سول بامبا: لست بيكنباور وألعب الكرة السهلة

المدافع الإيفواري أكد أن مدربه في كارديف وراء تقديمه أفضل ما لديه

بامبا يحرز هدف كارديف الوحيد أمام تشيلسي السبت الماضي (رويترز)
بامبا يحرز هدف كارديف الوحيد أمام تشيلسي السبت الماضي (رويترز)
TT

سول بامبا: لست بيكنباور وألعب الكرة السهلة

بامبا يحرز هدف كارديف الوحيد أمام تشيلسي السبت الماضي (رويترز)
بامبا يحرز هدف كارديف الوحيد أمام تشيلسي السبت الماضي (رويترز)

يقول المدافع الإيفواري سول بامبا، إن مديره الفني بنادي كارديف سيتي، نيل وارنوك، يطلب منه قبل المباريات أن يلعب الكرة السهلة، وألا يصعب الأمور على نفسه، مضيفاً: «قبل أن نخرج من النفق المؤدي لملعب المباراة، يذكّرني المدير الفني بعض الأشياء قائلاً: لا تكن بيكنباور، وكل ما يتعين عليك القيام به هو تمرير الكرة بالقدم أو بالرأس. عندما تستحوذ على الكرة مررها، وإذا كانت الكرة بعيداً عنك شتتها». ويضيف بامبا: «وهذا هو السبب الذي يجعلني أحبه، فهو رجل صادق».
ويعترف بامبا نفسه بأنه لم يكن من السهل السيطرة عليه، خصوصاً في أيامه الأولى في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن وارنوك ساعده على تقديم أفضل ما لديه. وقد احتفل وارنوك بالصعود الثامن له للدوري الإنجليزي الممتاز خلال مسيرته التدريبية في مايو (أيار) الماضي، عندما قاد كارديف سيتي للصعود للدوري الأقوى في العالم. واختير بامبا، الذي كان بلا نادٍ عندما تعاقد معه وارنوك في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، ضمن أفضل 11 لاعباً في دوري الدرجة الأولى في هذا العام. المدافع الإيفواري يجيد أيضاً تسجيل الأهداف أحياناً، كما حدث يوم السبت الماضي في الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي أمام تشيلسي، عندما أحرز هدف كارديف الوحيد قبل أن يدك تشيلسي شباك فريقه برباعية.
ورغم العلاقة الجيدة بين الاثنين، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن بالنسبة لمعظم الناس عندما يفكرون في بامبا ووارنوك هو الشجار الذي حدث بينهما على خط التماس في ملعب «بورتمان رود» أمام نادي إيبسويتش تاون، عندما حصل بامبا على البطاقة الحمراء، وانتهى به الأمر إلى دفع مديره الفني، بعدما انفعل بشدة على الحكم الرابع. يقول بامبا، الذي يعد شخصية محبوبة للغاية في النهاية، عن تلك الواقعة، وهو يهز رأسه: «لقد كان شيئاً سيئاً، خصوصاً عندما عدت إلى المنزل وعندما ذهب الأطفال إلى المدرسة، ووجدوا الجميع يتحدثون عن ذلك. لقد شعرت بالحرج لأنك تطلب من أطفالك أن يتصرفوا بطريقة معينة، ثم يرونك تفعل ذلك. ربما يكون هذا الموقف هو أحد الأشياء التي ندمت عليها بشدة في حياتي».
لكن على الأقل يبدو أن بامبا قد نجح في تعويض مديره الفني عن تلك الواقعة المؤسفة، إذ أصبح أحد الأعمدة الرئيسية في خط دفاع كارديف سيتي، للدرجة التي جعلت وارنوك يزعم في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن بامبا أفضل من المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك. يقول بامبا عن ذلك وهو يبتسم: «لقد سمعت ذلك التصريح. نحن نعرف المدير الفني، ونعرف أن هذه هي طريقته. لقد قلت له عندما أدلى بهذا التصريح قبل إحدى المباريات: لقد وضعتني في ورطة الآن». وقد استمعت لبامبا لمدة تتجاوز الساعة خلال تسجيل هذا الحوار الصحافي معه، ثم استمعت له لفترة طويلة تحدث خلالها عن اهتمامه بالعمل في مجال الصحافة عندما يعتزل كرة القدم. وقد أدركت خلال هذه الفترة لماذا يتمتع هذا اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً بشعبية جارفة وحب كبير داخل النادي، فهو شخص مختلف وصريح للغاية فيما يتعلق بآرائه، ولديه استعداد للحديث بكل أريحية حول أي شيء.
وقال المدافع الإيفواري، «أنا أعشق اللعب في خط الدفاع. وعندما أشارك في أي مباراة، فإنني أضع هدفاً أسعى لتحقيقه، وهو ألا أخسر أي كرة هوائية في أي مكان في الملعب. في بعض الأحيان أرى مدافعين يلعبون بطريقة معينة وأسأل نفسي: هل هذا اللاعب يحب الدفاع؟ لكنني أحب استخلاص الكرات والدخول في تحديات مع لاعبي الفرق المنافسة، سواء في الألعاب الأرضية أو الهوائية، وهذا هو السبب الذي يجعل الجمهور هنا يقدر كثيراً ما أقوم به. عندما تقوم بأداء أدوارك الدفاعية بشكل جيد في فرنسا أو في إيطاليا لا يهتم الجمهور كثيراً بذلك، لكن الجمهور في إنجلترا يجب ذلك، وهو ما يجعلني أرغب في الدفاع بشكل أقوى».
وقد لعب بامبا في فرنسا وإيطاليا من بين 6 دول لعب بها خلال مسيرته التي اتسمت بالترحال والتنقل الكثير، والتي بدأت باللعب لنادي باريس سان جيرمان. ولد بامبا في فرنسا لوالدين يحملان الجنسية الإيفوارية، وانضم لنادي باريس سان جيرمان، وأقام في مجمع سكني تابع للنادي وهو في الحادية عشرة من عمره، ضد رغبة والدته التي كانت تريد أن يصبح طبيباً. وبعد عدة سنوات، وبعد أن غير بامبا مركزه من اللعب في خط الوسط إلى اللعب في قلب الدفاع، لعب النجم الإيفواري الشاب إلى جانب المدافع الأرجنتيني والمدير الفني الحالي لنادي توتنهام هوتسبير ماوريسيو بوكيتينو.
يقول بامبا عن ذلك: «لقد تدربت لأول مرة مع الفريق الأول عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، وكان بوكيتينو يلعب في الفريق. لقد كان يلعب في قلب الدفاع، وكان هذا شيئاً جيداً بالنسبة لي، لأنه قدم لي العديد من النصائح الجيدة فيما يتعلق بكيفية التمركز داخل الملعب وكيفية القيام بالمهام الدفاعية. ونظراً لأنني كنت أنزلق كثيراً على الأرض من أجل قطع الكرات، فإنه كان يشجعني على تحسين هذا الأمر، وكان يقول لي دائماً: حاول أن تظل واقفاً على قدميك».
ولم يشارك بامبا سوى في مباراتين مع الفريق الأول لنادي باريس سان جيرمان، قبل أن ينتقل للعب مع ناديي دونفيرملين وهيبرنيان في أسكتلندا. وعندما ينظر بامبا إلى مسيرته في السنوات السابقة، فإنه يعترف بأنه كان عنيداً للغاية خلال الفترة التي لعبها في فرنسا. ويقول عن ذلك: «بدلاً من التحدث إلى المدير الفني باحترام، كنت أصرخ في وجهه، وأحيانا كنت أسبه. لقد أدركت عندما رحلت أنني لم أكن أتصرف بشكل صحيح».
وبعد هذه الفترة في أسكتلندا، انضم بامبا لنادي ليستر سيتي قبل أن ينتقل لنادي طرابزون سبور التركي ثم باليرمو الإيطالي. وفي إشارة إلى نضجه المتنامي، قرر بامبا خلال الفترة التي لعبها في تركيا وإيطاليا البحث عن مدرسة لتعليم اللغات بالقرب من مقر التدريب، رغم أنه لم يكن يتعرض لضغوط من قبل الأندية التي لعب لها للقيام بذلك. وكانت النتيجة الآن أن بامبا يجيد التحدث بالتركية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية واللهجة الإيفوارية التي يستخدمها والده في المنزل. وكان تعلمه للغة الإيطالية مفيداً للغاية عندما انتقل للعب في نادي ليدز يونايتد، حيث كان يتحاور بشكل منتظم مع مالك النادي آنذاك ماسيمو سيلينو، وكان يتحدث لوسائل الإعلام، ويقول على الملأ إنه محبط من الطريقة التي يدار بها النادي.
يقول بامبا: «لقد قلت ذلك لمالك النادي قبل أن أقوله لوسائل الإعلام، وأخبرته بأنه لا يفعل الشيء الصواب. لقد اعتاد الاتصال بي، بل وجاء إلى منزلي عدة مرات. لقد قلت له: الأمر يتوقف عليك، لأننا ننظر إليك وإذا رأيناك لا تفعل الشيء الصحيح، فسوف نفعل الشيء نفسه». وأضاف: «في الوقت ذلك كنت أشعر بأنه لا يوجد لديَّ شيء أخسره، لأنني كنت ألعب للفريق على سبيل الإعارة من نادي باليرمو، ولذا ربما كنت الشخص الوحيد القادر على القيام بذلك».
وعلى الرغم من أن بامبا قد انضم لنادي ليدز يونايتد في وقت لاحق، فقد رحل عن النادي في صفقة انتقال حر في سبتمبر (أيلول) عام 2016، وانتقل إلى كارديف سيتي في الشهر التالي، ونجح وارنوك أخيراً في التعاقد مع اللاعب الذي ظل يلاحقه لمدة أربع سنوات. كان كارديف يواجه مشكلة الهبوط في ذلك الوقت، وكان بامبا يشعر باليأس بين المشجعين. ويقول عن ذلك: «نظراً للمشكلات التي عانى منها الجمهور بسبب ملاك النادي والأزمات المتراكمة على مدى سنوات طويلة، كان الجمهور مشتاقاً لرؤية أي شيء جيد يجعله يستعيد فخره واعتزازه بهذا النادي، ورؤية فريق يقاتل على كل شيء. وقد وجد الجمهور هذا الشيء بالفعل خلال العامين الماضيين».
وأعرب بامبا عن سعادته باللعب لنادي كارديف سيتي، مشيراً إلى أنه بات يتمنى إنهاء مسيرته الكروية داخل هذا النادي، ويتمنى أن يكون الفريق وقتها لا يزال يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى الرغم من أن نادي كارديف سيتي لم ينفق الكثير من الأموال خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة لتدعيم صفوف الفريق، يرى بامبا أن الفريق يمتلك عناصر جيدة، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه في عدد من المباريات، ويمتلك شيئاً لا يمكن شراؤه بالأموال.
يقول المدافع الإيفواري: «لقد أراد المدير الفني أن يرد الدين للاعبين على ما قاموا به، لأننا نجحنا في الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز كمجموعة، ولذا أراد المدير الفني الحفاظ على هذه المجموعة. كنا بحاجة للتعاقد مع لاعب أو لاعبين اثنين، وهذا ما قمنا به بالفعل. لكن روح الفريق والجماعية موجودة بالفعل داخل النادي، ولا يريد المدير الفني أن يؤثر على ذلك».


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».