150 معمماً حوثياً يجوبون مدارس صنعاء لتجنيد الطلبة

الميليشيات نظمت فعاليات طائفية مختلفة في مديريات العاصمة المحتلة

TT

150 معمماً حوثياً يجوبون مدارس صنعاء لتجنيد الطلبة

أفادت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات الحوثية كلفت 150 معمماً من أتباعها الطائفيين لتجنيد طلبة المدارس من خلال المحاضرات والدروس المعتمدة على «الملازم الخمينية» للجماعة.
جاء ذلك في الوقت الذي تستمر فيه الجماعة في إحياء عشرات الفعاليات الطائفية المختلفة في مديريات العاصمة صنعاء في سياق السعي لعملية التعبئة للعسكريين السابقين واستقطاب مجندين جدد للدفع بهم إلى جبهات الساحل الغربي وصعدة. ويرجح مراقبون عسكريون أن الميليشيات الحوثية باتت تعاني نقصا حادا في عناصرها جراء الهزائم المتلاحقة التي منيت بها على أطراف مدينة الحديدة وفي معقلها الرئيسي على جبهات محافظة صعدة حيث تقترب القوات الحكومية من مسقط رأس مؤسسها في منطقة مران جنوب غربي المحافظة الحدودية. وذكرت المصادر أن القيادي في الجماعة ومحافظها في أمانة العاصمة حمود عباد يشرف شخصيا على عملية التحشيد والتجنيد في أوساط طلبة المدارس مع بداية العام الدراسي الذي تسعى الجماعة خلاله لاستقطاب مزيد من المجندين تحت السن القانونية.
وكان قادة الجماعة في صنعاء أطلقوا قبل أيام حملة للتعبئة العامة وتحشيد المجندين بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء، في رسالة فهم المراقبون منها إصرار الجماعة على إطالة أمد الحرب ورفض الانصياع لمساعي السلام.
وذكرت المصادر التربوية أن الجماعة اختارت 150 معمما من أتباعها الطائفيين، وأمرتهم بالانتشار في مدارس العاصمة لمدة 15 يوما لإلقاء المحاضرات في الفصول الدراسية وأثناء طابور الصباح لإقناع الطلبة بترك مدارسهم والالتحاق بخنادق الموت الحوثية في جبهات القتال.
وأفادت المصادر بأن القيادي الحوثي حمود عباد، عقد في صنعاء أمس اجتماعا للقيادات المحلية الخاضعة للجماعة في مديريتي شعوب والثورة من أجل قياس أثر حملات التحشيد التي أطلقتها الجماعة بإسناد من قادتها ومشرفيها وعقال الحارات الخاضعين لها وخطباء المساجد.
وكشفت المصادر أن قادة الجماعة الحاضرين في الاجتماع، ومن ضمنهم علي السقاف وعلي القفري وقناف المراني وعبد الكريم الحوثي ومحمد الشامي شددوا على ضرورة أن يتمكن معممو الجماعة من حشد 100 طالب على الأقل من كل مدرسة حكومية في صنعاء.
وأقر الاجتماع الحوثي بحسب المصادر «تنفيذ برامج الحملة الطائفية للتجنيد في المدارس عبر الإذاعة المدرسية من خلال طابور الصباح إلى جانب إقامة عدد من الأنشطة الثقافية المختلفة». وفي ظل هذه المساعي الحثيثة للجماعة من أجل تحويل المدارس إلى مراكز للاستقطاب، ندد أولياء أمور ومعلمون غير موالين للجماعة تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» بالسلوك الحوثي وعدّوه «جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الجماعة بحق اليمنيين والأطفال القصّر».
وطالب أولياء الأمور الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل السريع من أجل حماية طلبة صنعاء ووضع حد لحملات التجنيد الحوثية في صفوفهم وتوفير بيئة آمنة لهم من أجل الحصول على حقهم في التعليم.
وكانت تقارير حقوقية يمنية وأخرى دولية أشارت إلى أن أكثر من ثلث مقاتلي الميليشيات الحوثية هم من صغار السن وطلبة المدارس دون سن الـ18، وهي من الجرائم الإنسانية المرتكبة أثناء الحروب.
إلى ذلك، ذكرت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية أن حملات التحشيد الطائفية ستستمر 15 يوما «في المساجد والمدارس والتجمعات والفعاليات الرسمية والشعبية والمجتمعية، بهدف حشد المجندين وتسيير القوافل البشرية والغذائية دعما لجبهات القتال وبالأخص جبهات الساحل الغربي».
وكانت الجماعة الحوثية نفذت خلال العام الماضي حملات تجنيد واستقطاب لطلبة المدارس ونزلاء دور الأيتام ومرتادي المساجد بشكل غير معلن، غير أنها هذا العام أمرت قادتها رسميا بتكثيف الحملات وتسخير كل الإمكانات من أجل إنجاحها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.