عون: لبنان ليس على طريق الإفلاس

TT

عون: لبنان ليس على طريق الإفلاس

حذّر الرئيس اللبناني ميشال عون من مخاطر المضي في إشاعة أجواء سلبية عن الوضع الاقتصادي وبث إشاعات تضر بلبنان، مؤكدا أن الليرة اللبنانية ليست في خطر ولبنان ليس على طريق الإفلاس من دون أن ينفي أن هناك أزمة اقتصادية.
وجاء كلام عون خلال استقباله أمس وفدا من أندية «الليونز» برئاسة حاكم المنطقة 351 التي تضم لبنان والأردن وفلسطين والعراق المهندس إيلي زينون، وذلك لشكر رئيس الجمهورية على رعايته حفل التسليم والتسلم الذي أقيم أخيرا ولعرض النشاطات الإنسانية والبرامج المقررة للعام 2018. وفي كلمة له، أثنى عون على نشاطات «الليونز» وقال: «نحن في العالم العربي أصبحنا جميعا شهداء أحياء، وقد طاولت شظايا الحروب في المنطقة لبنان عبر الإرهاب والخلايا النائمة. ونشكر الله أننا نجحنا في ترسيخ الأمن الداخلي وحصنّا حدودنا، ونحن في مرحلة العناية بالأمن الاقتصادي بعدما ورثنا أعباء اقتصادية كثيرة. وقد وضعنا خطة اقتصادية، إلا أن هناك جوا يتم تعميمه ومفاده أن الوضع الاقتصادي على شفير الهاوية. وهذا غير صحيح ومسيء».
وأضاف: «لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الإفلاس. الوضع الاقتصادي صعب ولكن ما ينشر من شائعات يضر بلبنان. نحن لا ننكر أن هناك أزمة، إلا أننا نقوم بمعالجتها من خلال إقرار الموازنات الأمر الذي لم يحصل منذ قرابة 11 سنة، كما من خلال الخطة الاقتصادية التي توصلنا إليها ومن خلال مؤتمر (سيدر). لقد أتينا للقيام بعملية إنقاذ وإنني أطمئن المواطنين، وأحذّر من مخاطر المضي بحملات التيئيس والحالات النفسية الضاغطة».
وأشار عون إلى «أن ثمة جهات سياسية تعمل على بث الشائعات في مواجهة الخطوات الإصلاحية التي بدأ القيام بها»، مؤكدا أن التحقيقات مستمرة في كل المخالفات التي تضع أجهزة الرقابة يدها عليها، وأن ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي أخيرا هو موضع تحقيق وسيتم تحديد المسؤوليات، وكذلك الأمر فيما يتصل بالمخالفات المالية التي يتم الكشف عنها».
وقال: «علينا أن نكون شعبا مقاوما لليأس. لقد قاومنا من أجل حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، واليوم علينا أن نقاوم من أجل إنقاذ وطننا».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».