العوم مع أسماك القرش... الخطر المثير

العوم مع أسماك القرش... الخطر المثير
TT

العوم مع أسماك القرش... الخطر المثير

العوم مع أسماك القرش... الخطر المثير

إذا لم يكن العوم مع الدلافين يشعل حماسك، فقد يكون العوم مع أسماك القرش أكثر إثارة. فهذه الهواية، إن صح تسميتها، أصبح لها عشاقها، حسب ما تؤكده المحميات المتنوعة التي تشجع عليها.
ما ترسخ في الوجدان الإنساني هو أن أسماك القرش كائنات مفترسة لها أسنان فتاكة مستعدة للانقضاض على البشر في أية لحظة؛ صور لعبت الأفلام والبرامج التلفزيونية دوراً في ترسيخها، لكن هذا لم يُثنِ كثير من المغامرين وعشاق الإثارة عن التقرب منها. فكلما زاد الخطر، زادت الإثارة. وحالياً، تتخصص عدة جهات حول العالم في ترتيب جولات يتولاها مرشدون، في إطار ما أصبح يُعرف بسياحة الحيوانات. ويتمكن المشاركون في هذه الجولات من السباحة قريباً من أسماك القرش، في تجربة نادراً ما يعايشها المرء في حياته. وتوجد حالياً مناطق معينة هدفها تلبية رغبات عشاق الإثارة، مثل:
بورت لينكولن، أستراليا
توجد بها شركات متخصصة في سياحة أسماك القرش المستدامة، والصديقة للبيئة، أي أنها لا تقدم لها الطُعم التقليدي الذي يزيد من هيجانها ووحشيتها. وفي المقابل، تقدم خدمات الغوص داخل أقفاص تجذب إليها أسماك القرش من أعماق المياه، عبر ذبذبات صوتية في الماء، حيث اتضح أن أسماك القرش هنا تعشق موسيقى الـ«هارد روك» على وجه الخصوص، لما تتميز به من ضربات مستمرة منخفضة التردد.
إيسلا غوادالوبي، المكسيك
تقع هذه الجزيرة خارج سواحل ولاية باها كاليفورنيا، وتعتبر من الخيارات الرئيسية إذا رغبت في الغوص تحت الماء في قفص للتفاعل مع أسماء القرش البيضاء الضخمة. ولأن القرش الأبيض أكثر لُطفاً وأماناً، فإن شركات السياحة هنا تتركها تسبح بحرية في الماء على امتداد طرق الهجرة الطبيعية لها، كما تتجنب استخدام الطُعم التقليدي لاجتذابها حتى لا تسبب هيجانها. وعدم إعطائها هذا الطُعم يعني أيضاً أنها لا تربط بين القوارب والبشر والطعام.

- غانسباي، جنوب أفريقيا
تعتبر جنوب أفريقيا واحدة من معاقل رياضة الغوص للاقتراب من أسماك القرش على مستوى العالم، إلا أنه من المستحيل العثور على شركة لا تستخدم الطُعم التقليدي لاجتذابها، وهو ما يشكل خطراً على المغامرين.
ومع أن معظم الشركات لا تزال تستخدم هذا الطٌعم لاجتذابها، فإنها حاصلة على شهادة من مؤسسة «السياحة الصديقة للبيئة» تسهم في تمويل أبحاث عن أنماط هجرة أسماك القرش البيضاء الضخمة، التي لا تزال غامضة في الجزء الأكبر منها.
وتضم كل جولة عالماً متخصصاً في الأحياء البحرية لتوفير بعض المعلومات العامة عن سلوك أسماك القرش.

- إيسلا موخيريس، المكسيك
في الوقت الذي لا تزال فيه أسماك القرش البيضاء الأكبر والأكثر تفرداً على مستوى العالم، فإنها لا تزال غامضة في سلوكها وطرق الهجرة التي تسلكها. والحقيقة المضمونة أنه بالإمكان مشاهدتها حول المكسيك، حيث تفد بالمئات للاستمتاع بالمياه الدافئة وتناول العوالق. ويتميز القرش الأبيض هنا بكونه من الكائنات اللطيفة الفضولية التي تسبح إلى نقاط قريبة من البشر من دون إيذائهم.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».