياله أن يعيش؟ وهل يمكن ضبط وقع ردود فعل الشباب الفلسطيني ومجتمعنا حيال هذه الفاشية الإسرائيلية المُتصاعدة، في ظل غياب كامل للمجتمع الدولي، وتقاعسه غير المبرر سواء في تحمل مسؤولياته أو في ردود فعله أياً كانت؟ هل وصل المجتمع الدولي لدرجة القبول بالأمر الواقع الذي يفرضه الاحتلال بالقوة؟ وهل أصبح مصير ومستقبل وأمن شعبنا في يد غلاة المستوطنين وعنصريتهم وكراهية وحقد جنود الاحتلال بمباركة دولية؟ هل استسلم العالم للاحتلال وجرائمه معبراً بذلك عن عجزه وفشله في تحمل مسؤولياته؟
وأكدت الخارجية أن هذا وضع معيب للعالم وغير مقبول بكافة المعايير ومرفوض جملة وتفصيلاً.
وحذرت من مخاطر عدم اهتمام ولا مبالاة المجتمع الدولي تجاه التصعيد الإسرائيلي الخطير، مضيفة: «إذا لم ينتبه المجتمع الدولي لتلك المخاطر وتداعياتها، فقد نجد أنفسنا أمام أكبر ظاهرة تطهير عرقي في العصر الحديث تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي، دولة الأبرتهايد على مرأى من المجتمع الدولي الذي لم يتهاون فقط، وإنما تهادن مع الاحتلال وتقبل جرائمه التي هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.