مبادرة «كلاون مي إن» في لبنان لتوعية الأطفال عن طريق التهريج

عروض تفاعلية تهدف إلى الحد من مشكلة العنف

سابين تعلمت هذا الفن في لندن ونقلته إلى لبنان
سابين تعلمت هذا الفن في لندن ونقلته إلى لبنان
TT

مبادرة «كلاون مي إن» في لبنان لتوعية الأطفال عن طريق التهريج

سابين تعلمت هذا الفن في لندن ونقلته إلى لبنان
سابين تعلمت هذا الفن في لندن ونقلته إلى لبنان

لطالما حملت عروض فن التهريج في طياتها رسائل إنسانية كثيرة تحفز مشاهدها على استيعاب مشكلة ما بطريقة سلسة لا تخدش المشاعر. ومن هذا المنطلق، تنظم جمعية «كلاون مي إن»، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، يوماً توعوياً في بلدة إهدن الشمالية، يخصص لتطويق موضوع العنف بطريقة مرحة غير مخيفة. فالتحضيرات لإقامة هذا اليوم الطويل هي على قدم وساق، حيث يلتقي المهرجون مع نحو ألف شخص، ليشاركوا في برنامج غني بالفنون والألعاب وأنشطة أخرى. وتدور عناوينها حول كيفية القضاء على مشكلة العنف ضد الأولاد، فيتفاعل معها الأهالي وأولادهم بشكل مباشر، من خلال عروض مسرحية وحلقات حوارية وألعاب مسلية.
المهرجون أصحاب هذه المبادرة سيستقبلون الزوار من على مدخل الحدث (أهالي وأطفال)، فيمضون معهم ساعات طويلة، يتشاركون فيها بنشاطات مختلفة.
وتتألف هذه النشاطات من مسرح تفاعلي، يقدم خلاله نحو 10 مهرجين اسكتشات توعوية، يتخللها وقفات قصيرة مع الجمهور تصب في خانة الفنون التفاعلية. فيستعرضون معاً مشكلات العنف، وكيفية الحد منها، بناء على أسئلة وأجوبة يتواصل الطرفان من خلالها. وفي قسم ألعاب الصحون الطائرة، والمشي على الحبال، التي عادة ما يجيد مهرجو السيرك تقديم عروضها، سيحاول المهرجون لفت انتباه الأهالي إلى ضرورة دعم أولادهم في أثناء تعرضهم لمواقف حرجة، بدل تعنيفهم وتأنيبهم.
«أهم ما في الموضوع هو أننا نوصل رسالتنا إلى الآخر بأسلوب مرح، فلا يمل منه الطفل، ولا يشكل معضلة عند الأهل، لا سيما هؤلاء غير المتنبهين إلى أدائهم اليومي مع أولادهم. فيتلقفون المعلومة من خلال هذه الأنشطة التي نستخدم فيها أدوات أجسام صغيرة عادة ما يعبر فيها الأهل عن غضبهم تجاه أولادهم، ولكن من ناحية توعوية»، تقول سابين شقير مؤسسة جمعية «كلاون إن» ورئيستها، وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «فكم من مرة حاول أحد الأهالي إجبار ولده على تناول طعام معين لا يحبه، فيرمونه بالصحن في نهاية المطاف، تعبيراً عن رفضهم لعناده، وهو ما يدخل في أساليب العنف ضد الأطفال. وإننا من موقعنا نضيء على هذه الأساليب بمشهدية غير مخيفة، نلقي الضوء من خلالها على أداء تربوي غير صالح في المعاطاة بين الأهل والأولاد». وسيمارس أيضاً الأولاد هواية الرسم على طريقتهم، فيعبرون من خلالها عن مشكلاتهم التي لا يتجرأون على البوح عنها في يومياتهم العادية لأهاليهم، وعن ذلك تقول شقير: «هذه الرسومات على لوحات كبيرة ستتضمن وعوداً من قبل الطرفين عليهما الالتزام بها في علاقتهما سوياً في المستقبل».
وتوضح شقير التي تخصصت في مجال التهريج في لندن، وعادت به إلى لبنان كي تستخدم فنونه في مجالات اجتماعية كثيرة: «لقد نظمنا نشاطات كثيرة في هذا الإطار في مختلف المناطق اللبنانية، سعياً وراء توعية مجتمع مكبل بتقاليد بالية تتحكم في العلاقة بين الأولاد وأهاليهم».
وعشية هذا اليوم الطويل، سيتوزع الحضور على منطقة المطاعم في إهدن، ليلتقوا بمهرجين مطليين بالأبيض، يقفون في أركانها كالتماثيل، فتتغير أشكالها في كل مرة أرادوا التعبير عن وسيلة تحد من العنف ضد الأطفال.
وتؤكد شقير أن تقديم نشاطات تفاعلية، كمسرحيات وعروض سينمائية تحكي عن هذه المشكلة في الشوارع والساحات العامة، من شأنه استقطاب أكبر عدد من الناس بطريقة غير مباشرة، فلا يشعرون بأنهم مجبورون على حضورها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.