دراسة تشير إلى ارتباط بين التلوث والخرف

دراسة تشير إلى ارتباط بين التلوث والخرف
TT

دراسة تشير إلى ارتباط بين التلوث والخرف

دراسة تشير إلى ارتباط بين التلوث والخرف

أشارت دراسة علمية حديثة إلى احتمال ارتباط تلوث الهواء بمخاطر الإصابة بالخرف. وخلصت الدراسة، التي أجريت في لندن ونشرت في دورية «بي إم جيه أوبن»، إلى وجود صلة ما تربط بين الانتكاس العصبي والتعرض لثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات المجهرية المعروفة باسم «بي إم 2.5»، وفق ما كشفت صحيفة الـ«تايمز» البريطانية أمس. ووصفت «مؤسسة أبحاث ألزهايمر» في المملكة المتحدة الأمر بأنه «مجال متنام من الأبحاث»، ولكنها قالت إنه ينبغي توخي الحذر في التعامل مع النتائج وتبنيها.
واستخدم الباحثون من جامعة لندن، وكلية «إمبريال»، وكلية «الملك» في لندن، السجلات الطبية لمرضى مجهولي الهوية من قاعدة بيانات أبحاث الممارسات الإكلينيكية، التي تجمع البيانات من ممارسات الأطباء غير الاختصاصيين (الممارس العام).
وجرى تتبع الحالة الصحية للمرضى على مدى نحو 7 سنوات في المتوسط. وركزت الأبحاث على 131 ألف مريض تتراوح أعمارهم بين 50 و79 عاما في عام 2004، من الذين لم يتم تشخيص حالتهم بالخرف، والمسجلين في 75 ممارسة عامة ضمن «إم25».
وجرى تتبع الحالة الصحية لهؤلاء المرضى على مدى 7 سنوات حتى تم تشخيص حالتهم بالخرف، أو وافتهم المنية، أو تركوا العلاج على أيدي الممارس العام.
بين عام 2005 و2013، تم تشخيص ما مجموعه 2181 مريضا (بنسبة 1.7 في المائة) بالإصابة بالخرف، و39 في المائة منهم بالإصابة بألزهايمر، و29 في المائة منهم بالإصابة بالخرف الوعائي.
ووجد الباحثون أن هذه التشخيصات ترتبط بالمستويات المحيطة من غاز ثاني أكسيد النيتروجين، و«بي إم 2.5»، بناء على التقديرات المستمدة بالقرب من منازل هؤلاء المرضى في عام 2004.
وقال الباحثون إن أولئك الذين يعيشون في المناطق التي يوجد فيها خامس أعلى مستوى من ثاني أكسيد النيتروجين لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 40 في المائة لتشخيص الإصابة بالخرف، مقارنة مع أولئك الذين يعيشون في المناطق التي سجلت فيها أدنى مستويات وجود الغاز نفسه. ولوحظت زيادة مماثلة في ما يتعلق بالجسيمات المجهرية المعروفة باسم «بي إم 2.5»، كما قال الباحثون.
ولا يمكن تفسير الصلة بواسطة العوامل المعروفة للتأثير على تطور الحالة الصحية، ولكن الروابط كانت أكثر اتساقا بالنسبة لمرض ألزهايمر بأكثر من مرض الخرف الوعائي.
وقال مؤلفو الدراسة: «مع احتمالات أن تكون الأعباء العالمية لمرض الخرف كبيرة، هناك حاجة ماسة لمزيد من العمل في أبحاث علم الأوبئة للتأكيد على النتائج الحديثة وتفهمها بصورة أفضل من حيث ارتباط تلوث الهواء بمرض الخرف».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».