أعلنت مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمصر، أمس، عن توصل باحثة من المدينة إلى آلية تسهم في تفادي انتكاسات ما بعد العلاج بدواء «سوفالدي» المستخدم مع المصابين بفيروس «سي».
وتوصلت الباحثة لهذه الآلية بعد دراسة استمرت 3 سنوات، تحت إشراف الدكتور شريف الخميسي، مدير مركز علوم الجينوم بمدينة زويل، وبالتعاون مع الدكتور جعفر رجب، أستاذ الطب بجامعة القاهرة، وتم تمويل الدراسة جزئياً من قِبل الحكومة المصرية.
وقالت الباحثة ولاء رمضان علام، طالبة الدكتوراه بمركز علوم الجينوم بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، لـ«الشرق الأوسط»، إن الدراسة أُجريت على مرضى مصابين بالفيروس، وكنتيجة للإصابة به يعانون من مرض مناعي يعرف باسم «الجلومينيات المتجمدة»، أو الالتهاب الوعائي المرتبط بـ«الكرايوجلوبيولينات».
وينتج هذا المرض نتيجة الإصابة بفيروس سي، الذي يقوم بتنشيط خلايا مناعية، وقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم بسرطان الأنسجة الليمفاوي، وقد تلقى هؤلاء المرضي علاج «سوفالدي»، وأثبتت الدراسة نجاح العلاج، ولكن غالبية المرضي كانوا يعانون من مضاعفات مناعية ونشاط مرتفع للخلايا البائية وتلف الحمض النووي وكذلك ارتفاع نشاط بروتينات عدم الاستقرار الجيني، حتى بعد الانتهاء من العلاج، مما قد يؤدي إلى إصابتهم بمرض السرطان بعد الشفاء من الفيروس.
ورغم نجاح العلاج بـ«سوفالدي» في القضاء على الفيروس، فإن المتابعة الطويلة لهؤلاء المرضى أظهرت استمرار معاناتهم من تنشيط العوامل المرتبطة بالخلايا البائية، وتلف الحمض النووي، ونشاط عوامل عدم الاستقرار الجيني، مقارنةً بمستوياتها قبل العلاج، وقد يكون ذلك تفسيراً لاستمرار معاناة المرضى من مضاعفات الإصابة بالجلومينيات المتجمدة، مما يسهم في حدوث الانتكاسات المناعية أو الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الكبد.
وتوصلت الباحثة لهذه النتيجة بعد دراسة الدلالات الجينية للمرضى، وهي دراسة تُجرى لأول مرة في العالم، وتم نشرها في دورية تابعة لـ«The Lancet» الشهيرة في تعاون مشترك مع دورية «Cell».
ومن خلال هذه النتيجة توصلت الباحثة إلى آلية يمكن أن تسهم في تفادي انتكاسات ما بعد العلاج، وهي إعطاء المرضى بعد الشفاء من المرض أدوية تثبيط بروتينات عدم الاستقرار الجيني للتخفيف من وطأة هذه المضاعفات، والخطوة التالية التي ستسعى إليها الباحثة هي دراسة المكون الجيني لدى المرضى، لمعرفة مدى مساهمته في حدوث انتكاسات ما بعد العلاج.
وشدد الدكتور شريف الخميسي مدير مركز علوم الجينوم، على فعالية «سوفالدي» التي أثبتتها الدراسة، مشيراً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها محاولة من مدينة زويل للسيطرة على المرض من خلال الاتجاه العالمي نحو ما يعرف بـ«العلاج الشخصي».
وكانت اتهامات قد لاحقت «سوفالدي» بأنه يسبب مضاعفات لدى المرضى، قد تصل إلى الإصابة بالسرطان، وهو الأمر الذي نفته وزارة الصحة المصرية في بيان أصدرته في شهر مايو (أيار) الماضي.
اكتشاف آلية لتفادي مضاعفات ما بعد علاج «فيروس سي»
اكتشاف آلية لتفادي مضاعفات ما بعد علاج «فيروس سي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة