البشير يجري تغييرات في هيئة أركان الجيش السوداني

البشير يجري تغييرات في هيئة أركان الجيش السوداني
TT

البشير يجري تغييرات في هيئة أركان الجيش السوداني

البشير يجري تغييرات في هيئة أركان الجيش السوداني

أحال الرئيس السوداني عددا من كبار الضباط إلى التقاعد، ورفع عددا آخر من القادة إلى رتبة الفريق أول، وأجرى تغييرا محدودا في هيئة أركان الجيش، وذلك بعد أيام قلائل من حل الحكومة وإعفاء رئيس الوزراء وتعيين رئيس وزراء ووزراء جدد.
وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش العميد أحمد خليفة الشامي أمس، فإن الرئيس بصفته «القائد الأعلى للقوات المسلحة» أصدر عدداً من القرارات، أجرى بموجبها «تغييراً محدوداً» في رئاسة أركان الجيش، تضمن إحالة الفريق أول علي محمد سالم (وزير الدولة للدفاع)، والفريق أول ركن السر حسين بشير (المفتش العام)، ووزيرة الدولة بوزارة الصحة اللواء سعاد يوسف عبد الله الكارب إلى رتبة الفريق وإحالتها للتقاعد.
ورفع البشير كلا من الفريق الركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر إلى رتبة الفريق أول، وعينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، والفريق الركن محمد عثمان الحسين رئيساً لهيئة العمليات المشتركة، واللواء الركن مجدي إبراهيم عثمان إلى رتبة الفريق نائباً لرئيس أركان القوات البرية للإمداد، واللواء الركن مصطفي محمد مصطفي إلى رتبة الفريق رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية.
من جهة ثانية، طلبت الحكومة السودانية من بعثة حفظ السلام بدارفور «يوناميد» وصول منطقة «تربا» بولاية جنوب دارفور ويسيطر عليها التمرد، بعد أن شهدت انزلاقاً جبلياً أدى لمصرع وإصابة واختفاء العشرات.
وشهد القصر الرئاسي أمس، اجتماعاً بين نائب الرئيس عثمان محمد يوسف كبر، ووالي جنوب دارفور آدم الفكي، لبحث الأوضاع التي ترتبت على الانزلاق الجبلي في منطقة «تربا» الواقعة ضمن سلسلة جبل مرة بولاية جنوب دارفور.
وبحسب وكالة السودان للأنباء «سونا» فإن الانزلاق الجبلي أدى لمصرع 18 شخصاً وفقدان شخصين، لكن تقارير صحافية متطابقة ذكرت أن 21 لقوا مصرعهم وأصيب 29 آخرون إصابة بعضهم خطيرة، فيما لم يتم تحديد أعداد المفقودين بعد، إثر انهيار جزئي لجبل في منطقة «سمبلي» غرب بلدة «دربات» التي تقع فيها رئاسة محلية شرق جبل مرة، في ولاية جنوب دارفور الجمعة قبل الماضية.
وقال الوالي آدم الفكي عقب اللقاء الذي جمعه مع نائب الرئيس عثمان كبر، لإطلاعه بتطور الأوضاع، إن المنطقة التي شهدت الانزلاق الجبلي تسيطر عليها قوات التمرد، بيد أن حكومته حاولت الوصول للمنطقة لإغاثة المواطنين.
وأوضح الفكي أن حكومته أبلغت بعثة حفظ السلام المشتركة «يوناميد» بالأحداث، وطلبت منها الوصول للمنطقة لتوصيل المساعدات الإنسانية، ووجه نداء إلى المنظمات الوطنية والدولية، لتقديم الدعم العاجل للمواطنين الذين تأثروا بالانزلاق الجبلي.
وأعلنت الحكومة السودانية منذ العام الماضي، انتهاء الحرب في إقليم دارفور، ما عدا «جيوبا صغيرة» من الحركات المسلحة تتحصن في جبل مرة.
ولا تعد انزلاقات «تربا» هي الأولى، فقد شهدت سلسلة جبل مرة وارتفاعها 3 آلاف متر فوق سطح البحر، وهي عبارة عن صخور بركانية تتخللها شلالات، شهدت عام 2002 سقوط أجزاء من الجبال، لكنه لم يسبب أضراراً بشرية وقتها.
بيد أن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تسيطر على المنطقة، أضافت في بيان أول من أمس، أن ينابيع «مياه ملوثة» تدفقت من الصخور عقب الانهيارات والتصدعات الأرضية عند قرية «تربا» المنكوبة، وتسببت في حالات شلل وانهيار عصبي لأكثر من شخص استخدمها.
ولم تؤكد مصادر مستقلة المعلومات حول «ينابيع المياه الملوثة»، بيد أن البيان ناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وخبراء الجيولوجيا والمياه بالتوجه للمنطقة بأسرع ما يمكن لمساعدة الأهالي في تجاوز آثار «الكارثة الطبيعية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.