ماي لا ترى بديلاً لخطتها لـ«بريكست» وتحذر من «طلاق بلا اتفاق»

تيريزا ماي في مقرها الصيفي في تشيكرز (بلومبرغ)
تيريزا ماي في مقرها الصيفي في تشيكرز (بلومبرغ)
TT

ماي لا ترى بديلاً لخطتها لـ«بريكست» وتحذر من «طلاق بلا اتفاق»

تيريزا ماي في مقرها الصيفي في تشيكرز (بلومبرغ)
تيريزا ماي في مقرها الصيفي في تشيكرز (بلومبرغ)

حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المعارضين في حزبها من أن عدم تأييدهم الاتفاق الذي طرحته لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعني عدم التوصل لاتفاق.
وأكدت ماي أن البرلمان سيصوت لصالح أي اتفاق تبرمه مع الاتحاد الأوروبي ولن تكون هناك إمكانية للتوصل لاتفاق أفضل. وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في مقابلة أذيعت أمس الاثنين: «عندما يصل الأمر لهذه المرحلة... فأعتقد أن البرلمان سيصوت لصالح الاتفاق، لأن الناس سيدركون أهمية الحفاظ على علاقة تجارية جيدة مع الاتحاد الأوروبي، فيما لدينا حرية الاستفادة من مزايا وفرص الخروج من التكتل».
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا فعلياً من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار) 2019، لكن لم تتضح الأمور بعد؛ إذ لم يتم حتى الآن التوصل لاتفاق شامل للخروج، وهدد معارضون من داخل حزب المحافظين بالتصويت ضد الاتفاق إذا تمكنت ماي من إبرامه. وقالت ماي: «أعتقد أن البديل لذلك سيكون عدم وجود اتفاق».
وتحيط الشكوك بمصير حكومة ماي وخطتها للخروج من التكتل بسبب الغموض بشأن قدرتها على الحصول على 320 صوتا في مجلس العموم (البرلمان) مطلوبة لإقرار الاتفاق.
وعززت إشارات صدرت مؤخرا عن بروكسل الأمل في توصل بريطانيا والاتحاد الأوروبي لاتفاق خروج جيد قبل موعد الانسحاب، لكن تظل هناك خلافات بين الجانبين بشأن نحو خُمس تفاصيل الاتفاق.
وقال عمدة لندن صديق خان إنه «إذا كان على بريطانيا الاختيار بين اتفاق خروج سيئ، وعدم وجود اتفاق وهو أمر مدمر، فإنه يتعين أن يحصل الناخبون على فرصة لإبداء رأيهم في استفتاء آخر».
ووجه بوريس جونسون وزير الخارجية السابق انتقادات حادة لخطة ماي للخروج من التكتل. وكتب جونسون في صحيفة «ديلي تلغراف»: «إذا استمرت مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي في هذا المسار، فأخشى أنها ستنتهي بكارثة سياسية استثنائية».
وتطرح مقترحات ماي، التي تعرف باسم «خطة تشيكرز»، نسبة إلى مقر إقامتها الريفي الذي وضعت فيه صياغة تلك المقترحات، تصورا لتجارة حرة للسلع في الاتحاد الأوروبي مع قبول بريطانيا «قواعد عامة» تطبق على هذه السلع.
وقال جونسون إن «الأمر برمته يسيء للدستور، إذا تم تبني مقترحات (تشيكرز)، فسيعني ذلك أن قادتنا وللمرة الأولى منذ عام 1066 سيذعنون لنظام أجنبي» في إشارة إلى غزو وقع في القرن الحادي عشر وفرض الحكم النورماندي على إنجلترا.
كما انتقد جونسون الطريقة التي تعاملت بها ماي مع المفاوضات بشأن مستقبل الحدود بين آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا بعد الانسحاب، وهي الحدود البرية الوحيدة بين التكتل والمملكة المتحدة بعد الخروج.
وذكرت صحيفة «تايمز» أن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه يعمل على طرح مسودة لأنظمة جديدة تفصل كيفية استخدام التكنولوجيا لتقليل عمليات التفتيش على الحدود للحد الأدنى. وأضافت الصحيفة أن الخطة التي طرحها الاتحاد الأوروبي تنص على أن السلع يمكن تعقبها باستخدام رموز (كود) على حاويات الشحن تندرج تحت برامج لـ«التجار الموثوق بهم» تديرها شركات مسجلة.
وأوردت «رويترز» في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي أن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي يعملون على اتفاق تمهيدي آيرلندي حساس لوضع مسودة لمعاهدة الخروج من التكتل مع بريطانيا في إطار ما وصفه بارنييه بأنه جهد للتخلص من المبالغات بشأن الأمر والتوصل لاتفاق.
وتقول «تايمز» إن تلك المقترحات ستوزع على الحكومات الأوروبية بعد مؤتمر حزب المحافظين الذي يبدأ ببريطانيا في 30 سبتمبر الحالي.
وأضافت الصحيفة أن مذكرة دبلوماسية بشأن المحادثات بين سفراء دول الاتحاد الأوروبي قالت إن «المسودة المعدلة لبروتوكول آيرلندا الشمالية» ستقترح التخلي عن أغلب عمليات الفحص والتفتيش الجديدة على كل الحدود.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.