موجز أخبار

TT

موجز أخبار

وزير الداخلية الفرنسي سيستقيل من منصبه
باريس - «الشرق الأوسط»: أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أنه سيستقيل من منصبه بعد الانتخابات الأوروبية عام 2019 للترشح لرئاسة بلدية ليون، مضيفا مزيدا من الإرباك إلى عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العمل بعد العطلة الصيفية.
ويأتي الإعلان عن مغادرة هذا الوزير الكبير الذي كان وفياً منذ اليوم الأول لرئيس البلاد، بعد شهر على استقالة وزير البيئة نيكولا أولو بشكل مفاجئ وفي حين لا تتوقف شعبية ماكرون عن التراجع في استطلاعات الرأي. وقال كولومب البالغ 71 عاماً في مقابلة مع مجلة «لكبرس» نُشرت الثلاثاء، ممازحاً: «إنها بعيدة، الانتخابات البلدية. من الآن حتى ذلك الحين، إذا لم يتم تشخيص (إصابتي) بمرض خطير، سأكون مرشحاً في ليون» عام 2020، وتبدو عودة ماكرون وحكومته إلى العمل بعد العطلة الصيفية حساسة، إذ إنها شهدت تعديلا وزاريا بسبب استقالة أولو إضافة إلى المماطلة بشأن التدابير الضريبية وتبعات قضية المسؤول الأمني في الرئاسة الفرنسية ألكسندر بينالا.

الخارجية الأميركية ترفض تهمة «العنصرية»
واشنطن - «الشرق الأوسط»: اضطرت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن تدفع عن نفسها تهمة «العنصرية» بعدما اتهمها نواب ديمقراطيون بالتزام الصمت حيال كراهية الأجانب واتهمها دبلوماسيون باختيار مزيد من «البيض» بين كبار مسؤوليها. وكتب ستة نواب من المعارضة الديمقراطية في رسالة بعثوا بها الأسبوع الماضي إلى وزير الخارجية مايك بومبيو: «نشعر بقلق شديد من سياسة إدارة ترمب التي تلتزم الصمت في المحافل الدولية حول العنصرية وكراهية الأجانب». وتطرقوا أيضا إلى فترة «احتج» خلالها مسؤول كبير في «الخارجية» على «الفكرة التي تقول إن من واجب المسؤولين أن يدينوا خطابات الكراهية والتحريض على الكراهية وحاول أن يحذف فقرة كاملة من وثيقة للأمم المتحدة تربط التصدي للعنصرية بإنشاء مجتمع ديمقراطي متنوع». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت الأحد على «تويتر» إن «التأكيد الذي يفيد أن وزارة الخارجية عنصرية مثير للاشمئزاز وخطأ، إنه محاولة وقحة لبث الانقسام لأغراض سياسية». وأضافت أن «وزارة الخارجية هي بين الوكالات الحكومية الأكثر تنوعا» و«تعزز حقوق الإنسان والكرامة» و«تدين أولئك الذين يسمحون بارتكاب أعمال عنف ضد أفراد من الأقليات الدينية أو العرقية أو غيرها من الأقليات».

محكمة كمبودية تصدر مذكرة اعتقال بحق معلق سياسي
بنوم بنه - «الشرق الأوسط»: أصدرت محكمة كمبودية مذكرة اعتقال بحق المعلق السياسي كيم سوك، على خلفية تهم تتعلق بالتحريض والتشهير، وذلك بعد أقل من شهر من الإفراج عنه عقب أن أمضى 18 شهرا في السجن لإدانته بتهم مماثلة. وقد أصدرت محكمة بنوم بنه الجزئية أمر اعتقال بحق سوك، الناقد البارز لرئيس الوزراء هون سين الجمعة الماضي، عقب أن تخلف عن المثول أمام المحكمة، وذلك بحسب ما ذكره موقع فريش نيوز الموالي للحكومة الاثنين. وذكرت صحيفة بنوم بنه بوست هذا الشهر أن سوك فر إلى الخارج بصحبة ابنته، 6 أعوام، عقب الإفراج عنه في 17 أغسطس (آب) الماضي، معللا قراره «بتلقيه تهديدات خطيرة سرا وعلنيا». وتردد أن سوك قال إن هون سين هدد باعتقاله مجددا إذا استمر في انتقاد الحكومة. وأمضى سوك 18 شهرا في السجن لاتهامه بالتشهير عقب أن اتهم حزب الشعب الكمبودي، الذي ينتمي له رئيس الوزراء، بأنه المسؤول عن مقتل المحلل السياسي البارز كيم لي.

روما تحتجّ على عزم فيينا تجنيس الناطقين بالألمانية
روما - «الشرق الأوسط»: أعلن وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي الاثنين أنّه ألغى زيارة مقرّرة إلى فيينا احتجاجاً منه على عزم حكومة النمسا منح الناطقين بالألمانية من سكّان مقاطعة بولزانو الواقعة في شمال شرقي إيطاليا الجنسية النمساوية. وقالت الوزارة في بيان إن مشروع الحكومة النمساوية «يقوّض مناخ الصفاء والثقة المتبادلة اللذين يعتبران أساسيين لنجاح مثل هذا النوع من الاجتماعات». وندّدت الوزارة بما وصفته بمحاولة «انتقام تاريخي» في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. ومقاطعة بولزانو منطقة جبلية تدعى بالإيطالية التو أديجي (أديجي العليا) وبالألمانية سودتيرول (تيرول الجنوبية)، وكان القسم الأكبر منها، طوال قرون خلت، تابعاً للنمسا قبل أن تضمّه إيطاليا إليها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتمنحه حكما ذاتياً خاصاً به. وفي آخر إحصاء أجري في المقاطعة في 2011 قال 70 في المائة من سكّان المنطقة إنهم ناطقون بالألمانية و26 في المائة بالإيطالية و4 في المائة باللادينية وهي لغة محليّة نادرة أصلها روماني. وتقضي خطة فيينا بمنح جواز السفر النمساوي لسكان هذه المنطقة من الناطقين بالألمانية واللادينية.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟