التحالف: مخاوف الأمم المتحدة بشأن الحديدة غير صحيحة

المالكي أكد استمرار تدفق المساعدات وسير العمليات وفق القانون الدولي

TT

التحالف: مخاوف الأمم المتحدة بشأن الحديدة غير صحيحة

أكدت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أن المخاوف التي ساقتها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إزاء العمليات العسكرية الجارية لتحرير الحديدة «غير صحيحة»، وأن العمليات الجارية تسير وفق القانون الدولي.
وأوضح العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف، أن عمليات القوات اليمنية والتحالف في محافظة الحديدة تسير وفق القانون الدولي والإنساني، مشيراً إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية عبر مختلف القنوات، وأضاف: «كان الأجدر أن يكون البيان حول ما يتعرض له الشعب اليمني منذ سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 على أيدي الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، وتأثيرها على 27 مليون يمني».
وشدد العقيد المالكي على أن «عمليات القوات اليمنية والتحالف تسير وفق القانون الدولي والإنساني، وهناك عمليات إنسانية مستمرة سواء عبر الإنزال الجوي أو ميناء الحديدة، كما أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي يبذلان جهوداً كبيرة في هذا المجال».
ولفت المتحدث باسم التحالف إلى أن «القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن تعطي التصاريح لكل السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية سواء الخاضعة للشرعية أو الانقلابيين على حد سواء. هذه المخاوف غير صحيحة، وإذا كانت هناك مخاوف فيجب أن تكون بشأن الميليشيات الحوثية وعرقلة وصول المساعدات داخل المدن».
وبيّن المالكي أن هنالك أكثر من 7 سفن في ميناءي الحديدة والصليف، و98 في المائة من الطلبات التي تَرِد التحالف يصرّح لها في أقل من 24 ساعة.
في السياق ذاته، اعتبر المتحدث باسم التحالف توقيع منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن مذكرة تفاهم مع الانقلابيين لإجلاء الجرحى عبر مطار صنعاء اعترافاً ضمنياً بسلطة الأمر الواقع، وهو ما يتعارض مع قرار مجلس الأمن 2216 التي يعتبر الميليشيات الحوثية خارجة عن القانون.
رغم ذلك، كشف العقيد ركن تركي المالكي، أن اتفاقية نقل أصحاب الحالات الطارئة عبر مطار صنعاء هي مبادرة للتحالف عبر «مركز إسناد» للعمليات الإنسانية الشاملة في اليمن برئاسة السفير محمد آل جابر، السفير السعودي في اليمن. وتابع قائلاً إن «الجسر الطبي الجوي تم الإعلان عنه في مايو (أيار) 2018، وكان نتيجة نقاش بين المدير التنفيذي لمركز (إسناد) السفير محمد آل جابر، والسيدة ليز غراندي لوضع بعض الحالات الإنسانية في اليمن.
الفكرة بدأت من مركز (إسناد) وتبلورت في وضع ضوابط لإدخال المرضى الذي لا يوجد لهم علاج في اليمن، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية من خلال الحكومة اليمنية».
وأشار المالكي إلى أن منظمة الصحة العالمية حصلت على 180 مليون دولار من الدعم الذي قدمه التحالف، متمنياً أن يرى جهوداً أكبر من المنظمة في الداخل اليمني لإيجاد بدائل للحالات المرضية الطارئة هناك، مبيناً أنه تم الاتفاق على تسيير رحلتين للإخلاء الطبي من مطار صنعاء للقاهرة حسب مبادرة التحالف.
وعن الوضع في الحديدة، أوضح العقيد تركي أن قذيفة هاون أطلقتها مجموعة مسلحة أصابت مستودعاً لبرنامج الغذاء العالمي، محذراً من أن الوضع الأمني يتدهور بسرعة ويهدد المساعدات الإنسانية في المدينة والمناطق المحيطة بها. وأردف: «لا يمكننا تحمّل أي أنشطة من شأنها أن تعطل عملياتنا الرامية إلى توفير الغذاء والتغذية، وندين أي محاولة من أي طرف من أطراف النزاع ممن يستخدمون المساعدات الإنسانية والمنشآت أداةً في هذا الصراع العنيف».
وأشار إلى الهجوم الذي قامت به الميليشيات الحوثية على صوامع الغلال في الحديدة، والدخول إلى مخازن برنامج الغذاء العالمي و«يونيسيف»، معبراً عن استغرابه من عدم وجود أي رد فعل من المنظمات المدنية والأممية لإدانة هذه الأعمال العدائية واستخدام الأماكن المحمية بالقانون الدولي. وشدد المالكي على أن كل المنافذ اليمنية البرية والجوية والبحرية تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، كما أن القوات اليمنية وبدعم التحالف تنفّذ عمليات في جميع المحافظات اليمنية، ومنها نزع الألغام.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.