عالم الديجيتال واقع العصر الجديد

فنجان قهوة مع ستيفاني فير رئيسة مجلس منظمة الموضة بلندن

ستيفاني فير -  من عرض فيودور غولان  -  من عرض التونسية أنيسة عايدة
ستيفاني فير - من عرض فيودور غولان - من عرض التونسية أنيسة عايدة
TT

عالم الديجيتال واقع العصر الجديد

ستيفاني فير -  من عرض فيودور غولان  -  من عرض التونسية أنيسة عايدة
ستيفاني فير - من عرض فيودور غولان - من عرض التونسية أنيسة عايدة

لم تحلم ستيفاني فير بدخول عالم الموضة، ومع ذلك دخلته من أوسع الأبواب لتصبح واحدة من أكثر المؤثرات فيه. فقد خلفت هذا العام ناتالي ماسيني في رئاسة مجلس منظمة الموضة إلى جانب حفاظها على دورها رئيس قسم الاستراتيجيات في «فارفيتش» وشركات أخرى.
تخرجت ستيفاني من قسم الفلسفة والسياسة والاقتصاد من جامعة أكسفورد في عام 1999، ثم مارست الصحافة في نيويورك بمحض الصدفة. كانت الفكرة أن تتدرب لبضعة أشهر فقط، لتعود بعدها إلى مسقط رأسها، إلا أن الأشهر تحولت إلى سنوات إلى حد جعل الكل يعتقد أن الموضة قد استهوتها كلياً. في نيويورك، عملت في وكالة علاقات عامة ثم مع دار «إيسي مياكي» كما مع مجلة «فوغ». كان بإمكانها أن تبقى في المجلة للأبد، لكنها قضت فيها ثلاث سنوات فقط، عادت بعدها إلى لندن في عام 2008. سبب العودة كان الزواج من جهة، والمساعدة في إطلاق موقع «نيت أبورتيه» الشهير مع ناتالي ماسيني، ثم موقع «ذي آوتنيت». لا تُخفي أن ميولها ليست صحافية، فهي تميل إلى جانب إدارة الأعمال أكثر. وطبعاً كأصغر من يتولى رئاسة مجلس منظمة الموضة البريطانية حتى الآن (39 عاماً فقط)، إضافة إلى أنها برهنت على نجاحها في إدارة الأعمال والتكنولوجيا، فإن الآمال معقودة عليها لتأخذ أسبوع لندن للموضة إلى مرحلة جديدة تحفظ له مكانته العالمية، خصوصاً في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية. فصناعة الموضة البريطانية تمر بفترة حرجة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد؛ الأمر الذي سيترتب عليه تحديات كثيرة بحكم أن أغلب المصممين من جنسيات مختلفة. عن هذه التحديات والتغيرات والآمال، كانت لنا هذه الدردشة الجانبية مع ستيفاني فير خلال أسبوع لندن، وكانت هذه الحصيلة:
- بدايةً، أنا في غاية السعادة بالتحاقي بمنظمة الموضة البريطانية. فهذا يعني أني سأعمل مع شخصيات مُلهمة بكل المقاييس. ولا أخفيك أن من بين أهدافي أن أضع بصمتي وأخلف إرثاً يوازي ذلك الذي خلفته ناتالي ماسيني، التي ترأست المنظمة لخمس سنوات. هذه الفترة مثيرة جداً، بالنظر إلى التغيرات الكثيرة التي تشهدها صناعة الموضة. ربما هي تدعو للقلق، لكني اعتبرها أيضاً فرصة إذا اقتنصناها جيداً يمكن أن تؤدي إلى النجاح. أنا أيضاً متحمسة جداً أن أسلط الضوء على أن الأسبوع لا يعني الابتكار فحسب، بل أيضاً قصصاً أبطالها رجال أعمال ناجحون كان لهم دور في جعل لندن مركزاً تجارياً عالمياً.
- التكهن بتأثيرات الـ«بريكست» على الأسبوع وعلى مصممينا صعب. وقد شاركنا خلال السنة والنصف الماضية، في ندوات عدة، كما قدمنا دراسات عدة تتمحور حول تأثير خروجنا من الاتحاد الأوروبي على صناعة الموضة، وعقدنا جلسات وافية مع المصممين المبتدئين والمخضرمين على حد سواء لسماع آرائهم ومخاوفهم. وخرجنا بثلاث نقاط مهمة تتلخص في جذب والحفاظ على الشباب المبدعين، والوصول بسهولة إلى الاتحاد الأوروبي، وأخيراً وليس آخراً التخفيف من الضرائب الجمركية. بالطبع، نحتاج إلى دعم الحكومة حتى نضمن نمو هذا القطاع وتخفيف الضربة على المصممين. فهمنا الأول هو حماية المبدعين، والتأكد من أن الشباب من كل أنحاء العالم، لهم الحق في الدراسة والتعليم في معاهد بريطانية؛ لأن هذا التنوع هو الذي يعطي لندن شخصيتها وديناميكيتها.
- تجربتي في «فارفيتش» مهمة؛ لهذا أنوي أن أطبق الكثير مما تعلمته بنظرة جديدة ودون أي توقعات مسبقة. صحيح أن تحقيق المعادلة بين الدورين صعب يحتاج إلى الكثير من التنظيم واستغلال الوقت جيداً، لكنه ليس مستحيلاً.
- مهمتي كرئيسة منظمة الموضة تتضمن توفير الخبرة من خلال استراتيجيات جديدة، فضلاً عن دعم مجلس الإدارة والمساهمين والمصممين. فصناعة الموضة البريطانية قوية ولها تأثيرات كبيرة على جميع المستويات، بدليل أن آخر الأرقام تؤكد أنها تضخ الاقتصاد البريطاني بنحو 32 مليار جنيه إسترليني سنوياً، وتوفر ما لا يقل عن 900.000 وظيفة. لهذا؛ مهم جداً أن تتكاثف كل الجهود لكي نحافظ على هذا النمو بالاحتفال بالابتكار؛ لأنه كان دائماً جزءاً لا يتجزأ من شخصية الأسبوع البريطاني.
- لا يمكننا أن نحتفل بمواهب مصممينا وقدرتهم على الإبداع بالكلام والتهليل ونحن نعرف أن بعضهم يعاني من عدم قدرته على بناء اسم متماسك يجمع الإبداع بإدارة الأعمال. مهمتي أن أدعم هؤلاء من الألف إلى الياء، أي منذ أول عرض لهم إلى وضعهم حجر الأساس لبناء شركاتهم وتحليقهم إلى العالمية. فنحن لا نفتقد إلى العقول القادرة على المساعدة، ولا على المواهب التي تجعل اسم الأسبوع قادراً على خوض المنافسة باقتدار على مستوى الابتكار.
- في عالم تسارعت إيقاعاته بشكل غير مسبوق بسبب شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت وغيرها، كان لا بد للموضة أن تواكب هذا الإيقاع، وأعتقد أنها حققت ذلك. عالم الديجيتال ساعد الكثير من المصممين للوصول إلى بقاع لم يكونوا ليصلوا إليها من دونها؛ لهذا نؤمن بأنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من صناعة الموضة. إنه واقع العصر الجديد. وأعتقد أن منظمة الموضة حتى قبل التحاقي بها كانت سبّاقة في تبني التكنولوجيا وتوظيفها بشكل جيد. ففي عام 2000، دخلنا تحدي إدخال المستهلك إلى عالم عروض الأزياء. كان هذا مهماً للتعريف بالمصممين والتسويق لهم، سواء كانوا مبتدئين أو معروفين. فالوصول إلى جمهور عريض وجديد لا يضر بقدر ما يفيد، وهذا ما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي. «البيع بعد العرض مباشرة» أيضاً كانت استراتيجية مهمة تصب في هذه الخانة، إضافة إلى البث المباشر لكل العروض على موقع منظمة الموضة، إضافة إلى تشجيع كل المصممين على بث عروضهم على مواقعهم الخاصة.
الأهمية هنا أن المتابع يشعر بأنه ضيف مكرم في هذه العروض، حتى وإن لم يحضرها شخصياً؛ الأمر الذي يُكسبهم ولاءات جديدة. بيوت أزياء كبيرة مثل «بيربري» و«توب شوب» وغيرهما تبنت هذه الموجة وأصبحت رائدة فيها، وهو ما يُثلج الصدر، ولا سيما أن ردود الأفعال إيجابية.
- ليس سراً أن المصممين الشباب يجدون صعوبة كبيرة في البداية. هذا ما نعرفه جيداً بحكم معايشتنا للكثير من التجارب؛ لهذا نحن عازمون على مساعدتهم على التطور من الناحية الفنية والتطوير من الناحية التجارية. أريد زيادة التوعية بأن الموضة لا تعني أن تكوني مصممة أو عارضة أزياء فحسب بل تتضمن ما هو أكثر، لأنها صناعة متكاملة. عندما نحقق هذه الغاية سنكون قد ساهمنا في بناء مستقبل جديد. المشكلة أن هذا يحتاج إلى الكثير من العمل الميداني، وليس التنظير فحسب. أنا بطبعي أحب أن ألمس النتائج، لهذا أركز أكثر على البرامج التي من شأنها أن تُعطي ثمارها. مثلاً بدأنا التعاون مع جامعة لندن للأعمال.
لكن بما أنها تصل إلى شريحة قليلة من المصممين، توصلنا إلى أننا نحتاج إلى عقول تجارية أكثر تساعد عدداً أكبر منهم. أي أن عليهم أن يتعاملوا مع رجال أعمال في مجال الموضة والترف ليستفيدوا من خبراتهم. في الإطار نفسه، يجب أن نُوعي المصممين بأهمية بناء فريق عمل متكامل يجمع الابتكار والأعمال؛ لضمان النجاح والاستمرارية.
- مكمن قوة منظمة الموضة البريطانية مقارنة بغيرها، أننا نؤمن بأنه علينا التطور مع التكنولوجيا، وبالسرعة نفسها. في عام 2017 مثلاً، عقدنا شراكة مع «ديجيتال دوماين» Digital Domain، وهو استوديو متخصص في توفير المحتوى، يركز على التجارب التفاعلية، لتحسين ما نوفره من محتوى، ومنح المصممين فرصة للتفاعل مع زبائنهم بشكل غير مسبوق في الوقت ذاته. وما زالت لدينا الكثير من الأفكار والمشروعات، مع «غوغل» قريباً مثلاً.
- أجمل ما في عملي هو تعاملي مع المساهمين ورجال الأعمال والمصممين في الوقت ذاته؛ لأنهم، ومن دون استثناء، يضعون خلافاتهم وطموحاتهم التجارية جانباً من أجل تحقيق هدف جماعي صاروا يرونه جزءاً من ثقافة المنظمة وله تأثيرات إيجابية كبيرة على صناعة الموضة التي ينتمون إليها. أما التحدي الذي وضعته لنفسي بعد أن توليت مهمتي الجديدة أن احتفل بالإنجازات التي حققها من كانوا قبلي وتطويرها لأكون أهلاً للانضمام إليهم.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.