الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية يطلب «خنق الديكتاتورية»

نيكاراغوا تطالب باستقالته... وكولومبيا تتهم فنزويلا بانتهاك أراضيها

يتظاهر المعارضون في نيكاراغوا ضد حكومة أورتيغا منذ حوالى خمسة أشهر  على رغم القمع الذي أسفر عن أكثر من 320 قتيلاً (أ.ف.ب)
يتظاهر المعارضون في نيكاراغوا ضد حكومة أورتيغا منذ حوالى خمسة أشهر على رغم القمع الذي أسفر عن أكثر من 320 قتيلاً (أ.ف.ب)
TT

الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية يطلب «خنق الديكتاتورية»

يتظاهر المعارضون في نيكاراغوا ضد حكومة أورتيغا منذ حوالى خمسة أشهر  على رغم القمع الذي أسفر عن أكثر من 320 قتيلاً (أ.ف.ب)
يتظاهر المعارضون في نيكاراغوا ضد حكومة أورتيغا منذ حوالى خمسة أشهر على رغم القمع الذي أسفر عن أكثر من 320 قتيلاً (أ.ف.ب)

للمرة الثانية على التوالي، وخلال 48 ساعة، أدلى الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، لويس ألماغرو، بتصريحات لافتة حول الوضع المتأزم في أميركا اللاتينية، بخصوص دول مثل نيكاراغوا وفنزويلا، إذ طالب المجتمع الدولي بـ«تضييق الخناق على الديكتاتورية التي يتم تأسيسها في نيكاراغوا»، وفي اليوم السابق اعتبر خلال زيارة إلى كولومبيا أن «تدخلاً عسكرياً» لا يمكن استبعاده للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ورأت حكومة ماناغوا أن تصريحات لويس ألماغرو تشكل انتهاكاً لميثاق منظمة الدول الأميركية الذي يفيد بأن على المنظمة الدفاع عن «سيادة ووحدة أراضي دولها الأعضاء واستقلالها». ويُتهم الرئيس دانيال أورتيغا وزوجته روزاريو موريللو التي تعمل أيضاً نائبة للرئيس، من قبل معارضيه بإقامة ديكتاتورية تتسم بالفساد والمحسوبية. وتواجه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى أزمة منذ أن اندلعت مظاهرات ضد حكومة الرئيس دانييل أورتيغا في 18 أبريل (نيسان)، إذ تردد أن مئات الأشخاص قتلوا. وذكرت صحيفة «إل نويفو دياريو» اليومية أن ما لا يقل عن 24 من قادة الحركة الطلابية التي تتزعم الاحتجاجات قد تم سجنهم، وقد يواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى 68 عاماً.
وفي الأمس طالبت حكومة نيكاراغوا باستقالة ألماغرو، معتبرة أنه «يهدد السلام الدولي» بطلبه «خنق ديكتاتورية» الرئيس دانيال أورتيغا. وقد طلب الأمين العام بمناسبة القمة الخامسة عشرة الأميركية اللاتينية للتسويق السياسي والحكم في ميامي (فلوريدا)، الدول الأعضاء في المجموعة الدولية، بخنق الديكتاتورية التي استقرت في نيكاراغوا. وكان قد اعتبر في اليوم السابق خلال زيارة إلى كولومبيا أن «تدخلاً عسكرياً» لا يمكن استبعاده لإطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وقال بيان تلته موريللو، زوجة أورتيغا، إن تصريحات ألماغرو «بصفته أميناً عاماً لمنظمة الدول الأميركية، تشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن الدوليين، وانتهاكاً خطيراً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي». وأضافت أن على لويس ألماغرو «الاستقالة». وردت موريلو على بيان ألماغرو تقول إن «أياً من بنود (ميثاق منظمة الدول الأميركية) لا يجيز لها التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك التشجيع على تدخلات عسكرية ضد دولة عضو والدعوة إلى خنق حكومة». وأضاف البيان، كما أوردت الصحافة الفرنسية مقتطفات منه، أن «هذه التصريحات تجعله غير مؤهل لشغل منصب الأمين العام للمنظمة».
ويتظاهر المعارضون في نيكاراغوا ضد الحكومة منذ نحو خمسة أشهر، على رغم القمع الذي أسفر عن أكثر من 320 قتيلاً و2000 جريح واعتقال 300 متظاهر وتسريح 400 طبيب ومدرس على الأقل. وفي غضون ذلك اتهم أفراد عائلات أشخاص يشتبه في مشاركتهم بتجمعات مناهضة للحكومة الشرطة بـ«التعذيب الوحشي» للمحتجزين. وفي واحدة من القضايا تلقت «اللجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان في نيكاراغوا» بلاغاً بشأنها، قيل إن فلاحاً أُلقي القبض عليه في 30 أغسطس (آب) في إقليم جينوتيجا شمال البلاد، ضُرب بأعقاب بنادق على رأسه وأصيب بجروح قطعية في مناطق متفرقة من جسده. كما تلقت اللجنة تقارير «عن العنف الجنسي وانتزاع الأظافر وحرق أشخاص بالسوائل الحمضية»، حسب ما ذكره بابلو كويفاس، ممثل اللجنة في مؤتمر صحافي.
وفي سياق متصل، احتجت كولومبيا يوم الاثنين على فنزويلا فيما وصفته بأنه انتهاك لأراضيها من قبل جنود فنزوليين. وقالت وزارة الخارجية الكولومبية إن الجنود دخلوا جزيرة ميبوريس 3 الواقعة في نهر بمقاطعة فيشادا بالقرب من الحدود، يوم الخميس. وتتهم كولومبيا الجنود بسرقة بضائع من الجزيرة، وأخذ العديد من سكانها عبر الحدود، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام. ونفت فنزويلا هذه المزاعم واتهمت كولومبيا بالوقوف وراء عمل «عدائي» على جارتها الشرقية. وهذه هي المرة الثانية في غضون شهر التي تتهم فيها كولومبيا، فنزويلا، بانتهاك أراضيها. وتسود حالة من الجمود في العلاقات بين كولومبيا وفنزويلا، حيث لا يوجد حالياً سفير لبوغاتا في كاراكاس، بعد أن تم استدعاؤه في العام الماضي. وتستضيف كولومبيا ما يقرب من مليون فنزويلي، فر العديد منهم بسبب الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية في فنزويلا المجاورة.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.