الرئيس التونسي يدرس مطالبة البرلمان بالتصويت على تجديد الثقة في الحكومة

TT

الرئيس التونسي يدرس مطالبة البرلمان بالتصويت على تجديد الثقة في الحكومة

أفيد أمس بأن الرئاسة التونسية تدرس اتخاذ «خطوة حاسمة» لبت الخلاف السياسي الدائر حول مصير حكومة يوسف الشاهد من خلال تفعيل الفصل 99 من الدستور الذي يسمح للرئيس الباجي قائد السبسي بطلب تصويت البرلمان على منح الثقة للحكومة لمواصلة لنشاطها. ولا يسمح الدستور باللجوء إلى هذه الخطوة أكثر من مرتين خلال المدة الرئاسية المحددة بخمس سنوات.
وأكدت مصادر مطلعة أن الرئيس التونسي يعد حالياً لظهور إعلامي قد يكون عبر حوار تلفزيوني أو خطاب يوجهه إلى التونسيين ويعلن فيه عن قرار مهم لحسم الأزمة السياسية المتواصلة منذ أشهر، وبالتحديد منذ تعليق النقاشات حول «وثيقة قرطاج 2» يوم 28 مايو (أيار) الماضي إثر بروز خلافات حادة حول مصير رئيس الحكومة يوسف الشاهد. ويمكن للنواب أن يسحبوا الثقة من الحكومة أو يوجّهوا لها لائحة لوم أو يطلبوا تجديد الثقة فيها من خلال التصويت تحت قبة البرلمان.
وكان الرئيس التونسي قد دعا، في حوار تلفزيوني بث يوم 15 يوليو (تموز) المنقضي، رئيس الحكومة إلى الاستقالة أو اللجوء إلى البرلمان من أجل تجديد الثقة في حكومته وحسم مصيرها.
ووفق مراقبين لتطورات الوضع السياسي في تونس، فإن خطوة السبسي المتوقعة «محفوفة بالمخاطر». فهناك نحو 43 نائباً يمثّلون كتلة «الائتلاف الوطني» عبّروا عن مساندتهم لتوجهات الحكومة التي تحظى أيضاً بدعم نواب حركة «النهضة» (69 نائباً برلمانياً)، وهو ما يضمن التصويت لمصلحة الشاهد وحكومته بأكثر من 109 أصوات، كتلة «النهضة» وكتلة «الائتلاف الوطني» تستحوذان لوحدهما على 113 صوتاً من مجموع عدد نواب البرلمان.
وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي التونسي جمال العرفاوي إن فشل المبادرة الرئاسية سيزيد من منسوب التناحر السياسي بين الأطراف الطامحة إلى قيادة المشهد السياسي بعد انتخابات 2019. واعتبر أن هذه المبادرة ستعيد خلط الأوراق بالكامل والضغط على يوسف الشاهد الذي يتنافس بشكل حاد مع حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الحالي. وفي حال امتناع الشاهد عن تجديد الثقة في حكومته، فيمكن اعتبارها مستقيلة بصفة آلية. لكن العرفاوي لاحظ أن المقترح الرئاسي باللجوء إلى الدستور قد يحيد بـ«الدور المحايد» لرئيس الجمهورية ويميل الكفة لصالح نجله، حافظ، الذي يتزعم ما بقي من كتلة حزب «النداء» (أي 48 نائباً برلمانياً، علما بأن الحزب قبل تعرضه للانقسامات الحالية كان قد فاز بـ86 نائباً في انتخابات 2014).
على صعيد آخر، وجّه عدد من النواب انتقادات حادة للشاهد بشأن تعامله مع البرلمان وتحجيم دوره الرقابي على الحكومة من خلال عدم الإجابة على عشرات الأسئلة التي وجهوها إلى الحكومة منذ تشكيلها قبل نحو سنتين. وفي هذا الشأن، قال حسونة الناصفي، النائب عن كتلة «الحرة» المعارضة، إن عدد الأسئلة الكتابية الموجّهة لرئيس الحكومة بلغت 70 سؤالاً تعلقت بمواضيع مختلفة أهمها بشبهات فساد في الكثير من القطاعات، لكن الرد الحكومي لم يأت وهو ما عطل الدور الرقابي للبرلمان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.