إسرائيل تعلن تدمير طائرة إيرانية محملة بالأسلحة في دمشق

صورة لتصدي بطاريات الدفاع الجوي السوري لصواريخ إسرائيلية على مطار دمشق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
صورة لتصدي بطاريات الدفاع الجوي السوري لصواريخ إسرائيلية على مطار دمشق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن تدمير طائرة إيرانية محملة بالأسلحة في دمشق

صورة لتصدي بطاريات الدفاع الجوي السوري لصواريخ إسرائيلية على مطار دمشق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
صورة لتصدي بطاريات الدفاع الجوي السوري لصواريخ إسرائيلية على مطار دمشق مساء أول من أمس (أ.ف.ب)

ذكرت القناة العبرية الثانية، أمس، أن إسرائيل دمرت ليلة أول من أمس طائرة نقل إيرانية من طراز «بوينغ»، بعد ساعات من هبوطها في مطار دمشق الدولي.
وأشارت القناة أيضا إلى أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مخازن سلاح في حظائر طائرات بالمطار (ورشات ومخازن مخصصة للصيانة)، تم تمويهها بوضع شعارات الأمم المتحدة وشركة النقل العالمية DHL على سطحها، كما أظهرت صور أقمار صناعية نشرتها القناة، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية.
وحسب القناة العبرية؛ كان يفترض أن يتم تسليم السلاح الذي نقلته الطائرة الإيرانية إلى دمشق؛ إما للنظام السوري أو لميليشيات شيعية موالية لطهران تقاتل إلى جانبه في سوريا.
يذكر أن إسرائيل، التي كانت قد اعترفت رسميا بأنها قصفت مواقع في سوريا أكثر من 200 مرة خلال الـ18 شهرا الأخيرة، عادت إلى سياستها الضبابية ولم تعلق على الأنباء التي نشرت أمس ومفادها أنها قصفت مخازن أسلحة قرب مطار دمشق. وقالت تقارير صحافية في سوريا وغيرها إن هذا الهجوم الإسرائيلي استهدف طائرة شحن إيرانية أقلعت من طهران قبيل الضربة الجوية بساعات، بالإضافة إلى مخبأ للطائرات العسكرية ومستودعات أسلحة حاول النظام إخفاءها. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن هجوما صاروخيا إسرائيليا استهدف مطار دمشق مساء السبت، ما أدى إلى إطلاق الدفاعات الجوية. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن «وسائط دفاعنا الجوي تصدت لعدوان صاروخي إسرائيلي على مطار دمشق الدولي وأسقطت عددا من الصواريخ المعادية». وكان مراسل «سانا» قد أفاد بسماع دوي انفجارات في محيط مطار دمشق الدولي. ولم تشر الوكالة إلى سقوط قتلى أو حدوث أضرار، لكنها نشرت مشاهد تظهر تشغيل الدفاعات الجوية. ويُسمع في تسجيل الفيديو انفجار طفيف يضيء السماء.
إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن غارات حربية قصفت ودمرت بيتاً كان يستخدمه قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، في البوكمال (شرق سوريا) قبل عدة أشهر. ولمحت إلى أن الاحتمال الأكبر هو أن طائرات إسرائيلية هي التي نفذت العملية، على الرغم من أن المنطقة بعيدة جدا عن الحدود الإسرائيلية وتقع على الحدود السورية - العراقية.
ويجري الحديث عن عملية تمت في الليلة الواقعة بين 17 و18 يونيو (حزيران) من هذه السنة، وتناولت تدمير بيت فخم استخدمه سليماني بغرض توصيل رسالة له، حسب موقع «واللا» العبري في تل أبيب، الذي نشر تقريرا مطولا عن الموضوع، نقلا عن مسؤول كبير في «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي).
وقال تقرير الموقع الإسرائيلي إن سليماني يركز نشاطه في العراق حاليا، وفي حينه أقام خط تزويد بري مباشراً للأسلحة والعتاد من العراق إلى سوريا ومنها إلى «حزب الله» في لبنان، وقد تم اختيار البوكمال محطة وسطية ومن هناك إلى دير الزور. ويضيف التقرير أن هذا الهدف وضع منذ أكثر من 5 سنوات، لكن قيام «داعش» باحتلال المنطقة أعاق تنفيذه. ولكن، بعدما تم تحرير المنطقة في نهاية السنة الماضية، جدد سليماني الخطة. وقد اضطر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية إلى وقفها إلى حين، حيث توفي والده وعاد إلى إيران لفترة، وبعد عودته جدد العمل فيها بقوة، وبالفعل انطلقت أولى القوافل في شهر ديسمبر (كانون الأول). وقرر الاستقرار في المنطقة ليشرف شخصيا عليها، وسيطر على بيت فخم كان سكانه قد رحلوا.
ويقول التقرير إن رئيس المخابرات الأميركية آنذاك مايك بومبيو بعث برسالة إلى سليماني يحمله فيها مسؤولية كل النشاطات التي تنفذ ضد الأميركيين في العراق، لكن مندوب «فيلق القدس» رفض تسلم الرسالة. فقرر الأميركيون الاعتماد على إسرائيل بتوصيل الرسالة بطريقتها، مع التلميح بأنها لن تغضب إذا تم اغتيال سليماني. وفي ذلك الوقت بدأ تراشق العمليات الإسرائيلية - الإيرانية، وبلغت هذه العمليات ذروتها في أبريل (نيسان) الماضي، إذ قامت إسرائيل بقصف مطار «تي4» قرب حمص وقتلت 7 ضباط إيرانيين، وردت إيران بإرسال طائرة من دون طيار نحو إسرائيل في مطلع مايو (أيار) الماضي. وردت إيران بإطلاق 32 صاروخا باتجاه المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة. وردت إسرائيل بقصف واسع على 50 هدفا إيرانيا في سوريا. وفي الشهر التالي، تم تدمير البيت المذكور على من يحرسه، وقتل في العملية أكثر من 50 شخصا.
ويقول تقرير «واللا» إن الاهتداء إلى هذا البيت تم قبل سبعة أشهر من قصفه، وذلك عندما قام سليماني بزيارته والبقاء فيه لفترة طويلة نسبيا وتم التقاط صور له مع عناصر من ميليشيات «النجباء». ويقدر التقرير أن الرسالة الإسرائيلية كانت تحذيرا وتهديدا، ولكن من غير المستبعد أن تكون تلك أيضا محاولة اغتيال فاشلة، لأن سليماني شوهد في هذا البيت أيضا قبل أيام من القصف في يونيو.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».