موجز أخبار

TT

موجز أخبار

«هيومان رايتس ووتش»: على الأمم المتحدة التحقيق بشأن الانتهاكات ضد الروهينغا

يانغون - «الشرق الأوسط»: قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أمس (الأربعاء) إنه على الأمم المتحدة أن تقوم بصورة عاجلة بجمع الأدلة على وقوع أعمال إبادة جماعية في ميانمار، عقب أن أثبتت لجان محلية عدم قدرتها على تحديد المسؤولين. وقد خلص تقرير تقصي حقائق تم تسليمه لمجلس حقوق الإنسان الدولي الثلاثاء إلى أن 10 آلاف شخص على الأقل قتلوا كما تم تدمير أكثر من 37 ألف منزل، بعد أن شنَّت القوات الأمنية في ميانمار هجوماً على أقلية الروهينغا المسلمة في أغسطس (آب) 2017. وقال براد آدامز، مدير قطاع آسيا بمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، إنه على الأمم المتحدة التحرك الآن للحفاظ على الأدلة. وأضاف: «على المجلس عدم الانتظار لأحدث لجنة في البلاد، التي يبدو أنها تهدف لإضعاف الدعوات الدولية للتحرك». وكانت المتحدث باسم الحكومة زاو هتاي قد قال الشهر الماضي إنه تم تشكيل «لجنة استجواب مستقلة» للتحقيق في الانتهاكات الحقوقية، والردّ على الادعاءات الخاطئة التي تطلقها وكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى.

فنزويلا ستصدّر مليون برميل من النفط يومياً إلى الصين

كراكاس - «الشرق الأوسط»: أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن كراكاس ستقوم بتصدير مليون برميل يومياً إلى الصين، إثر زيارة رسمية إليها. وقال الرئيس الفنزويلي في لقاء مع صحافيين استعرض فيه نتائج زيارته للصين التي استمرت من الخميس إلى السبت، إنه تم الاتفاق على «رفع الصادرات النفطية إلى الصين إلى مليون برميل. مليون برميل للصين وحدها». ولم يوضح الرئيس الفنزويلي حجم مساهمة بكين في المشروع لكنه قدر قيمة استثمارات البلدين بنحو خمسة مليارات دولار. وقال إن الهدف هو التوصل إلى هذا المستوى من الصادرات بحلول أغسطس (آب) 2019. وأضاف: «حساباتي تعتمد على أنه علينا استثمار نحو خمسة مليارات دولار». وفي 2017، أرسلت كراكاس ما معدله 700 ألف برميل يومياً إلى الصين حسب تقديرات الخبراء. وبكين من الحلفاء والدائنين الرئيسيين لفنزويلا التي حصلت على قروض بقيمة 62 ملياراً من الصين في السنوات العشر الأخيرة، خصوصا مقابل النفط. ولا تزال فنزويلا مدينة لبكين بعشرين مليار دولار. وفي 2016 وفي أوج الأزمة الفنزويلية، خففت الصين من شروط سداد هذا الدين. وتملك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي في العالم ويؤمن لها قطاعها النفطي 96 في المائة من عائداتها.

الاتحاد الأفريقي ينتقد سالفيني لتشبيهه المهاجرين الأفارقة بـ«الرقيق»

روما - «الشرق الأوسط»: رد وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، أمس (الأربعاء) على طلب الاتحاد الأفريقي في أن يتراجع الوزير المنتمي لليمين المتطرف عن تعليقات «مهينة» شبَّه فيها على ما يبدو المهاجرين الأفارقة بـ«الرقيق»، قائلاً إن تصريحاته أسيء فهمها. وجاء في بيان: «الاتحاد الأفريقي يطلب من نائب رئيس الوزراء الإيطالي سحب تصريحه المهين بشأن المهاجرين الأفارقة». كما حث الاتحاد الأفريقي إيطاليا على «تقليد ودعم الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل إسبانيا، التي قدمت الدعم والحماية للمهاجرين الذين يعانون من محنة، بغض النظر عن أصلهم ووضعهم القانوني، قبل تحديد وضعهم». وأدلى سالفيني بتصريحه خلال مؤتمر للاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي عندما انتقد نظيره في لوكسمبورغ، جان أسيلبورن، لقوله إن أوروبا بحاجة إلى مهاجرين لتعويض سكانها المتقدمين في السن. وقال سالفيني في فيينا: «ربما في لوكسمبورغ توجد هذه الحاجة، في إيطاليا نشعر بالحاجة إلى مساعدة أبنائنا ليكون لديهم أطفال آخرين، وليس ليكون لديهم عبيد (أفارقة) جدد ليحلوا محل الأطفال الذين لم يعد يتم إنجابهم». ومع الاستماع للتصريحات من خلال المترجمين، قام أسيلبورن بمقاطعة نظيره الإيطالي، المرتبك بوضوح، لتذكيره بأن لوكسمبورغ استضافت تاريخياً كثيراً من المهاجرين الإيطاليين، وأنهى تعليقه الغاضب بالقول بالفرنسية: «عليك اللعنة».

السلطات الاتحادية الروسية تدعو إلى إلغاء نتيجة انتخابات محلية

موسكو - «الشرق الأوسط»: طالبت سلطة الانتخابات الاتحادية الروسية، أمس (الأربعاء)، بإلغاء انتخابات حاكم ولاية في أقصى شرق البلاد، ودعت إلى إعادتها في غضون ثلاثة أشهر. وكان المرشح أندريه إيشينكو، عن «الحزب الشيوعي» قد زعم حدوث تزوير بعد تحول تقدمه الطفيف على مرشح حزب «روسيا الموحدة» أندريه تاراسينكو إلى خسارة خلال عملية الفرز. تجدر الإشارة إلى أن الحزب الشيوعي هو ثاني أقوى حزب سياسي في البلاد، بعد حزب «روسيا الموحدة» الموالي للرئاسة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن الهيئة الاتحادية القول في بيان: «نوصي مفوضية الانتخابات بمنطقة بريموري باعتبار انتخابات حاكم الولاية باطلة وملغاة». ونقل البيان عن رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات إيلا بامفيلوفا القول: «اليوم من المستحيل تحديد على وجه اليقين لمن كانت الأصوات». وأعلن إيشينكو أنه سيبدأ إضراباً عن الطعام، ونشر في اليوم التالي مقطع فيديو وهو يقوم بشي سمكة، وكتب تعليقاً توضيحياً: «الإضراب عن الطعام مستحيل بالتأكيد. أحتاج إلى قوتي».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟