خبراء يستعرضون الجرائم البيئية للميليشيات في اليمن

TT

خبراء يستعرضون الجرائم البيئية للميليشيات في اليمن

باتت ممارسة الحوثيين في اليمن، أقرب إلى أسلوب الأرض المحروقة في المعارك. وأقرب الأمثلة التي تلخص هذه الحالة تكاثر الأوبئة والأمراض؛ حيث تم استهداف البنية التحتية بأسلوب ممنهج، مما تسبب في النقص الحاد في المياه، وغيرها من الاحتياجات المعيشية.
تقرير يمني في مجلس حقوق الإنسان العالمي في جنيف، تطرق إلى هذه المسألة، وشارك في الحديث عنه ماري تيراز بيكيت، سفيرة فرسان مالطة، وسينتيا بلولان، ممثلة الجمعية الدولية للمياه، وعصمان الحاجي، ممثل منظمة «إيوس بريمي» الدولية.
وقال عصمان الحاجي، إن هناك حاجة للعمل والتضامن والمشاركة في توفير المياه للجميع، وإن المنظمة التي يمثلها تهدف إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان في كل مكان، دون أي تمييز على حسب الديانة أو اللون أو العرق؛ حيث لكل شخص الحق في الحصول على المياه لاستخداماته واحتياجاته الشخصية دون قيود، بحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ لكنه أَسِف لأن هناك الكثير لا يحصلون على المياه العذبة.
وتحدثت ماري تيراز بيكيت، سفيرة فرسان مالطا، عن مساعدة اللاجئين والنازحين للحصول على حقهم في المياه، مستعرضة جوانب من لقائها بالمقررة الخاصة بالحق في الحصول على المياه الأسبوع الماضي، والنقاش الذي دار حول حق اللاجئين والنازحين في الحصول على المياه.
وشرحت سينتيا بلولان الهدف النهائي الذي تعمل من أجله الجمعية الدولية للمياه حسب وصفها، وهو تحقيق حوكمة المياه والصرف الصحي لكل الناس، منوهة إلى أن هناك اعترافاً دولياً بهذا الحق وهو يتنامى يومياً، مع ازدياد النزاعات المسلحة حول العالم، الأمر الذي يتسبب في أزمات مياه، ويخلق صراعات جديدة حول المياه بين السكان الأصليين والمهاجرين.
وتناولت الندوة من خلال ورقتي عمل قدمهما الناشطان هاني الأسودي وهدى الصراري، أحد أوجه الكارثة الإنسانية في اليمن، والمتمثلة في الأزمة الخانقة للمياه، حيث ذكر الأسودي أن اليمن من أكثر الدول هشاشة في أمن المياه، ومن المتوقع أن تنضب طبقات المياه الجوفية في أقل من عام من الزمن نتيجة الاستخدام المفرط.
وتقدر مصادر المياه المتجددة في اليمن بـ3.4 مليار متر مكعب في السنة الواحدة، ويتم تغذية 9 مليون متر مكعب منها من المياه الجوفية، ما يؤدي إلى تناقص مستويات المياه الجوفية، مع عدم إعادة شحنها بسبب مواسم الجفاف.
وأكدت الصراري أن ميليشيات الحوثي استهدفت خزانات وشبكة المياه، ما أدى إلى قطعها عن معظم أحياء المحافظة، حيث تمركزت الميليشيات في منشآت مائية، ما أدى إلى تعرضها لأضرار تسببت في عدم حصول السكان على المياه، ولجأ المواطنون في المديريات المتضررة إلى النزوح إلى مديريات غير متضررة، ما أدى إلى حدوث ضغط في الحصول على المياه على سكان هذه المديريات، وتعرضت إلى ما تشهده مدينة الحديدة من أزمة مائية، بسبب استخدام المنشآت كثكنات عسكرية، وحفر الخنادق داخل شوارع المدينة.
وذكر الأسودي أن الحرب التي تسببت في تشريد السكان وأضرت بالبنية التحتية، ونفاد المياه في 9 مدن يمنية في عام 2017، تسبب في انتشار عدد من الأمراض والأوبئة، وبحسب الصليب الأحمر فإن 15 مليون يمني يعانون للحصول على مياه نظيفة، وأن 90 في المائة من سكان البلاد يعتمدون على خزانات خاصة وصهاريج للحصول على المياه. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي قصفت خزانات المياه، واستهدفت البنية التحتية لشبكات المياه في المدن اليمنية، وأنها استخدمت هذه الأساليب للانتقام من السكان المدنيين، كما حدث في مدينة عدن وفي تعز والحديدة؛ حيث لجأت هذه الميليشيا لمعاقبة خصومها والسكان المدنيين بقطع المياه عنهم. وقالت هدى الصراري أن ثمن المياه ارتفع منذ عام 2015 ثلاثة أضعاف؛ في حين يعاني اليمن من نقص حاد في الوقود أدى إلى ارتفاع أسعار المياه وصعوبة الحصول عليه. ونقلت عن الصندوق الإنمائي للأمم المتحدة أن هناك سحباً كبيراً للمياه مقابل عدم تجدد مصادر هذه المياه.
وتحدثت عن الأزمات المائية التي تسبب فيها اجتياح الميليشيات الحوثية لمدينة عدن وحصارها مدينة تعز، ففي تعز توقفت مؤسسة المياه عن ضخ المياه إلى المنازل منذ بدء الحرب، ما اضطر الأطفال إلى جلب المياه من المساجد أو خزانات وضعت في الشوارع من قبل فاعلي خير، وهو ما يعرضهم لمخاطر التعرض لنيران القناصة أو شظايا القذائف.
وطالبت في ختام ورقتها بعدم استهداف مؤسسات وشبكات وخزانات المياه والصرف الصحي، ووفاء المجتمع الدولي بالتزاماته الإغاثية لليمن، وتجريم ممارسات الميليشيات الحوثية بقطع المياه وحصار المدن وتجويعها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.