خسائر في صفوف الحوثيين بجنوب الحديدة

TT

خسائر في صفوف الحوثيين بجنوب الحديدة

أكدت مصادر ميدانية وقوع معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني اليمني المسنود بتحالف دعم الشرعية والميليشيات الحوثية في جنوب الحديدة، وذلك تزامناً مع إعلان التحالف، مساء أول من أمس، استئناف العملية العسكرية لتحرير المدينة الساحلية من عدة محاور.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلات التحالف شنت غارات مركزة على مواقع الانقلابيين في جنوب الحديدة وشرقها واستهدفت مواقع للميليشيات وآلياتهم في المزارع القريبة من منطقة الجاح، حيث كانت الميليشيات تخبئها وكبدتها خسائر بشرية ومادية كبيرة. وتابعت المصادر أن منطقة الجاح الواقعة جنوب الحديدة شهدت أيضا معارك عنيفة بعدما حاولت الميليشيات الحوثية قطع خط إمداد الجيش الوطني في الساحل الغربي المتجه إلى الحديدة. وتابعت المصادر أن الميليشيات الحوثية أطلقت من مواقع تمركزها في منطقة الحسينية، جنوبا، قذائفها على مواقع الجيش. وكانت قوات العمالقة التابعة للجيش الوطني قد أرسلت تعزيزات كبيرة إلى منطقة «كيلو 16»، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الوطني مقتل نحو 1300 عنصر من الميليشيات الحوثية خلال عشرة أيام من المعارك بين الجانبين في مران غرب صعدة، الواقعة شمال اليمن. وواصلت قوات الجيش الوطني معاركها وتقدمها في مران. ونقل موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر.نت»، عن قائد اللواء الثالث عُروبة بالجيش الوطني العميد عبد الكريم السدعي، تأكيده أن «قوات الجيش أحرزت تقدماً صوب مناطق جرف سلمان بشمال مران الذي يتخذه زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي مأوى ومقرا لإقامته». وقال الموقع الإلكتروني إن «قوات الجيش اقتربت من ضريح حسين الحوثي مؤسس الميليشيات في الجميمة، بالتزامن مع الاقتراب من جرف سلمان وما يمثله هذا الوكر من قدسية بالنسبة للميليشيات الانقلابية»، مؤكدا «مقتل أكثر من 1300 حوثي خلال عشرة أيام في سلسلة جبال مران بمديرية حيدان فقط». ونتيجة لزيادة أعداد قتلى الميليشيات في مران سارع الحوثيون خلال الأيام القليلة الماضية إلى استحداث عدد من المقابر لمواجهة النقص في المقابر في حين تتوجس الميليشيات من السقوط الوشيك لمعقلهم. ويُعد جرف سلمان مقر قيادة زعيم المتمردين في جبال مران الواقع بمديرية حيدان جنوبي غرب محافظة صعدة.
كما نقل موقع الجيش عن رئيس عمليات المنطقة العسكرية السادسة العميد الركن طه شمسان المعمري، تأكيده أن «قوات الجيش الوطني مستعدة في أي وقت لحسم المعركة مع الميليشيات عسكريا، ما لم تذعن وتنصاع للمرجعيات الثلاث»، وأن «الجيش الوطني في المنطقة السادسة في حالة استعداد وجاهزية قتالية قصوى لحسم المعركة وإنهاء الانقلاب».
وقال إن «المنطقة العسكرية السادسة تخوض معارك مستمرة مع الميليشيات الانقلابية على مساحات واسعة، ابتداء من اليتمة والمهاشمة مرورا بحام والعقبة والمصلوب وانتهاء بالغيل ويحقق انتصارات عظيمة، فيما الميليشيات الانقلابية لا تؤمن إلا بلغة السلاح والقوة ولا يمكن أن تنصاع للحوار وهذا ما عهدناه من الميليشيات خلال السنوات الماضية». وأكد «عزم الجيش الوطني على مواصلة المعركة حتى تحقيق الأهداف المرسومة لهم»، مشيرا إلى أن «الميليشيات تعيش في الرمق الأخير، وانهيارات كبيرة في صفوفها».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.