ألمانيا لخفض مستشاريها في إقليم كردستان

وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين خلال زيارتها لمركز لتدريب البيشمركة شمال أربيل أمس (إ.ب.أ)
وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين خلال زيارتها لمركز لتدريب البيشمركة شمال أربيل أمس (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا لخفض مستشاريها في إقليم كردستان

وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين خلال زيارتها لمركز لتدريب البيشمركة شمال أربيل أمس (إ.ب.أ)
وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين خلال زيارتها لمركز لتدريب البيشمركة شمال أربيل أمس (إ.ب.أ)

أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، التي وصلت أربيل في ساعة متأخرة من الليلة الماضية قادمة من بغداد، أن بلادها قررت خفض عدد المستشارين العسكريين الألمان في إقليم كردستان، من 150 مستشاراً إلى 100 فقط.
وأضافت فون دير لاين، في مؤتمر صحافي مقتضب أجرته بعد لقائها المستشارين العسكريين الألمان، الموجودين في قاعدة (بحركه) لقوات البيشمركة شمال أربيل، أن بلادها حريصة على تعزيز الاستقرار وحفظ الأمن في المنطقة عبر توثيق التعاون والتنسيق مع قوات البيشمركة الكردية لتمكينها من الدفاع عن سكان المنطقة وأمنها.
وقالت الوزيرة الألمانية التي تزور الإقليم للمرة الثالثة: «تمكننا معاً من دحر وهزيمة (داعش)، بهمة وعزيمة البيشمركة وحان الآن موعد الحفاظ على ذلك الانتصار، وأن التعاون والتنسيق بين ألمانيا والبيشمركة سيستمر على الصعيد العسكري واللوجيستي والصحي أيضاً، من خلال فتح مزيد من المراكز الصحية والوحدات الطبية لمعالجة أفراد البيشمركة المصابين خلال الحرب ضد (داعش) الذي بدأ ينتهي في العراق تدريجياً»
وكانت ألمانيا في مقدمة الدول التي قدمت مساعدات عسكرية ولوجيستية، مهمة جدا لقوات البيشمركة منذ بدء حربها ضد مسلحي (داعش) في أغسطس (آب) 2018، وزودتها بالسلاح الاستراتيجي الفعال المتمثل بقاذفات الصواريخ المضادة للدروع والمحمولة على الكتف من طراز (ميلان)، والتي كان لها أثر بالغ في حسم كثير من المعارك لصالح البيشمركة، فيما بلغ حجم المساعدات العسكرية التي قدمتها دول أوروبية أخرى للبيشمركة نحو 65 مليون دولار.
يذكر أن الوزيرة الألمانية زارت الإقليم في فبراير (شباط) المنصرم، وأكدت حينها أن انتهاء الحرب ضد «داعش» في العراق، لا يعني تحقيق الاستقرار الكامل في المنطقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.